يسود توجس كبير داخل إيكوميديا، أكبر شركة إعلامية بالمغرب، صاحبة جريدتي الصباح وليكونوميست وإذاعة أطلنتيك راديو، ومطبعة إيكوبرانت، بسبب تصرفات الرئيس المدير العام الجديد، التي طرحت استفهامات عريضة، سيما لدوسها على أبسط أدبيات قانون الشغل، وتميزها بالتسلط والشطط، خصوصا أن الرئيس المدير العام الجديد، استفاد من إعفاء الدولة في أداء أجور المستخدمين والصحافيين لمدة ثلاثة أشهر، غذ لم يكد ينتهي آخر شهر من الدعم حتى أخرج أنيابه، مستهلا إنزال العقوبات على أبسط الأجراء، ما طرح استفهامكات عريضة لدى الصحافيين وتخوفا من أن يتمادى في سلوكاته، سيما انه يحمل مخططا تقشفيا يروم وراءه تقليص نفقات الأجور.

وعلمنا أن الرئيس المدير العام ،قام مساء أول أمس باتخاذ عقوبة التوقيف في حق أجير، لا لسبب إلا لأن الأجير نفسه المكلف بالاستقبال، كان بالمرحاض، ولم يجده سعادته في مكانه ليستشيط غضبا، ويتخذ قرار خارج الضوابط ودون اجتماع اللجنة التأديبية وبعيدا عن أعين مندوبي الشغل، بتوقيف الأجير ثلاثة أيام وهي عقوبة قاسية، تستلزم أن يكون الأجير تعرض لإندار ثم توبيخ قبل اتخاذها.

وأمام الاحتقان الذي تسبب فيه الرئيس المدير العام الجديد، تراخت ظلال الرئيس المدير العام السابق، الذي لم يكن يحشر نفسه في مثل هذه السلوكات ويتركها للرؤساء المباشرين للمسخدمين والصحافيين، ما أدخل الموارد البشرية للمجموعة الإعلامية الرائدة، في حيص بيص، وتساؤلات، خصوصا أن المدير العام الجديد تنصل من مسؤولية تعويض الخصم الذي عرفته الأجور خلال الاشهر الثلاثة للحجر الصحي.

وحسب المعلومات التي استقتها الجريدة، فإن غليانا كبيرا بين العاملين والصحافيين، نجم عن شطط الرئيس الجديد، وهو ما يمكن أن تكون له تداعيات كبيرة، في المستقبل القريب.

كما أن الرئيس نفسه لجأ إلى أسليب أخرى لتقليص الأجور، ضاربا قانون الشغل بتحويل المهام وتغييرها، إذ حول سائقين إلى حراس أمن، وموزعين إلى رجال استقبال ببذل تشبه بذل رؤساء المربعات في المتاجر الكبرى، ناهيك عن عدم وجود أي احتياطات لمواجهة فيروس كوفيد 19، فلا تباعد ولا معقمات في المكاتب ولا هم يحزنون، رغم أن الشركة العملاقة استفادت من دعم الدولة ومن قروض تفضيلية لهذا الغرض.

ويبدو أن صحافيي ليكونوميست الذين أسسوا نقابتهم أخيرا، مقبلون على اجتماع مهم لاتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد الشطط المنتظر.