السبت 23 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

هل أصبحت الدسائس والإشاعات وتسريب الوثائق وسائل إنتخابية مغربية للضغط على الرأي العام؟

بوحدو التودغي/عن:تليكسبريس الاثنين 25 يوليوز 2016

أصبحت الإشاعة مدخل بعض التيارات نحو الفتنة. ليست حملة ما يسمى "زيرو كريساج" بريئة. وإطلاق إشاعة مفبركة منسوبة لمصدر أمني تفيد أن المغرب سيتعرض لضربة إرهابية، ليست بريئة. كما أن تسريب وثائق رسمية تدين مسؤولا في الإدارة الترابية واستعمالها بشكل مغرب ليس بريئا.

الإشاعة ظاهرة ملازمة للوجود البشري، وهي التي تملأ الأحاديث بين الناس في الأسواق والمقاهي والحمامات، واليوم تطورت مع ظهور الفضاء الأزرق، التي يعتبر أكبر وسيلة اليوم لتصريف الإشاعات. الجديد في الموضوع اليوم أنها أصبحت صناعة كاملة الأركان، لها معامل خاصة ويشرف عليها مهندسون مختصون في الفتنة وتقوم الكتائب الالكترونية بتوزيع هذا المنتوج على نطاق واسع.

الذي يقف وراء حرب الإشاعات لا يفعل ذلك بشكل عشوائي، ولكنه يختار ما يسمى في علم السياسة "التايمينغ"، أي اختيار الزمن بدقة لتصريف هذه اللعبة، التي أصبحت سلاحا خطيرا اليوم في يد بعض التيارات، وكثيرا ما تنتشر هذه الإشاعات قبيل استحقاقات سياسية وخصوصا الاستحقاقات الانتخابية، لأن الإشاعة تخلط الأوراق، ويحاول صاحبها من ورائها تخويف المجتمع حتى لا يرى منقذا غير من يقف وراء هذه الأخبار السيئة.

فقبل نهاية إشاعات الكريساج، التي يقصد منها أصحابها ترهيب المجتمع، كي يعيش رعب التعرض لضربات اللصوص، الذين زعمت صفحات على المواقع الاجتماعية، أنهم أصبحوا يملؤون الشوارع وأن الأمن قدم استقالته، ولو استطاع هؤلاء إقناع المجتمع بهذه الإشاعات فإنهم سيبدؤون في تكوين لجان الحماية، والغرض هو ضرب مؤسسات الدولة وتحييدها، فقبل نهاية هذه الإشاعات، أطلق "شيطان" الفوضى، الذي يجلس خلف أقنعة كثيرة، إشاعة تعرض المغرب لضربة إرهابية نهاية الأسبوع.

فادعاء تعرض المغرب لضربة إرهابية ليست إشاعة بريئة ولا سهلة، لأنها تعني أن المجتمع في خطر، وهذا سيعطل التفكير في أي شيء آخر سوى هذا الرعب الذي يمكن أن يتملك الناس، ومن أطلقها يعرف ما يريد، خصوصا من يقول "يا إما نحن يا إما الإرهاب".

ولا تنتهي الإشاعة عند نشر أخبار زائفة ولكن يتم فيها استعمال كل الوسائل وخصوصا الضرب تحت الحزام. يتم فيها استعمال أدوات غير مسموح بها تم استغلال هذه الأدوات بأسلوب الإشاعة.

ليس مهما طبيعة الوثيقة التي تم تسريبها، ولكن من الناحية المبدئية لا يمكن الثقة في حكومة تسرب الوثائق، فهي اليوم تسرب وثيقة عن موظف معين، علا أو دنا شأنه، وغدا يمكن أن تسرب وثيقة استراتيجية قد تكون أداة حرب من قبل خصوم المغرب. كيف سمحت وزارة المالية لنفسها بتسريب وثيقة لفائدة حزب سياسي كي يستثمرها في صراعه مع مسؤول بالإدارة الترابية؟.

لقد رأينا كيف تم استغلال الوثيقة المذكورة بعد أن تم تحوير معناها ومبناها. أليس في ذلك اتجاه نحو إشعال الشارع؟ فتسريب وثيقة دون تدقيق وتحقيق قد يكون كارثيا وقد يخرج الشارع، الذي سيجد نفسه ينتقد أمورا مغلوطة قدمتها له جهة سياسية مستعدة لعمل أي شيء مقابل النجاح في الانتخابات.

اليوم سربوا وثيقة يمكن أن تحسم فيها الجهات المعنية، لكن عملية التسريب قد تتكرر ولكن بشكل خطير قد تهم أسرار الدولة. فهل يمكن إئتمان حكومة من هذا النوع على أسرار البلاد؟

ونتذكر اليوم كيف أن المصدر نفسه قام بتسريب وثيقة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الفوضى على مقربة من الانتخابات.

لقد أصبح موعد الانتخابات زمنا لنشر الإشاعات والأخبار المغرضة وتسريب الوثائق دون سند قانوني، والهدف خلق الفوضى التي يمكن استغلالها على اتجاهين، من خلال كسب مزيد من الأصوات قصد الفوز، وفي حال الفشل يمكن توظيف الفوضى في تدمير البلد لا قدر الله.

إستناداً الى هذه المعطيات، يمكن القول إن الإشاعة أصبحت وسيلة لتوجيه المشهد السياسي والرأي العام قصد هندسة الانتخابات قبيل وقوعها.