يُعتبر المغرب واحداً من أجمل البلاد الواقعة في إفريقيا الشمالية، وأهّلته طبيعته الخلابة وموقعه الجغرافي المطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ليصبح وجهة رئيسية لصناعة السينما العالمية التي راق لها المناظر الطبيعية هناك، والاستقرار والتكاليف الإنتاجية المناسبة.

علاقة المغرب بالسينما العالمية بدأت منتصف أربعينات القرن الماضي، حين اختار الممثل والمخرج الشهير أورسون ويلز، بطل فيلم Citizen Cane، تصوير فيلم Othello هناك، كما اختارها المخرج ديفيد لين لتصوير رائعته Lawrence of Arabia أوائل ستينيات القرن الماضي.

وأعمال سينمائية أخرى حديثة مثل Bable لبراد بيت، وKingdom of Heaven وغيرها من الأعمال التي نالت شهرة كبيرة.

لكن الطريف في علاقة المغرب بالسينما، هو أن بعض الأفلام التي تقوم حبكتها على الوجود الفعلي في المغرب كمسرح لأحداث القصة وأحد أهم أركانها، صُوّرت في بلدان أخرى!

بل إن واحداً من أشهر الأفلام الكلاسيكية العالمية، والذي يحمل اسم Casablanca، قد تمّ تصويره في استوديوهات Warner Brothers في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، دون أن تطأ قدم أي ممثل الأراضي المغربية، عكس ما يعتقد عدد كبير من محبي العمل.

وكذلك الحال بالنسبة لفيلم Only Lovers left alive، للمخرج جيم جارموش، والذي تحكي قصته حكاية حب رجل لامرأة تعيش في مدينة طنجة المغربية، ولكن هذا الفيلم أيضاً لم يصور بالمغرب.

فيما يلي قائمة بعدة أفلام ربما كنت تعتقد أنها صُورت في المغرب، ومنها أفلام أميركية وهندية شهيرة.

Casablanca 1942

مثل العديد من أفلام العصر الذهبي في هوليوود، جرى تصوير الفيلم الكلاسيكي Casablanca، بالكامل في الاستوديو، حيث الديكور يشبه المدينة القديمة، وأماكن خيالية مثل مقهى ريك.

صُورت كل مشاهد الفيلم في استوديوهات Warner Bros في الولايات المتحدة،، كحال معظم الأفلام الأميركية تقريباً.

وقد كان المغاربة يواسون أنفسهم بالقول إن هناك أفلاماً تدور أحداثها في باريس، بينما صورت في حظائر وارنر.

Morocco 1930

وقبل فترة ليست بالقصيرة من فيلم Casablanca، كان المغرب على موعد مع فيلم آخر من أفلام هوليود الرومانسية، وهو فيلم Morocco، من بطولة مارلين ديتريش وغاري كوبر.

تدور حكاية العمل حول قصة حب بين جندي ومغنية في ملهىً ليلي التقيا في المغرب
غير أن تصوير الفيلم تم في استوديوهات Paramount، والمشاهد التي كان من المفترض أن تُصور في الصحراء المغربية صُورت في صحراء أريزونا.

Allied 2016

في هذا الفيلم للمخرج روبرت زمكيس، لعب النجم براد بيت مع الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، دور زوجين من الجواسيس، وتدور أحداث الفيلم بالدار البيضاء، في فترة الأربعينات من القرن الماضي.

وعلى غرار النجاح المقنع الذي حققه الفيلم الأسطوري Casablanca، لأنغريد بيرغمان، وهمفوي بوغارت، نجح النجمان براد بيت وماريون كوتيار.

الفيلم لم يصور في المدينة المغربية، ولكن التصوير الذي يحمل روح العصر الذهبي لهوليوود، تم جزئياً في الاستوديو في مناظر مستوحاة من الدار البيضاء أو القنصلية الإيطالية بالمدينة البيضاء، بينما صُورت المشاهد الخارجية في جزر الكناري.

وربما اعتقد عددٌ كبير من الجمهور أن الفيلم صور في المغرب لأن المخرج الشهير صاحب رائعة Forrest Gump تفاجأ بعد أن زار مواقع التصوير في المغرب بأنها ليست كما تخيلها، فمدينتي طنجة وكازابلانكا حيث كان ينوي التصوير ، ظهرت له في الواقع حسب موقع Travelers Today أحدث بكثير مما كان قد سمع عنهما فنقل طاقم التصوير إلى جزر الكناري.

Ek Tha Tiger 2012

للنجم الهندي االكبير سلمان خان، كان من المفترض لأول مشهد غنائي في الفيلم أن يُصور في المغرب، ولكن فريق العمل أنشأ ديكوراً مغربياً في مومباي الهندية، وقد كان القرار بسبب عدم توافر الوقت الكافي لدى بطل الفيلم، لكي يقوم برحلة إلى المملكة.

Jagga Jasoos 2016

فيلم هندي آخر، ينطبق عليه السيناريو نفسه في عام 2016، وهو فيلم Jagga Jasoos، لكاترينا كايف، في الواقع كان يجب أن يتم تصوير بعض مشاهد الفيلم في المغرب، ولكن وفقاً لصحيفة Times of India فإن طاقم العمل اختار في النهاية بناء بازارات تشبه تلك التي في مراكش بشوارع مومباي الهندية.

The lion and the wind 1975

من المفارقة أن الفيلم تدور أحداثه في المغرب، حول زعيم البربر ديسلي العظيم، الفيلم أيضاً لم يصور في المغرب ولكن التصوير تم في إسبانيا.
وقام بدور الزعيم الأسطوري للبربر النجم الاسكتلندي شون كونري.

وللعلم فإن المغرب ليس البلد الغريب تماماً عن الممثل الاسكتلندي الذي لعب دور البطولة في الفيلم الكلاسيكي The Man Who Would Be King، المأخوذ من مغامرات جيمس بروك، والذي تدور أحداثه حول جنديين يهربان من العسكرية في الهند عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني، ويصبحان ملكَي كافرستان الأفغانية، الفيلم من إخراج جون هيوستن، الذي أوضح من جانبه أن أجزاء من الفيلم صُورت في المغرب.