هذا الأسبوع يقدم برنامج «Inside Africa» على CNN الدولية تقارير عن مدينة فاس المغربية، موطن لأقدم جامعة في العالم، وواحدة من أهم المراكز الفكرية في الإسلام، مكتبة القرويين.

بنيت القرويين في عام 859 م، وتعد مقرا لأكثر من 30،000 كتاب، جلبت العلماء والحرفيين إلى مدينة فاس منذ العصور الوسطى.

موحا الناجي، أستاذ علم اللغة والثقافة في جامعة فاس، يشرح لـ «Inside Africa» التقاليد الأكاديمية للمدينة : «كانت فاس مركزا محوريا للتعلم خاصة للدراسات الإسلامية، ولكن أيضا للغة العربية والأدب، والفلك، والهندسة، والحساب وغيرها من التخصصات في مجال المعرفة ».

في السنوات الأخيرة، تم تدمير العديد من المواقع الإسلامية الهامة، مع أخذ العديد من المخطوطات التاريخية التي لا تقدر بثمن وجعل حماية نصوص فاس ذات أهمية أكثر من أي وقت مضى.

الحفاظ على النصوص القديمة كان دائما أولوية في القرويين، وقد قام برنامج "Inside Africa”بتتبع جهود الترميم والتحديث للجامعة، على أمل أن تتمكن الأجيال القادمة الاطلاع على بعض النصوص الأكثر أهمية في العالم.

ومن بين النصوص التي تمت حمايتها في القرويين: نجد واحد من بين أقدم المصاحف في العالم، ونص مكتوب بخط اليد من قبل المؤرخ ابن خلدون، ومنهج طبي للفيلسوف المسلم ابن طفيل وهو النسخة الوحيدة الموجودة في العالم.

ويؤكد الناجي لـ "Inside Africa”أهمية فاس كمدينة جامعية وإسلامية على حد سواء :" لعبت فاس دورا رئيسيا كمدينة إسلامية، لأنه من خلالها تم إدخال الإسلام - ليس فقط في المغرب وشمال أفريقيا - ولكن أيضا إلى غرب أفريقيا وإلى جنوب أوروبا، وخاصة الأندلس ".

برنامج "Inside Africa” يتطرق أيضا للجهود المنجزة لإعادة ترميم المدينة العثيقة لفاس من أجل الحفاظ على مكانتها كتراث عالمي باليونيسكو، وكذا تحسين حياة من يعيشون و يعملون بالمدينة.

ويوضح فؤاد السرغيني مدير الوكالة المسؤولة عن ترميم المدينة ADER-FES أهداف المشروع : "إذا أردنا إجراء إعادة تأهيل حقيقية، فلا يكفي فقط ترميم الجدران، ولكن أيضا وخاصة تهييئ مناخا مناسبا للتجارة، والابتكار، والتعبير الفني داخل جدران المدينة العثيقة ... نحن نعمل من أجل الأجيال القادمة والمستقبل".

جزء لا يتجزأ من هذه الخطط هو عمل الحرفيين مع الفنادق. "Inside Africa” يرافق فؤاد السرغيني عبر المدينة لاكتشاف الصدى الإيجابي لإعادة ترميم مدينة فاس على المستويين الثقافي والاقتصادي.

ويشرح لحسن بوعديلة، صانع قبعات تقليدية بمدينة فاس : "الحرفيون هم من يحتكرون التجارة في المدينة. فإن كان ذلك لا يدر عليهم بالربح، أنذاك تتأثر المدينة بأكملها. لذا، فإن الحرفيين يلعبون دورا أساسيا في اقتصاد مدينة فاس".

وطوال فترة الترميم، ظلت مكتبة القرويين مفتوحة جزئيا، لجعل النصوص القديمة متاحة للطلاب. ومن بين التغييرات الهيكلية العديدة التي أدخلت على المبنى، إعادة تجزئة غرفة مؤمنة ذات درجة حرارة معدلة لحماية مثالية للمخطوطات.

ويوضح عبد الفتاح بوكشوف، أمين المكتبة، لـ "Inside Africa” أهمية التغييرات : "إن إعادة ترميم المكتبة ضرورية لأنه منذ إنشائها في القرن الرابع عشر، كانت دائما مفتوحة للباحثين والعلماء. إنه إرث من الأجيال السابقة يجب أن نحافظ عليه، وواجبنا هو الاعتناء به من أجل البشرية والأجيال المقبلة ".
وبعد خمس سنوات من بدء أشغال الترميم، أصبحت المكتبة مجهزة الآن بمرافق لرقمنة المخطوطات الأكثر قيمة قبل أن تكون المكتبة مفتوحة بالكامل في المستقبل القريب.

إن إعادة فتح المكتبة يرمز إلى استمرار التقاليد التربوية للقرويين بمدينة فاس، وكذا الانتهاء من ترميم المدينة العثيقة.

وبالنسبة لعبد الفتاح بوكشوف، فإن الحفاظ على مكانة ومستقبل الجامعة للجيل القادم هو أهم جانب من جوانب الترميم، كما يفسرلـ "Inside Africa”: "عندما نتحدث عن مكتبة القرويين، فإننا نتحدث عن واحدة من أهم وأعرق المكتبات في العالم العربي والإسلامي ... وكما يقول المثل: "الكتاب هو أفضل صديق للرجل".

"Inside Africa” تبث يوم الجمعة 24 مارس في 16.30 GMT على CNN الدولية

ويعاد البرنامج أيضا في الأوقات التالية:
الجمعة 24 مارس في 03.30 GMT
السبت 25 مارس في 10.30 GMT و 17.30 GMT
الأحد 26 مارس في 04.30 GMT
الثلاثاء 28 مارس في 09.30 GMT
الأربعاء 29 مارس في 04.30 GMT