محمد ويفاق

أصرت قناة فرانس 24 على نشر خريطة المغرب وهي منفصلة عن صحرائه طيلة مدة الحوار الذي أجرته مع يونس فراشن المنسق الوطني للجبهة الاجتماعية المغربية.

وبذلك ترسخ القناة الفرنسية بوضوح موقفها المعادي للوحدة الترابية لبلادنا، والذي لا تفوت أي فرصة لتكراره.

من حق القناة أن تحاور من تريد ومن حق الضيف المغربي أن يقول ما يشاء في إطار حرية التعبير المكفولة بالقانون والدستور، لكن أن يصمت السيد يونس فراشن أمام موقف معاد لبلده ولوحدته الترابية  فهذا أمر غير مقبول ولا علاقة له بحرية الرأي والتعبير.

لقد كان الضيف يتحدث عن  قرار منع الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها أحزاب وقوى يسارية يوم الأحد 29 ماي 2022 بساحة النصر بالدار البيضاء، وهو ما يمكن أن يقوله على قناة مغربية بكل حرية، لكن الغير المقبول هو سياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها هذه القناة التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، التي تبث كل ما هو "قبيح" عن المغرب وضد وحدته الترابية، وتتعمد دائما حضور نفس نشطاء حقوق الإنسان، دون احترام مبدأ الإنصاف الذي يشكل أحد ركائز أخلاقيات مهمة الصحافة.

إن المواطن المغربي المخلص لبلده من حقه أن يعبر عن آرائه في أي إطار سياسي يختاره وان يدافع عن مواقفه، لكن لا للخروج عن الإجماع الوطني حول قضية مقدسة لدى جميع المغاربة بغض عن اختلاف فئاتهم الاجتماعية  والسياسة.

واذا منعت السلطات وقفة معينة، فإن المغرب يشهد كل أسبوع تنظيم وقفات احتجاجية وفي جميع المدن بعيدا عن أي توظيف معاد للبلد من طرف قناة أصبح عداؤها للمغرب أمرا مفضوحا.