تحقيق«فرانس 3» عن المغرب الذي تخلى عن المهنية والموضوعية | ||
| ||
أذاعت القناة الثالثة الفرنسية الخميس ما اعتبرته تحقيقا عن الحياة الشخصية للعاهل المغربي الملك محمد السادس وثروته، تخلى عن المهنية والموضوعية وانقلب إلى دعاية مغرضة ضد المغرب. وجاء تحقيق الفرنسية الثالثة، الذي أعده الصحافي جان لويس بيريز، امتدادا لما دأبت عليه بعض وسائل الإعلام الفرنسية في السنوات الأخيرة من استغلال حرية التعبير للاصطفاف وراء أجندات سياسية متحاملة ضد مؤسسات الدولة المغربية وعلى رأسها المؤسسة الملكية. ولا يتوفر التحقيق على شهادات متينة ولا وثائق دامغة ولا بحث ميداني دقيق، الأمر الذي أفقده مواصفات التحقيق. وقال مراقبون إن المغاربة واعون بأن بعض وسائل الإعلام الفرنسية تنفذ حملاتها على المغرب محكومة بمصالح ونفوذ دوائر فرنسية متحيزة للجزائر، لافتين إلى أن المسؤولين في الرباط لم يتفاجأوا بالحملة الجديدة، وأنهم سيلجأون إلى القضاء الفرنسي للدفاع عن مصالح بلادهم. وكان العاهل المغربي تعرض العام الماضي لعملية ابتزاز اتهم فيها صحافيان فرنسيان تم إلقاء القبض عليهما متلبسين، بعدما قاما بالتفاوض مع محامي الملك في يوليو 2015، وطلبا ثلاثة ملايين دولار مقابل عدم نشر معطيات ضد المغرب. وتم تسجيل اللقاء بمعرفة النيابة العامة الفرنسية والشرطة وتم تداول نص الوثيقة التي وقع عليها الصحافيان بنفسيهما. وأكد المراقبون أن ما بثته القناة الفرنسية لا يعدو أن يكون مجرد معطيات عادية وتصريحات أخرجت عن سياقها، والهدف هو التشويش على المغرب وما يعرفه من ديناميكية على مستويات اجتماعية واقتصادية وتنموية. وأصدر ثلاثة مغاربة مشاركون فيه بلاغا أكدوا أنهم تعرضوا للخداع، حيث أشار كل من الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي، والحقوقي والمحلل الاقتصادي فؤاد عبدالمومني بالإضافة إلى رجل الأعمال كريم التازي، إلى أن المخرج أخبرهم بأن البرنامج سيخصص للحديث عن الاقتصاد في الدول المغاربية، وبالنسبة إلى المغرب تم الخداع من خلال “تسليط الضوء على دور الشركات التابعة للعائلة الملكية في الاقتصاد المغربي” حسب ذات البلاغ. وأشار البلاغ إلى أن تصوير البرنامج توقف بعد أن تم طرد فريق التصوير من المغرب سنة 2015، "ومنذ ذلك الوقت لم نكن على علم بأي جديد بخصوصه، إلى أن نشرت القناة الفرنسية خلال الأيام القليلة السابقة إعلانها بخصوص عرض وثائقي بنسخة مغايرة عن الأولى تتحدث عن الأعمال الاقتصادية للملك محمد السادس، والذي يضم أيضا تصريحات لكاترين غراسييه (الصحافية الفرنسية) المتهمة في قضية ابتزاز الملك محمد السادس". وأشار جمال أغماني وزير التشغيل المغربي السابق، وعضو حزب البديل الديمقراطي، إلى مغرب اليوم ليس مغرب الأمس، وأن مثل هذه التحقيقات لن تؤثر في شيء لأن المغاربة يلمسون التغيير ولهم إرادة متجددة لتطوير بلدهم والشجاعة لمناقشة مشاكلهم وطموحاتهم. ورأى عادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أن تحقيق قناة فرانس3 جاء مفتقدا للكثير من شروط التحقيق والتوازن المطلوبين ولم يقدم معلومات جديدة غير تلك المتداولة في عدد من الكتب والمجلات والمواقع الاجتماعية. وأضاف بنحمزة أن هناك دائما إمكانية توظيف الإعلام لخدمة أجندات سياسية واقتصادية، وهذا التوظيف يصدر عن جهات مختلفة ومتعددة، تقودها نظرة “كولونيالية”، وهي نظرة ترفض الاعتراف بالتحولات التي يعرفها المغرب. واعتبر أن تحول المغرب من كونه ضيعة خلفية للرأسمال الفرنسي الذي يبحث جزء مهم منه عن استثمار ريع سلطة شمولية، بالإضافة إلى التحولات التي تعرفها بنية السلطة في المغرب منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، عاملان ضيقا من هامش هذا النوع من الرأسمال الذي تعود توظيف الابتزاز والضغط موظفا كل الوسائل ومنها الإعلام. | ||