الأحد 24 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«العلم» تكتب..رداً على مَزَاعِم حَاقِدَة

كازا 24 السبت 21 أكتوبر 2017

افتتاحية /عن جريدة«العلم»

حرص رئيس الديبلوماسية الجزائرية على إلقاء كمية كبيرة من الحطب على النيران الملتهبة في العلاقات الجزائرية – المغربية بأن أدلى بتصريحات غريبة ومثيرة والتي لا يمكن أن تصدر عن مسؤول عاقل.

إن المغاربة الذين تطلعوا دوما إلى علاقات جوار جيدة و أخوية مع الشقيقة الجزائر يتملكهم في هذه اللحظات الاستغراب الشديد من المزاعم الجديدة التي أطلق لها العنان وزير الخارجية الجزائري، وهي مزاعم خطيرة جدا لا تعدو في حقيقتها أن تكون من نسج خيال حكام الجزائر بهدف التعتيم على الحقائق السياسية و الاقتصادية السائدة في المنطقة. وبذلك فهي تستحق كل الإدانة الشديدة و من خلالها إدانة المنحى الاستفزازي الذي ما فتئت الديبلوماسية الجزائرية تسير عليه و هي تتغيا من وراء ذلك وباستمرار استهداف المغرب والإساءة إلى المغاربة. وهو منحى يؤشر في حقيقته على وجود أزمة سياسية واجتماعية و اقتصادية تنخر بنية الدولة في الجزائر الشقيقة، وأيضا يكشف ضيق أفق السياسة الخارجية الجزائرية بسبب الانحسار جيو- استراتيجي الإفريقي بسبب تراجع ريع الغاز و منافعه . ومن المؤكد و في ضوء كل هذه المعطيات فإنه لم يعد أمام حكام الجزائر من حيلة و من بد سوى السعي وراء التنفيس عن الأوضاع الداخلية عبر اختلاق خصوم وهميين و افتعال أزمات عابرة.
إننا اعتدنا كمغاربة من حكام الجزائر مثل هذا الاستهداف الذي أضحى سلوكا عدائيا متكررا، وتعلمنا من تجاربنا مع هذا السلوك أن نضع كل استهداف جديد في سياقه الزمني، وهكذا نلاحظ هذه المرة أن هجوم وزير الخارجية الجزائري يتزامن مع الجولة التي يقوم بها في المنطقة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، وفي هذا التزامن أكثر من دلالة تتجسد في أن رئيس الديبلوماسية الجزائرية يعلنها صراحة في وجه المسؤول الأممي الجديد بالتأكيد على أن الطرف الحقيقي المعني بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية هي الجزائر و ليس أي طرف آخر . وفي هذا التزامن أيضا إرادة واضحة من الخارجية الجزائرية تهدف إلى التشويش عل الجولة التي يقوم بها المسؤول الأممي في المنطقة عبر السعي إلى افتعال مواجهة بين الرباط و الجزائر تفرغ جولة المسؤول الأممي من محتواها و هي أيضا إعلان صريح يتغيا عرقلة إرادية و متعمدة لجهود الأمم المتحدة التي ينخرط فيها المغرب بكل مسؤولية من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي دائم و متفق عليه في إطار السيادة المغربية .
كما تزامنت تصريحات رئيس الديبلوماسية الجزائرية مع قرار الاتحاد الأوربي الوقوف بحزم مع الوحدة الترابية لإسبانيا و مناهضة المد الإنفصالي في كاتالونيا . وهو موقف مكتظ بالرسائل والدلالات التي تحسم بشكل نهائي مع منطق الانفصال والتجزيء، وهو نفس السياق الذي نعاين فيه بكل أسف استمرار الجزائر في التعنت في تغذية المد الانفصالي. ويسجل الشعب المغربي بكل أسى أن حكام الجزائر يلقون من خلال ذلك وراء ظهورهم الكفاح المشترك في معركة التحرير من أجل الاستقلال والذي سادت أثناءه آمال عريضة من أجل تجسيد الحلم المغاربي الذي كان بمقدوره توحيد شعوب المنطقة.
و الحقيقة فإن مزاعم الجزائر الجديدة لا تستهدف قطاعات اقتصادية مغربية، كما يحاول حصر ذلك وزير خارجيتها ، بل إنها في حقيقتها تستهدف المقاربة التنموية الجديدة في إفريقيا التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله والتي ترتكز على التعاون إفريقي – إفريقي من أجل تحقيق النمو المشترك في إطار استراتيحية رابح – رابح، واستثمار خيرات هذا النمو في ضمان الأمن الغذائي والاندماج والتضامن الإفريقي والسعي نحو تحسين عيش الساكنة في إفريقيا. وهذه مقاربة تنموية جديدة لاقت تجاوبا عارما من طرف عدد كبير جدا من القادة الأفارقة ولاقت ترحيبا عارما من طرف الشعوب الإفريقية، وهذا ما لم يكن محل إطمئنان لدى من كان يعتمد منهجية الريع لضمان الاصطفاف.
إن تصريحات المسؤول الحكومي الجزائري العدائية لا قيمة لها على أرض الواقع لأن المغاربة مقتنعون تمام الإقتناع بما يقومون به في مسار البناء والإصلاح، ولكن هذه التصريحات تعكس المستوى الفكري والأخلاقي المنحط لدى حكام الجزائر.