قرعة كأس أمم إفريقيا.. تحديات كبيرة مطروحة أمام لبؤات الأطلس |
«التنمية الجهوية: الحكامة والابتكار» محور ندوة دولية بالدار البيضاء |
الجديدة تحتضن الدورة 22 للأيام الأفريقية للموارد البشرية |
التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
من الشغف إلى الاحتراف.. منصة بعين الشق تواكب المهارات الشبابية في الألعاب الإلكترونية | ||
| ||
وم ع بدأ مشروعه بشغف ثم بفكرة بعدها بحلم تحول إلى حقيقة بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. هذه هي قصة المقاول الشاب حمزة مستاوي ذو الثلاثة والثلاثين ربيعا، الذي قاده شغفه بالألعاب الإلكترونية ورغبته في خلق فضاء عصري وملائم إلى التفكير في إنشاء مشروعه الخاص، المتمثل في فضاء شبابي للألعاب الإلكترونية. "فكرة المشروع أتت من كون الحي الذي أقطن به لم يكن يتوفر على قاعة أو فضاء خاص بممارسة الألعاب الإلكترونية، فكان علينا كشباب محبين لهذه الألعاب التنقل إلى أماكن أخرى بعيدة نوعا ما"، يقول حمزة المنحدر من أحد الأحياء الشعبية بعين الشق بالدار البيضاء في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مضيفا أنه "بعدما لاحظت الإقبال الكبير للشباب على هذه القاعات رغم بعدها، فكرت في إنشاء قاعة للألعاب الإلكترونية بالحي الذي أقطن به، من أجل توفير لشباب الحي فضاء قريبا منهم ويلبي تطلعاتهم".
في مقابل حماسه الشديد ورغبته القوية في إنشاء هذا المشروع، انتابت هذا الشاب الطموح بعض المخاوف من مدى إمكانية تحقيق هذا الحلم فعلا، حيث لم يكن على دراية بالأساسيات الضرورية لإنشاء مشروعه الخاص، بالإضافة إلى المتطلبات المادية لتوفير القاعة وتجهيزها واقتناء المعدات والآلات الضرورية للاشتغال، وهنا يقول حمزة "بعد طرح فكرتي على عدد من أصدقائي شجعني أحدهم على التوجه إلى منصة الشباب بعين الشق التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هو الذي سبق له الاستفادة من خدمات ودعم المنصة لإنشاء مشروعه الخاص، من أجل طرح فكرة مشروعي عليهم".
وبالفعل، تمثلت الخطوة الحقيقية الأولى لهذا الشاب الطموح نحو تحقيق حلمه، في توجهه إلى منصة الشباب عين الشق، حيث تم استقباله والاستماع له من طرف أطر المنصة الذين رحبوا بفكرته واقترحوا عليه التكوينات التي من شأنها أن تساعده في رحلته نحو خلق مشروعه الخاص.
وهكذا، استفاد حمزة من التكوين لمدة 3 أشهر، شمل مجموعة من المواد، منها على الخصوص، كيفية دراسة المشروع، ووضع خطة العمل، والمحاسبة، والتسويق، وغيرها. وبعد مرحلة التكوين قدم حمزة مشروعه أمام اللجان المختصة، وتمت المصادقة على المشروع، الذي استفاد بعدها من دعم مالي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي هذا السياق، أبرز حمزة أن التكلفة الإجمالية للمشروع بلغت 110 آلاف درهم، ساهمت المبادرة بمائة ألف درهم، فيما بلغت مساهمته الشخصية 10 آلاف درهم، موضحا أن هذا الدعم المالي مكنه من كراء فضاء ملائم واقتناء المعدات الضرورية لإنشاء فضاء عصري مريح ومجهز بأفضل الأجهزة لتلبية متطلبات الزبناء.
وأكد أن هذا الفضاء، رغم مرور تسعة أشهر فقط على إنشائه، أصبح اليوم قبلة العديد من شباب الحي، الذين يجدون فيه متنفسا لقضاء وقت ممتع بأثمنة مناسبة من جهة، كما أنه يشكل من جهة أخرى ملتقى لعدد من الشباب المولعين بالألعاب الإلكترونية الراغبين في دخول هذا المجال بطريقة احترافية.
وعن طموحاته المستقبلية، أبرز حمزة أنه بعد إحداث الجامعة المغربية للألعاب الإلكترونية وتنظيم مجموعة من التظاهرات في المغرب في هذا المجال، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من اللاعبين المغاربة في مسابقات على المستوى الدولي، "طموحي يكمن في الانضمام إلى الجامعة وتكوين فريق محترف قادر على المنافسة على الصعيدين الوطني والدولي"، معربا أيضا عن أمله في فتح قاعات أخرى من أجل استقطاب ومساعدة الشباب الموهوبين في اللعبة للمنافسة بشكل احترافي.
وأكد حمزة أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعين الشق تعمل على مواكبة مجموعة من الشباب الموهوبين والراغبين في ولوج عالم الاحتراف في مجال الألعاب الإلكترونية من خلال تأطيرهم وتسهيل مشاركتهم في المسابقات المحلية والجهوية وكذا الوطنية التي من شأنها فتح الأبواب أمامهم من أجل بدء مشوار الاحتراف.
من جهتها، أبرزت دنيا روبار منسقة مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة بمنصة الشباب بعمالة مقاطعة عين الشق، إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار البرنامج الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في محور ريادة الأعمال، الذي يهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب من خلال تقديم الدعم التقني والمادي لحاملي المشاريع الشباب.
وأشارت إلى أن مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة التحقت بمنصة الشباب عين الشق سنة 2021 أي بعد عام من إنشاء هذه المنصة، في إطار اتفاقية شراكة مع عمالة مقاطعة عين الشق تهم محور ريادة الأعمال، مبرزة أن المؤسسة تقوم بالاستماع للشباب حاملي المشاريع، للتعرف على أفكار مشاريعهم وتوجيههم نحو التكوينات الملائمة لاحتياجاتهم.
وأوضحت أن المنصة تساعد حاملي المشاريع على وضع دراسة جدوى للمشروع، التي يعرف من خلالها مكان إقامة المشروع، وفئة الزبناء المستهدفين، وكلفة المشروع، ومعدات وآليات الاشتغال، بعدها يمر حامل المشروع عبر لجان تقنية داخلية للمؤسسة، ليتم بعدها تقديم ملفاتهم للوقوف أمام لجنة التنمية الاقتصادية التي تقوم بالمصادقة على المشاريع.
وأكدت أن منصة الشباب بعمالة مقاطعة عين الشق تعمل على دعم مشاريع شبابية مبتكرة ومتنوعة، تواكب الاهتمامات الحالية للشباب من جهة، وتشكل مصدرا للدخل بالنسبة لهؤلاء الشباب من جهة أخرى.
وعن حصيلة المؤسسة، أبرزت السيدة روبار أن الهدف المسطر بموجب الاتفاقية التي تجمع مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة وعمالة مقاطعة عين الشق، هو 110 مشروع ما قبل الإنشاء على مدى ثلاث سنوات من 2021 إلى 2023، مبرزة أنه "بفضل مجهودات كافة المتدخلين، تمكنا من تجاوز هذا العدد حيث تم تسجيل 184 مترشحا استفادوا من تكوين ما قبل الإنشاء".
وفي مرحلة ما بعد الإنشاء، تضيف السيدة روبار، فإن عدد المستفيدين المستهدف هو 65 مستفيدا خلال 3 سنوات 2021- 2023، مبرزة أنه تم تحقيق هذا الهدف بنسبة مائة في المائة. | ||