«لارام» تتسلم بمطار محمد الخامس طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر |
الجديدة.. أزيد من 200 ألف زائر للمعرض الدولي للبناء |
سابينتو مطالب بالفوز للاستمرار في قيادة الرجاء البيضاوي |
الدار البيضاء: مراهقون يسيطرون على أبرز الأحياء الشعبية ليلا بدراجات «مزعجة» |
المحمدية.. النيران تلتهم مطعمين لـ «المشويات» بالشلالات دون ضحايا |
الإعلامي الراحل محمد الخلوي.. من روعة البدايات إلى صدمة النهايات | ||
| ||
محمد بوحمام/صحافي بيومية«رسالة الأمة» وحدها الحياة التي لا تقبل الاستئناف أو الطعن في إعادة المسار من جديد، خطوط متشابكة ترسم لوحات من الفرح والحزن، الانتصار والانكسار، الآمال والآلام، وما إن تستقيم إلا وتعلن تمرد النبضات.. كإعلان رسمي على بلوغ محطة النهاية، نهاية المادي الملموس.. فوجئت مساء أمس برحيل الصديق والزميل المبدع محمد الخلوي، الفنان الموهوب الذي أحب الحياة، بأدق تفاصيلها المتشابكة، في بحث دائم عن لحظات الإشراق في قلب عتمات لوحة الزمن، التي كان يصر دوما على أن كل لوحة بحاجة إلى لمسة فنية إضافية، تبعث فيها الروح، في الإبداع كما في الحياة، كانت لديه زاوية نظر مختلفة تماما عن السائد والمألوف، بهدوئه الباسم، وثقافته البصرية النافذة، التي تخترق خدعة الواجهة البراقة إلى استنطاق العمق الكامن في دواخلنا، وفي ما وراء الأشياء الماثلة أمامه.. متاعب كثيرة كانت تطفو على سطح الأيام والصفحات، سرعان ما تتوارى مع اكتمال لمساته الفنية الرائعة.. التي كان يحتفي بها قبل القارئ بنشوة الفاتحين، وبسمة الأطفال المعهودة في محمد، الفنان والإنسان. في بداية الثمانينات، كانت روعة البدايات، بدهشتها واندفاعها وصخبها الجميل، حيث تعرفت على محمد القادم من عمق الأطلس، خطاطا، من الجيل الأول لأسرة تحرير جريدة رسالة الأمة، يبهرك بتجاوبه وتواصله العفوي مع الجميع بهدوء الواثق من نفسه وأدواته الإبداعية، ويصدمك أكثر بإنجاز العمل بأجمل وأبدع وأمتع مما طلب منه، حيث كان يضيف من عندياته لمسات إبداعية راقية، سرعان ما بوأته مكانة رفيعة في قسم المونطاج آنذاك، رغم ضيق الإمكانات والإمكانيات، وسيادة الأبيض والأسود، الذي كان يتفنن في جعله فاتحا منفتحا، ينبض بالحياة، حيث أصبح يشرف على تركيب وإخراج الصفحة الأولى من الجريدة، وإخراج مجلة الأسبوع المغربي، والملحق الثقافي الذي كنت أشرف عليه آنذاك مع الزميل محمد بوفتاس أطال الله في عمره. وفي ظرف وجيز استطاع محمد أن يحفر اسمه في الساحة الإعلامية المغربية، ويبصم على مسار جديد في المونطاج الإخراج حيث أصبح مطلوبا في العديد من الأسبوعيات، كمتعاون، إلى أن ظهر الجيل الجديد من الآليات الحديثة التي ابتلعت العمل اليدوي وارتقت بمسار المونطاج والإخراج الصحفي، إلى فضاء إليكتروني، سرعان ما تأقلم معه بحسه الفني وثقافته البصرية، وروح الفنان الساكن بداخله. مما فتح له أفقا جديدا للعمل بمجموعة ماروك سوار مع بداية تأسيسها، سنة 1988، برفقة العديد من الزملاء، من بينهم محمد الباتولي، ومحمد لخدادي والمرحوم أحمد بداح، حيث بصم على مسار إعلامي مختلف، كمشرف على قسم المونطاج.. منها إلى تجربة الصحف الأسبوعية واليومية المستقلة، بعدما حصل على المغادرة الطوعية، التي أفقدت الجريدة المذكورة رونقها برحيل أبرز الأقلام والتقنيين البارزين. صموتا خدوما باسما، عاشقا للحياة حد الإدمان، غادرنا محمد والبسمة تعلو محياه البشوش، غادرنا وفي نفسه العديد من الأسئلة الموجعة، التي يحاول أن يعبر عنها في مختلف مجالات الإبداع البصرية، ومنها مشروعه التشكيلي الذي لم يكتمل، بالاشعاع والتصور الذي يراهن عليه.. حياتك كلها لوحة فنية رائعة يا صديقي.. نم قرير العين.. فمن عاش لنفسه ولغيره عاش مرتين، والحياة حيوات.. فما قصرت.. ومسارك الإعلامي الغني بالعطاء، الذي لم ينل كامل حظوظه في الإنصاف، ماديا ومعنويا، واصطدم بعقليات لا تقيم وزنا للإبداع والتجديد، خير شاهد وشفيع على نقاء قلبك وصفاء روحك ونبل أخلاقك … نم قرير العين يا صديقي.. وإلى اللقاء في عالم الخلد… عزاؤنا واحد.. وصبرا جميلا لأهله وذويه وزوجته الزميلة فتيحة وأصدقائه وأسرته الإعلامية.. | ||