افتتح المكتب الجديد لجمعية خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال، يوم الخميس 21 مارس 2019، بالرباط، برنامج أنشطته، بتنظيم ندوة حول "المهن الجديدة في الإعلام والاتصال: التكوين والكفاءات والفرص"، وذلك في إطار تخليد نصف قرن على تأسيس المعهد العالي للإعلام والاتصال.
وشارك في فعاليات الندوة، التي نظمت بتعاون مع إدارة المعهد وعدد من الشركاء، خريجو المعهد: رضوان الرمضاني، مدير الأخبار بإذاعة ميد راديو ومدير التحرير لموقع كيفاش ووالمستشار العام للتحرير بجريدة الأحداث المغربية، وعبد الصمد مطيع، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، أسامة أبرشا، مؤسس منصة "موستاشو"، علاوة على مداخلة بالفيديو من الولايات المتحدة الأمريكية لفدوى مساط، مديرة تحرير منصة أصوات مغاربية، بينما تم تنشيط الندوة من طرف الخريجة كوثر حمومي، الإعلامية بقناة "ميدي آن تيفي".
واستعرضت مداخلات المشاركين الفرص المهنية الجديدة في ميدان الإعلام والاتصال، في ظل التحولات التي يعرفها القطاع، بفعل التحول الرقمي وتطور وسائل التكنولوجيا الحديثة للإعلام، كما تطرقوا إلى تجاربهم الشخصية، والتحديات والرهانات التي فرضها التحول الرقمي في قطاع الإعلام والاتصال بالمغرب.
وفي هذا الصدد، أشار عبد الصمد مطيع، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى أن التحولات التي يعرفها مجال الإعلام والاتصال، تمس بالأساس ثلاث موضوعات هي الكفاءات، والتكوين، والإدماج المهني، مؤكدا على حتمية ملاءمة العرض التكويني مع مستجدات التحول الرقمي، خصوصا تكوين كفاءات تتمتع بالبراعة وتعدد المهارات، بما يتيح الاستجابة لحاجيات سوق السوق الشغل، الواعدة بفرص كثيرة في هذه المهن الجديدة.
أما أسامة أبرشا، مؤسس منصة "موستاشو"، فقد استعرض أساسا تجربته الشخصية، فأكد على أن التحول الرقمي لا يتطلب فقط ملاءمة المضامين الكلاسيكية مع مستجدات التكنولوجيا الحديثة، بقدر ما يستدعي تغييرا شاملا وجذريا في إستراتيجيات المؤسسات الإعلامية، كما شدد على أهمية معرفة ماذا يريده المستهلكون وتحليل وقياس الحاجة إلى المحتوى من عدمها، أما في ما يخص المهن الجديدة في القطاع، فالواقع، حسب المتحدث ذاته، أن هذه المهن موجودة دائما والتحول الذي حدث يتمثل في أنها تعرف متغيرات متلاحقة، داعيا إلى ضرورة فهم مهنة الإعلام والاتصال وملاءمتها مع مستجدات القطاع الرقمي.
من جانبه، تحدث الإعلامي رضوان الرمضاني، عن كيف أصبح الإعلام الرقمي ضرورة مفروضة على كل العاملين في قطاع الإعلام والاتصال، كما تطرق إلى إكراهات الحالة المغربية لهذا القطاع، في ظل استقطاب المنصات الرقمية لجميع الفئات مما أثر على جودة المحتوى؛ قبل أن يؤكد، من جهة أخرى، على أن الإعلامي المغربي راهنا صار بفعل التحولات الرقمية في قطاع الاعلام والاتصال يتخبط بين متطلبات ومعايير الصرامة في محتوى الصحافة الكلاسيكية وبين الاغراءات التي يقدمها الإعلام الجديد.
وتحدثت فدوى مساط، مديرة منصة "أصوات مغاربية" عن تجربتها المهنية في الاعلام الرقمي، مشيرة إلى أن المجال الرقمي يتطور بشكل كبير ويجب على الصحفي مواكبة التطورات التي تحصل في الجانب التقني كي لا يتم تجاوزه؛ مبرزة مساهمة الصحافة الرقمية في ظهور عدد من الوظائف الجديدة التي زاوجت بين الإعلام التقليدي مع التفاعل على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي.
المتدخلة ذاتها تطرقت أيضا لموضوع الكلفة الاقتصادية للإعلام الرقمي، فاعتبرت أنها أقل بكثير مقارنة مع الصحافة التقليدية، إذ في الإعلام الرقم يمكن أن تحتاج فقط شخصا واحدا يقوم بالوظائف نفسها التي يقوم بها خمسة أشخاص في التلفزيون.
وتجدر الإشارة إلى أن الندوة احتضن فعالياتها المدرج الكبير للمعهد العالي للإعلام والاتصال، وافتتحت أشغالها بخطاب ترحيبي لسارة زروال، رئيسة جمعية خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال، قدمت فيه معالم برنامج أنشطة الجمعية للسنة الجارية، وتلته كلمة لعبد المجيد فاضل، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، نوه فيها بأهمية الموضوع الذي اختارته الجمعية، وأهمية توصياته المرتقبة بالنسبة لإدارة المعهد وورشها المتعلق بملاءمة العرض التكويني مع مستجدات مهن الإعلام والاتصال في ظل التحول الرقمي المتسارع. |