انطلقت اليوم الأربعاء، أشغال ملتقى عرب سات الثالث عشر لمقدمي خدمة الاتصالات، المنظم يومي 16و 17 مارس الجاري بالدارالبيضاء، والذي شكل مناسبة لبسط الاستراتيجية المستقبلية لهذه المؤسسة .

ويتعلق الأمر بتحديث الخطط المستقبلية لعرب سات ، عبر وضع خطة استراتيجية جديدة للخمس سنوات القادمة لتمكين هذه المؤسسة من الاستمرار في المنافسة وتقديم خدمات متميزة لعملائها بشكل يلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم المستقبلية .

وفي هذا السياق ، أوضح بدر بن ناصر السويدان الرئيس التنفيدي المكلف لعرب سات ، في الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن عرب سات قامت، مؤخرا، بتحديث خططها المستقبلية عبر وضع خطة استراتيجية جديدة للخمس سنوات القادمة لتمكينها من الاستمرار في المنافسة ، وتقديم خدمات متميزة لعملائها بشكل يلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم المستقبلية في ظل التغييرات المتسارعة في سوق البث التلفزيوني والاتصالات وخدمات النطاق العريض .

وأبرز في هذا الشأن أن عرب سات تحاول من خلال خططها الاستراتيجية الجديدة تلبية كل المتطلبات من الخدمات خصوصا في المناطق الأقل كثافة سكانية ، والتي يصعب تغطيتها بشبكات الجوال. 

واعتبر أن القاسم المشترك الأكبر فى كافة الخطط الاستراتيجية التى تنتهجها عرب سات فى توسعاتها ، هو عنصر الشراكة والانفتاح ، مؤكدا استعداد عرب سات للدخول فى شراكات وتحالفات فى كافة مشاريعها ، مع تجديد الدعوة للاستفادة من خبرات المؤسسة ومواقعها المدارية بما يحقق الحفاظ على مستوى تقديم الخدمات وتنوعها وتخفيض التكلفة الكلية والحفاظ على الاستقلالية والخصوصية التامة .

وذكر أن صناعة الاتصالات تمر بتغيرات كبيرة خصوصا في ما يتعلق بالربط الشبكي المعلوماتي، حيث يستمر الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض نظرا للحاجة الماسة من قبل الدول لربط كافة شرائح شعوبها بالشبكة البينية لما لذلك من أهمية اقتصادية وتنموية لا يمكن الاستغناء عنها .

وفي سياق متصل قال " نلتقي بعملائنا لاطلاعهم على مستجداتنا والتحدث إليهم عن قرب والاستماع إلي إحتياجاتهم ومتطلباتهم ، كما نصحبهم خلال يومي الملتقى في العديد من الندوات التي يقدمها نخبة من الخبراء في مجال الاتصالات الفضائية".

وأشار ،في هذا الصدد، إلى أنه منذ آخر لقاء عقد في فبراير 2020 قامت المؤسسة بتوقيع عقد تصنيع قمر جديد ، هو القمر بدر8 على موقعها الحصري 26 درجة شرقا ، والذي سوف يتم إطلاقه مع متم هذا العام ، أو بداية العام القادم، مضيفا أن المؤسسة تنكب حاليا على تصميم قمر جديد للإتصالات على موقعها المداري والذي سيتم الإعلان عنه خلال هذا العام .

من جانبه أشاد  أحمد العمومري الكاتب العام للوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ، بالدور الحيوي التي تلعبه مؤسسة عرب سات في تعزيز الاتصالات في العالم العربي، حيث شكل تأسيسها خطوة هامة في إطار التكامل الإقليمي العربي الرامي لإنجاز مشاريع عملية إنمائية لصالح المواطن العربي من الخليج إلى المحيط .

وأشار الى أن عرب سات تعد حاليا من بين الشركات الرائدة في تشغيل الأقمار الصناعية على المستوى العالمي، بل هي المشغل الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يقدم طيفا كاملا من خدمات الاتصالات وخدمات النطاق العريض والخدمات الإذاعية والتلفزيونية، التي تصل إلى عشرات الملايين من المنازل في أكثر من 100 دولة.

وشدد من جانب آخر على أهمية التكنولوجيا الرقمية التي تشكل رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع بلدان العالم، مشيرا الى أن التحول الرقمي أصبح توجها هيكليا لكافة الجهات الفاعلة في المجتمع (الإدارات والشركات والمواطنين)، وذلك نظرا للآفاق الواسعة والسبل المبتكرة التي يفتحها.

واستطرد قائلا ان تكنولوجيات المعلومات والاتصالات أثبتت فعالية عالية في التخفيف من مخاطر أزمة جائحة كوفيد 19 ، وبناء القدرة على الصمود، بل ومكنت من تحويل العديد من الآثار الناجمة عنها إلى محفزات للتغيير وفرص للتنمية. 

واغتنم هذه الفرصة لبسط جانب من الجهود المبذولة من طرف المغرب ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نحو إرساء برنامج شمولي متوافق عليه، لترسيخ ثقافة التحول الرقمي على جميع المستويات ، واستثمار الفرص التي تتيحها. مبرزا أن الهدف المنشود يتمثل في تشجيع استعمال تكنولوجيا المعلومات والاهتمام بالبنية التحتية الذكية، وذلك ب غ ي ة تمكين شرائح واسعة من المواطنين من الانخراط في العملية التنموية وجني ثمارها. 

وأضاف أن المغرب اعتمد مخططا لتسريع التحول الرقمي في أفق 2025 ، وذلك من أجل إعطاء دفعة جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق نقلة نوعية على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، مشيرا إلى أن هذا المخطط يرتكز على محاور تهم تعزيز الثقة والثقافة الرقمية، وتحديث الإطار القانوني، وتحسين البنيات التحتية ، وتنمية قدرات الجيل الرقمي. 

وفي ما يخص قطاع الاتصالات، الذي يعتبر الدعامة الأساسية للتنمية الرقمية، أشار الى أن المغرب يتبنى سياسة تهدف إلى تقوية المنافسة، وخاصة في خدمات النطاق العريض بعد التحرير الكامل لجميع فروع الاتصالات الثابتة والمتنقلة والساتلية.

ويعد هذا الملتقى، المنظم من طرف المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) وبرعاية من الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ، فرصة سانحة لتجسيد التعاون بين مختلف المتدخلين وطنيا وإقليميا ودوليا، وذلك من خلال العمل على تبادل الخبرات والآراء حول آخر المستجدات والتطورات التكنولوجية . 

كما سيتيح إمكانية توضيح الرؤى حول الحلول والفرص والتحديات التي تواجه تنمية الاتصالات الساتلية، وذلك على ضوء الخطط المستقبلية التي تتقاسمها مؤسسة عرب سات لتعزيز تعاونها مع مختلف الشركاء.