الثلاثاء 26 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

حكم قضائي غريب على أربعة صحافيين مغاربة يضع حدا لمزاولة المهنة

كازا 24 الأربعاء 27 مارس 2019

تحسس الصحافيون المهنيون المغاربة صباح اليوم الاربعاء رؤوسهم وطرحوا على أنفسهم سؤالا واحد..أي مستقبل ينتظر المهنة بعد تسخير القضاء لتمريغ كرامة أربعة صحافيين لم يقوموا سوى بواجبهم المهني لإرضاء نزعة السياسي حكيم بنشماس من حزب التراكتور ورئيس مجلس المستشارين..بإصدار حكم بالحبس و الغرامة على زملاء نشروا اخبارا صحيحة .!.

ويبدو جليا أن مزاولة الصحافة كمهنة أصبح مهددة في المغرب أكثر من أي وقت مضى .. وسرت صدمة كبيرة اليوم في الوسط الاعلامي بالمغرب بعد الحكم بالحبس على أربعة صحافيين نشروا أخبارا صحيحة عن لجنة تقصي حقائق برلمانية حول ملف الصندوق المهني المغربي للتقاعد .

وعمّت صدمة صعقت الصحفيين المهنيين المغاربة اليوم الأربعاء وجعلتهم يضربون أخماسا في أسداس ويفكرون مستقبلا في كيفية مزاولة مهنة صار العاملون فيها مهددين بالسجن ،اكثر من اَي وقت مضي ، ويتساءلون عن اَي صحافة تريد الدولة..وعن ما اذا كانت «صحافة» التفاهة و«البوز» هي الحل؟.

هذه الصدمة العميقة ارتد صداها سريعا لصدور الصحافيين المغاربة اليوم الأربعاء ، مباشرة بعد النطق بالحكم القضائي الغريب .

وكتب الزميل جلال رفيق، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» تدوينة تضامنية مع زميله في العمل بجريدة «المساء محمد أحداد»، أحد الصحافيين المغارية الأربعة الميدانيين بحكم قراقشي نزل كسيف حاد على أصحاب «مهنة المتاعب» ، وزاد «حوفارة» المهنة وجعا قائلا «:باش تكتب فالجورنال معطيات صحيحة وتاخد ستة اشهر ديال الحبس موقوف التنفيذ غير عرف راسك راك فبناء عشوائي كبير سميتو المغرب..توما سدو الزبل كامل وخليو اذاعة محمد السادس للقرآن وهنيو الوقت..»

وكتب الصحافي المخضرم عبد الحميد اجماهري ، تدوينة جاء فيها «محمد أحداد لايمكن أن يدان...محمد أحداد منذور للهواء الطلق والحرية وامتحان النوايا الخانقة للصحافة».

وكتب الصحافي يوسف الساكت من يومية «الصباح» تدوينة أخرى لا تخلو من شجن على احتضار مهنة ومحاولة تمريغ سمعة العاملين فيها بإلباس الباطل جُبة الحق ،على اعتبار ان الصحافيين الأربعة لمي قوموا سوى بواجبهم المهني وبنشر أخبار صحيحية تدوينة جاء فيها:« تضامني المطلق مع الصحافيين الأربعة اللذين فرض عليهم بنشماس الحبس والغرامة ..مع هاشتاغ لا يخلو من حسرة #إكشوان .. هو الحل .»

وبلغة لا تخلو من شجن وشعور عميق بالمرارة التي سادت الجسم الصحفي المغربي بعد النطق في قضية بنشماس و الصحافيين الأربعة كتب الزميل يونس الخراشي، رئيس القسم الرياضي بجريدة «أخبار اليوم» تدوينة جاء فيها «الصحافيون الأربعة..لم يبق لنا من طريقة كي نمشي بحرية بين أسياخ النار، سوى أن نؤكشونها.. لا تبحثوا عن أخبار صحيحة.. ولا عن الحقيقة.. ولا عن أي جديد مفيد..ابحثوا عن "البوز"،، والبوزبال.. والبوزروگ.. هيا بنا جميعا، نتخلى عن الحلم بإعلام قوي ونزيه وفاعل..
تبا لنا.. تبا».

في حين كتب الصحافي المغربي محمد جليد تدوينة أخرى جاء فيها :«تضامني المطلق مع زملائي كوثر ومحمد و عبد الحق وعبد الإله..للتاريخ محاكمته»،مع علامة تعجب في نهاية التدوينية .

بدوره نشر الصحافي المغربي مصطفى بلخير ،مراسل يومية «المساء» سابقا من بني ملال ومدير نشر موقع «جديد24» تدوينة جاء فيها : «نشر الأخبار الصحيحة مهنتنا ...ليست جريمة ...كل التضامن زملائي واصدقائي الأعزاء ..محمد احداد .عبدالاله سخير . كوثر زاكي عبد الحق بلشكر ...نشر الأخبار الصحيحة مهنتنا ..ليست جريمة».


وخرجت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ببلاغ أوضحت فيه أنه و منذ الوهلة الأولى ،تابعت محاكمة أربعة صحافيين مغاربة بسبب نشرهم لأخبار صحيحة في ضوء شكاية تقدم بها رئيس مجلس المستشارين ، و كان الأمل معقودا على أن يقع إنصاف الزملاء الذين قاموا بوظيفتهم بمهنية عالية وفي إطار احترام القانون الذي يجرم نشر الأخبار الزائفة بأن تحروا و نشروا أخبارا صحيحة و حقيقية، و بذلت مساعي على هذا المستوى خصوصا من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية لإقناع رئيس مجلس المستشارين بسحب هذه الشكاية الغريبة، ورغم تعهده بذلك إلا أنه أصر على المتابعة و أخلف تعهداته ونصب نفسه خصما لحرية الصحافة و التعبير في بلادنا .»
 
وحملت النقابة أن الوطنية للصحافة المغربية المسؤولية لرئيس مجلس المستشارين «الذي حول وظيفة المؤسسة التشريعية التي يرأسها من تجويد التشريع في مجال حرية الصحافة والنشر والتعبير، وضمان حماية الصحافيين، إلى مؤسسة لملاحقة الصحافيين والتضييق عليهم وتخويفهم بالمتابعات القضائية».