344 ألف و447 نسمة عدد سكان إقليم مديونة بجهة الدار البيضاء-سطات |
عبوب يقدم استقالته من تدريب الدفاع الجديدي بعد الهزيمة أمام الوداد |
تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين محطة أولاد زيان ومنطقة الرحمة |
خبير تقني يكشف لـ«كازا 24»: الطريقة الصحيحة لتركيب السخان المائي وسبل النجاة..! |
المكتب المديري للرجاء يعلن عن موعد الجمع العام الاستثنائي |
الصحافي الشرفي في المغرب بين التهميش والاعتراف المستحق | ||
| ||
حسن اليوسفي المغاري في ندوة نظمها منتدى الصحافيات والصحافيين الشرفيين بالمغرب، اليوم الخميس 16 يناير بالدار البيضاء، أُثيرت قضية شائكة تتعلق بالوضع الاعتباري للصحافي الشرفي، في ضوء توقيع اتفاقية مع مؤسسة محمد السادس للصحة والعلوم. هذه الخطوة التي تمثل بارقة أمل، كشفت عن المفارقة الكبيرة بين التقدير الذي يحظى به الصحافي الشرفي في المجتمعات الغربية، والتهميش الذي يلاقيه نظيره المغربي. في الغرب، يُعامل الصحافي الشرفي كأحد أعمدة المهنة الذين ساهموا في تشكيل وعي المجتمع. تُنشأ له مؤسسات خاصة تهتم بتوثيق تجربته المهنية، وتوفر له برامج اجتماعية وصحية متطورة. بل إن بعض الجامعات والمراكز الإعلامية الكبرى تلجأ إلى هؤلاء الصحافيين لتقديم محاضرات أو توثيق شهاداتهم حول أحداث تاريخية كانوا شهودًا عليها. أما في المغرب، فيتم اختزال الصحافي الشرفي في مجرد متقاعد، بلا أي اعتراف رمزي أو عملي بتجربته الطويلة. الصحافي الشرفي في الغرب يمتلك أدوات طلائعية تعزز من حضوره المجتمعي. مؤسسات مثل "جمعية الصحافيين المتقاعدين" في فرنسا، أو "منتدى الصحافيين المخضرمين" في الولايات المتحدة، توفر منصات تواصل وفرص عمل استشارية لهؤلاء الصحافيين. أما في المغرب، فالوضع مختلف تماما؛ إذ يعيش معظم الصحافيين الشرفيين في ظروف اجتماعية مزرية، مع تقاعد لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. هذا التناقض يعكس غياب رؤية واضحة حول قيمة الصحافي الشرفي في المغرب. فرغم أنه يملك خبرة تمتد لعقود، إلا أن المؤسسات الإعلامية والنقابية لا تستثمر في هذه الخبرة. بل إن بعض الصحافيين الشرفيين يشعرون بأنهم أُقصوا عمداً، في ظل غياب أي برامج تأهيلية أو تكريمية تليق بمسارهم المهني الطويل. الاعتراف بالصحافي الشرفي في الغرب يتجاوز الجانب المادي. فهو يُمنح أدوارا جديدة كمدرب أو مستشار، ويُدعى للإدلاء بشهاداته حول مراحل حاسمة في التاريخ. على النقيض، يجد الصحافي الشرفي المغربي نفسه على هامش المشهد الإعلامي، بلا أي أفق للاستفادة من معرفته، وكأن سنوات عمله الطويلة قد أصبحت عبئًا بدلاً من أن تكون مصدر فخر. الوضع المزري للصحافي الشرفي في المغرب يعكس أزمة أعمق في التعاطي مع مهنة الصحافة ككل. فمن غير المنطقي أن يُنظر إلى الصحافي الذي أمضى 21 عاما في المهنة، حسب النظام الأساسي للصحافيين المهنيين، كمجرد رقم ينضاف إلى قوائم المتقاعدين. هذه النظرة القاصرة تفقد المؤسسات الإعلامية والنقابية فرصة ذهبية للاستفادة من تجربة الصحافيين الشرفيين كحاضنة للأجيال الجديدة. الدور الريادي الذي يمكن أن يقوم به الصحافي الشرفي لا يقتصر على التأطير المهني. بل يمكن أن يكون مرجعًا للمؤسسات الإعلامية في تحقيق توازن بين الممارسة المهنية والأخلاقية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الصحافة اليوم. لكن هذا الدور لا يمكن تحقيقه دون إعادة الاعتبار لهذه الفئة عبر إدماجها في المشهد الإعلامي الوطني. من المؤسف أن الصحافي الشرفي المغربي لا ينال من "الشرف" إلا الإسم. في حين أنه كان الأولى أن يكون نموذجا يُحتذى به. فبدلاً من التهميش، ينبغي أن يكون الصحافي الشرفي شريكًا في رسم السياسات الإعلامية، ومصدر إلهام للأجيال الجديدة التي تفتقد غالبًا لمرجعيات مهنية رصينة. الاتفاقية الموقعة بين المنتدى ومؤسسة محمد السادس للصحة والعلوم، خطوة في الاتجاه الصحيح، والمطلوب اليوم هو مقاربة شاملة تعيد الاعتبار للصحافي الشرفي، من خلال إنشاء منصات تجمع بين التكريم العملي والتكريم الرمزي. الصحافي الشرفي في المغرب ليس مجرد متقاعد، بل هو ذاكرة مهنية، تجربة وخبرة وشاهد على مسيرة وطن. وبدلاً من تركه يواجه التهميش والإهمال، يجب أن يكون جزءا من عملية إصلاح شامل للمشهد الإعلامي، كي تظل الصحافة المغربية وفيّة لمن وضعوا أسسها بأقلامهم وتضحياتهم. #حسن_اليوسفي_المغاري | ||