افتتح الصحفي المغربي عبد الحي البقالي بقناة الحرة، الحديث عن «التقرير التلفزيوني» معرفا إياه بأنه «كائن متحرك من الأحداث التي تتفاعل بين كل حين»، يدخل قلب نشرة الأخبار التي تعتبر جسما رصينا، لا مجال فيها للتوقعات، غير قابلة للجمود، إذ أن الخبر الجامد لا منفعة خلفه، ومن أهم أساسيات نشرة الأخبار، احترام المشاهد بتجنب الإسفاف والإطناب في الكلام، وذلك في دورة تكوينية في مقر "إيفا أكشن" بمدينة المحمدية، حول أساسيات كتابة التقرير التلفزيوني، نظمته الشبكة الأمريكية المغربية، بتأطير عدد من الصحفيين من قبيل عبد الحي البقالي من قناة الحرة الأمريكية، وكل من صحفيي القناة الأولى المغربية، عبد الرحمن الناجي وابراهيم المرزوقي، وعبد الرحيم لشكر، وبحضور صحفي من جريدة واشنطن ديبلوم االأمريكية.
وأشار المتحدث ذاته أن المهنية في تقديم نشرة الأخبار تتجلى في تجنب الجمود في ترتيب نوعية الأخبار المقدمة، مشيرا أن نموذج الإعلام الرسمي المغربي لا يخضع لهذا المعيار، نظرا لارتباطه بالأجندة السياسية الوطنية، وقدم الخط التحريري للقناة الأولى نموذجا لكلامه. مضيفا أن هناك عدد من العناصر الثابتة المتفق عليها في التقرير الإخباري تتمثل بداية في الدقة قائلا: "إن لم تكن متيقنا مما تقدمه من أخبار فلا تقدمه"، وتشترط أن تكون الدقة من حيث المصداقية ومن حيث تفاصيل الحدث إذ أن "التفاصيل الدقيقة والجزئية تعطي للخبر أهمية"، وهل المعلومات المقدمة في التقرير الإخباري "معلومات رسمية أو شبه رسمية أو لم يتم التأكد منها"، مؤكدا على ضرورة ابتعاد الصحفي عن أحكام القيمة، وأهمية التفرقة بين ما هو خبر وما هو رأي.
وعن الصورة المرافقة للخبر، فهي يجب أن تراعي إنسانية المشاهد، مستشهدا أنه كان حاضرا كصحفي في أحداث انفجارات مراكش، وقام بتوثيق صور الفاجعة لكن أغلبها لم ينشر نظرا لما تحمله من بشاعة المأساة، قائلا أن جريمة الاتجار بالبشر ليست هي تهريبهم وإلحاقهم بدور الدعارة فقط، بل هي كذلك إظهار وجوه الضحايا والتشهير بمعاناتهم بحثا عن المال.
والتقرير الإخباري المتلفز أنواع، فهو "التقرير التمهيدي" وهو الذي يعمل على تقديم معلومات عن حدث قبل انطلاقه مثلا (في الشهر المقبل هناك مؤتمر دولي عن الهجرة في مراكش)، أو "التقرير الإجمالي" وهو يلخص كل عناصر الحدث الذي حصل، ثم "التقرير العادي" وهنا يجب مراعاة أسباب النزول، والنظر لأهمية اتخاد زاوية محددة في التقرير، واحترام التسلسل الزمني في التقارير "كرونولوجيا"، مؤكدا على مسألة جد هامة وهي احترام التوقيت بالنسبة للمتدخلين.
واختتم حديثه بالقول "هناك مدارس متعددة في إنتاج التقرير التلفزيوني لكن لها أساسيات واحدة" ملخصا إياها في: وحدة الموضوع، التسلسل المنطقي للأحداث، الصمت الطبيعي وهو ما يعتبر في اللغة الإعلامية بالمتنفس الطبيعي كالصراخ أو صوت الانفجارات مثلا، الإبتعاد عن السؤال في أول التقرير، الاعتماد على الجمل القصيرة، وتوظيف اللغة البسيطة مع الدقة في الكتابة مقدما مثال "حبة سوداء/ حية سوداء أي نقطة واحدة ممكن أن تقتل"، ثم التأكد من مصدر نشر الخبر، والتاريخ، والمكان، مقدما عدد من النصائح والتوجيهات من قبيل: "في هذا المجال المتحرك ليس هناك وصول إلى القمة" و"من أحب هذا المجال بقوة تعذب في حياته".
|