الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«ليبانافريكان» يناقش دور وسائل الإعلام الإفريقية في معالجة مواضيع المناخ

كازا 24 الجمعة 6 مارس 2020

في إطار استمرارية الدورة الثالثة للقاء الصحفيات الإفريقيات "ليبانافريكان"، جرت الجلسة العامة يومه الجمعة 6 مارس بالدار البيضاء. وقد التأمت خلالها الإعلاميات المشاركات بغية تبادل الآراء والأفكار حول الأدوار والآفاق الإعلامية المتعلقة بكيفية تناول ومعالجة مواضيع التغير المناخي.

" تتقاطع هذه المبادرة مع ثلاث مهام إستراتيجية لقناتنا 2M، والتي تتلخص في مجملها في العمل على إشعاع المغرب والقارة، تثمين دور المرأة وحماية البيئة. وتلك هي القيم المحورية لمختلف الوسائط الإعلامية التابعة ل2M، والتي نعتبرها جزءا جوهريا من التزامنا المواطن. " كما صرح بذلك سليم الشيخ، المدير العام للقناة الثانية 2M، خلال تدخله بنفس المناسبة. كما أشار إلى أن اختيار الاستعجالية المناخية كموضوع لهذه الدورة يأتي ليؤكد مرة أخرى الدور الرئيسي للوسائل الإعلامية والمسؤولية التي تضطلع بها لإخبار وتحسيس المجتمعات الإفريقية حول المواضيع الإستراتيجية الكبرى التي تشغل بال الرأي العام الإفريقي.

ولدى تناولها الكلمة، تدخلت فتحية العوني، رئيسة التحرير، المكلفة بالبث بإذاعة راديو 2M ورئيسة اللجنة الدائمة لمنتدى الصحفيات الإفريقيات، (تدخلت) لتذكر بمسؤولية الوسائل الإعلامية التي "يتوجب عليها الإخبار، وهي تضطلع أيضا بمسؤولية الإشعار، نعم الإشعار على أن هناك استعجالية مناخية. " كما استطردت قائلة على أنه "من بين عشرة بلدان بالعالم المهددة بالتغيرات المناخية، هناك للأسف سبعة بلدان إفريقية. ومن بينها، دولة جنوب السودان التي وجدت نفسها، خلال بضعة أشهر، أمام خطر الأمطار والسيول الجارفة بسبب التغير المناخي."

في نفس الصدد، تدخلت أجاك مورا متبيني، صحفية عن جنوب السودان، لسرد العواقب الوخيمة المترتبة عن هذه الظاهرة المناخية وأثرها السلبي على الساكنة المحلية، حيث قالت: "الفيضانات التي تشهدها بعض بلداننا بسبب الاختلالات المناخية تكتسي طابعا خطيرا ولها عواقب وخيمة على مجتمعاتنا. فعلى سبيل المثال، تسببت هذه الأمطار في اندلاع نزاعات ببلد كجنوب السودان. وهي تهدد بشكل فظيع الأمن الغذائي لبلداننا وتتسبب في تدفق أعداد كبيرة ومهمة من النازحين و المهاجرين."

بدورها، تدخلت جيميما كاتراي، الإعلامية البنينية والمديرة السابقة لتلفزيون دولة البنين، (تدخلت) لتؤكد على الدور الحاسم للوسائل الإعلامية في إسماع الأصوات التي ترتفع بالقارة للتنبيه إلى موضوع الاستعجالية المناخية. "دورنا كإعلاميات يتمثل بالضبط في التحسيس، وأيضا إعطاء الكلمة لذوينا، وعندما أقول ذوينا، أعني تقاليدنا وثقافتنا، بما أنه لازالت هناك غابات ببلدي، وجزء كبير منها تم الاحتفاظ به وصيانته بفضل حراس التقاليد الذين يعملون على حماية قدسية بعض المواقع، من غابات ووديان، وغيرها.." تشير نفس المتحدثة.

تلت هذه المداخلات فقرة النقاش الكبير، الذي خصص لموضوع "المبادرات والالتزامات الإفريقية للتكيف مع التغيرات المناخية". عهد بإدارة هذا النقاش للمقرر رضا بن جلون، مدير المجلات الإخبارية والأفلام الوثائقية لدى قناة 2M، وهو النقاش الذي جمع ثلة من الخبراء حول موضوع التغيرات المناخية. وقد استهل رضا بن جلون النقاش بالتذكير بالدور الرئيسي والمحوري للمرأة الإفريقية بمنظومة مكافحة أثر التقلبات المناخية، والترويج للتنمية بالقارة السمراء.

من بين المتدخلين بالنقاش الكبير، هناك أرونا دهيدهو، مدير البحث بمعهد البحث من أجل التنمية، بجامعة جوزيف فوريي لغرونوبل، والمؤلف الرئيسي للتقرير الخاص بفريق الخبراء الحكوميين حول التطورات المناخية (GIEC)، والذي صرح قائلا:" يجب الكف عن التفكير والنظر للتغير المناخي بطريقة سلبية. نحن مطالبون بالتوقف والتفكير مليا بغية استشراف الفرص المتاحة لنا."

بالنسبة لمحمد بن يحيى، الكاتب العام لقطاع البيئة لدى وزارة الطاقة، المعادن والتنمية المستدامة، عن الجانب المغربي، حيث قال:"بالتأكيد، سنجد الحل (للتغيرات المناخية). المشكل الوحيد الذي سنواجهه، هو أن هذا الحل لن يتأتى لنا بسرعة. لذا، فنحن مطالبون بالإسراع لإيجاده قبل تفاقم الخسائر والأضرار وتفاقم الأوضاع."

من جانبها، ترى أنا لي مواريس روشا، المديرة التنفيذية لمنظمة "نيبي فاجيو"، المنظمة الرائدة بمجالي حماية البيئة وتدبير النفايات بتنزانيا، (ترى) على أن "الأمر يتعلق اليوم بضرورة التئامنا وتنظيمنا بشكل مغاير كي نقلص من أثر التغيرات المناخية. فعلى سبيل المثال، بإفريقيا، أزيد من 60% من النفايات المنتجة هي منتجات عضوية، وهو الأمر الذي يفسح المجال أمام إمكانية إيجاد حلول لإعادة استعمالها كأسمدة."

وقد أبدى صابر فايز هنداوي، الباحث المصري، عضو مبادرة "سيكيم" للتخصيب البيولوجي والفلاحة الإيكولوجية بالصحراء المصرية، (أبدى) مشاطرته "لفكرة إحداث جامعات خاصة بالتنمية المستدامة، على غرار هيليوبوليس، بمصر. وهي التجربة التي أعطت أكلها وتوجت بنجاح كبير".

تلت النقاش الكبير فقرة للأسئلة والنقاش مع الحضور. وقد تساءل المتدخلون عن الإجراءات الملموسة التي يمكن للصحفيات الإفريقيات الانخراط بها، بغية بسط رؤية واضحة لمواضيع التغيرات المناخية بالوسائل والمنابر الإعلامية الإفريقية.

 

هذا، وسيخصص اليوم الأخير من هذا المنتدى لاسترجاع أشغال الورشات والمرور بعد ذلك للتصويت الذي سيفضي إلى تحديد وتسطير أولويات مخطط العمل المزمع اعتماده من طرف منتدى ليبانافريكان خلال سنة  2020

يعود إنشاء منتدى "ليبانافريكان" لسنة 2017 من طرف القناة الثانية المغربية 2M، وهو عبارة عن شبكة للصحفيات الإفريقيات المنحدرات من 54 بلد إفريقي. وهي الشبكة التي تطمح إلى المساهمة بشكل أكبر وأوسع في استشعار الوسائل والوسائط الإعلامية الإفريقية بضرورة تحمل مسؤولياتها كاملة في معالجة المواضيع الأساسية والمحورية التي تشغل بال الرأي العام بالقارة السمراء جمعاء. كما تضطلع نفس الشبكة بمهمة الارتقاء كقوة للتفكير والاقتراح لدى صناع القرار.