الثلاثاء 26 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«أتاي».. المشروب الذي حرمه فقهاء المغرب وأحله السلاطين (ج3)

كازا 24 الثلاثاء 14 ماي 2019

بعد حادثة زيدان ابن عم السلطان مولاي اسماعيل، والتي شفي من إدمانه على شرب المسكرات، عن طريق وصفة طبيب نصراني، الذي وصف له شرب «جبانية صغيرة من الشاي» المطبوخ جيدا.. أصبح الشاي، حسب ما كشفه عبد النبي الأندلسي، المؤرخ المغربي، حكرا على المولى اسماعيل وحاشيته والأمراء فقط وأن مسألة خروجه من أسوار القصور إلى عامة الشعب تطلبت وقتا طويلا بلغ أكثر من 54 سنة من القرن الثامن عشر.

وكشف أوكوست مولييراس في الجزء الثاني من كتابه «المغرب المجهول» أن الشاي حينما دخل المغرب عن طريق الانجليز كان بمتابه «حبة قرنفل في كومة أرز»، أي أن الجميع كان يتحدث عن شيء ما بداخل القصر.. «إنه الشاي الملكي الانجليزي» والذي كان مفعوله قويا للغاية إلى درجة أن علماء الدين في أواسط القرن 18 حرموا تناوله بالنسبة للعامة بدعوى أنه مذهب للعقل.

المؤرخان السبتي والخصاصي، في كتابهما «من الشاي إلى أتاي.. العادة والتاريخ» كشفا أن أحمد بن عبد الملك العلوي الذي تقلد منصب قاضي الجماعة بفاس مكناس وعينيه السلطان سليمان خطيبا بجامع قصبة مكناس، كان من بين المتشددين في تحريم الشاي، موضحين أن القاضي «العلوي كان لا يقبل شهادة من يشربه حتى يعلم ما يقول لأن ما جهل حكمه يجب التوقف عنه حتى يعلم حكم الله فيه».

وحسب مصطفى الفاسي، الأستاذ الباحث في التاريخ والأدب، فإن الشاي منذ دخوله المغرب في عهد الدولة الاسماعيلية وهو مثير للجدل بل إن فقهاء المغرب حرموا تناوله معتمدين على مبدأ القياس في الدين إذ صنفوه ضمن خانة المسكرات إذ سمي آنذاك بـ«الخمر الساخن»، وهي حيلة فقط لعدم تناوله من طرف العامة، ليبق فقط حبيس جدران القصور الذين أدمنوا على تناوله في «العشوية» و«الصبحية».

المؤرخان السبتي والخصاصي كشفا أن للشاي في عهد الدولة الاسماعيلية مهد حضارة الشاي في المغرب «طقس خاص» وقالا: «هناك طقس الشاي من قصر السلطان المولى اسماعيل، حيث ظهرت هيئة «موالين أتاي» إلى جانب «موالين الروا»، و«موالين الفراش»، و«موالين الوضو»، إلى غير ذلك من الحنطات الداخلية بالقصر، قبل أن ينتقل طقس الشاي من القصر السلطاني إلى أوساط أخرى عن طريق أسلوب محاكاة النموذج المخزني.