الأحد 24 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

ندوة بمقر أكاديمية المملكة تكريما للإعلامي الراحل عبد الله الستوكي

كازا 24 الجمعة 21 أكتوبر 2022

و م ع

 استضاف مقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، اليوم الجمعة، ندوة تكريمية لقيدوم الصحفيين المغاربة عبد الله الستوكي، الذي كان رحل إلى دار البقاء يوم 12 يوليوز الماضي.

وأثث الندوة التي نظمها مجموعة أصدقاء عبد الله الستوكي بتعاون مع أكاديمية المملكة المغربية حول موضوع "الصحافة.. تطورها وإشكالياتها الحالية"، ثلة من خبراء الإعلام والتواصل من آفاق مختلفة، الذين أثاروا مستقبل الصحافة المكتوبة إزاء التحدي الرقمي وموجة شبكات التواصل الاجتماعي.

وتناولت المداخلات، من بين مواضيع أخرى، نضال الصحافة المغربية قبل الاستقلال وبعده، ومستقبل الصحافة الورقية، بين البقاء والتجديد، والصحافة في السياق الجديد للأنترنيت، والصحفيون الأفارقة إزاء الثورة الرقمية.

وبالنسبة لفليب جوردان عن جمعية أصدقاء غوتنبرغ، فإنه من الخطأ الحديث عن قطيعة بين الصحافة المطبوعة والوسائط الرقمية، والاعتقاد بأن هذه الأخيرة يمكن أن تحل محل الصحف الورقية بشكل كامل ونهائي، لأنه على مدار قرنين من الزمان، كانت تنضاف كل وسيلة إعلامية جديدة إلى تلك التي سبقتها في تشكيل متجدد للمشهد الإعلامي.

وقال في هذا الصدد، إن "الإذاعة لم تحل محل الصحف والتلفزيون لم يلغ الإذاعة. والسينما بدورها لم تتجاوز السينما، كما أن الفيديو لم يمنع اليوم قاعات السينما من أن تكون ممتلئة’’.

لذلك، يلاحظ جوردان أنه من الضروري الاستفادة من مزايا علاقة النص بالصورة، وذلك باستخدام جميع موارد الصورة الثابتة من رسم وخريطة وشريط فكاهي وصورة فوتوغرافية، للتكلم عن العالم بنفس لغة الكلمات، مضيفا أن الاتجاه الفني لا يقل أهمية عن الاتجاه التحريري.

 

وفي رأي سامبا كوني رئيس الهيئة الوطنية للصحافة في كوت ديفوار، فإن الصحفي مطالب بإثارة فضول القارئ وأيضا البحث عن إشباع رغبته بالمادة الإعلامية، وأنه في ظل ظهور مجتمع المعلومات، بات الصحفي مطالبا ، كذلك ، بالتفكير في الكتابة من أجل بناء المجتمع والمساهمة في البحث عن حلول لأمراضه.

بدوره، توقف مدير أرشيف المغرب جامع بيضا عند تطور الصحافة المغربية ودورها في مطالب نيل الاستقلال من خلال التركيز على الصراع بين رجال المقاومة وصحف المستعمر قبل الانتقال من الصحافة الحزبية إلى صحافة المعلومة. وكان هذا اللقاء مناسبة لتكريم المسار المتميز للراحل عبد الله الستوكي ومساهمته في الرقي بالممارسة الإعلامية بالمغرب، وفي تأسيس عدد من الصحف الوطنية وتكوين جملة من المهنيين في المجال.

 

واعتبر الإعلامي محمد عبد الرحمان برادة أن تنظيم الندوة بفضاء أكاديمية المملكة المغربية تكريما لأيقونة الصحافة المغربية، يشهد على الاهتمام الذي توليه الأكاديمية لمستقبل الإعلام، مسجلا أن أفضل تكريم لشخص الفقيد الستوكي '’هو البقاء أوفياء للقيم الأخلاقية التي مارس بها المهنة’’.

وعدد برادة مسار وتجربة الراحل ليس فقط كصحفي متميز، بل وكمثقف وأديب، داعيا إلى تثمين هذه التجربة الغنية والحفاظ عليها ليستفيد منها زملاؤه ولتكون دافعا للمساهمة في تطوير الصحافة.

أما أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل الحجمري، فأكد أن الراحل الستوكي ، بسيرته الثقافية وآثاره الإعلامية المسؤولة ، '’سيظل حاضرا بيننا وشما في الذاكرة والكيان’’، موردا أن الفقيد لم يكن صحفيا فحسب، ولكن كان مثقفا و’’صاحب رأي صريح في كل ما يخص شؤون البلاد والعباد بقلم نادر. كان دوما قادرا على الجهر بالحقيقة بحنكة واقتدار’’.

وتابع السيد الحجمري أن ’’عبد الله الستوكي كان صحفيا متميزا علمته تجارب الحياة أن ينتصر للواقع والرأي’’، مشيرا إلى أن برقية التعزية التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أفراد أسرته تلخص مسار الرجل وتوفيه حقه كشخصية تنتمي لجيل الرواد وكقلم له إسهامات وازنة تعكس ما راكمه من خبرة كبيرة ومهنية عالية.

وفي تقدير أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، فإن الستوكي ترك بعد رحيله ’’درس شرف الكلمة، ودرس الالتزام بقضايا الوطن السياسية والثقافية ونقلها من جيل إلى جيل كي لا يكون أفول سياسي أو ثقافي’’.

وفي تصريح للقناة الإخبارية (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، تحدث الصحفي عبد الصمد موحيي الدين عن معرفته عن قرب بالستوكي والتي تفوق 50 سنةـ واصفا إياه ب’’أب الصحافة المغربية الحديثة’’.

وقال إن المغرب فقد ، برحيل عبد الله الستوكي ، رجلا كبيرا وصحفيا كبيرا وقلما مبدعا ورجلا وطنيا قلبا وروحا.

وازداد الفقيد سنة 1946 بمراكش، وتلقى مبادئ مهنة الصحافة منذ صغره من خلال العمل الميداني وبعيدا عن أسوار المعاهد والجامعات. وكان قد تولى رئاسة (الجمعية العامة لاتحاد الصحافة الفرنكفونية خلال سنوات الثمانينات).

ومن بين محطاته المهنية اشتغاله بالصحافة الحزبية وبمجلتي (لاماليف) و(أنفاس) ثم وكالة المغرب العربي للأنباء، قبل أن يشرف على إدارة مجموعة من الجرائد الوطنية، حيث ساهم في تكوين عدد كبير من الصحفيين المغاربة.