الأرصاد الجوية: درجات حرارة مرتفعة نسبيا مرتقبة الثلاثاء في عدد من أقاليم المملكة |
دراسة حديثة.. تسجيل معدل انتشار قياسي للأنترنيت بالمغرب |
لفتيت: وزارة الداخلية تعمل على مواصلة تحرير الملك العمومي ووضعه رهن إشارة الجماعات الترابية |
الرجاء ينهي تداريبه استعدادا لمواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال |
«تيبو إفريقيا » وبرنامج الأمم المتحدة يحتفلان بشراكتهما لرفع مستوى الوعي حول فيروس نقص المناعة المكتسبة |
الوزير الأول الفرنسي السابق في لقاء بالدار البيضاء..العولمة «خانت الكثير من الآمال والوعود» | ||
| ||
/ومع/ أعرب الوزير الأول الفرنسي الأسبق، السيد دومينيك دو فيلبان، أمس الخميس في الدار البيضاء ،عن أسفه لكون العولمة «قد خانت العديد من الآمال والوعود ،بوضع العالم اليوم في سياق يتسم بأزمات عميقة» ذات طبيعة اقتصادية ونقدية وسياسية وبيئية. وعكس الوزير دو فيلبان ، الذي كان يتحدث خلال لقاء- مناقشة ، صورة شاملة للظرفية السياسية العالمية ، متطرقا للرهانات المرتبطة بالتهديدات التي ترمي بثقلها على العالم وتعرض الاقتصاد والمالية والأمن والبيئة للخطر ،راصدا في الوقت ذاته سبل مواجهة هذه التحديات لضمان السلم والتضامن بين الأمم. وأكد الرئيس الأسبق للدبلوماسية الفرنسية أن "عدم اليقين هو السمة المميزة للعالم الذي نعيش فيه "، معربا عن اقتناعه بأنه" ليس من التشاؤم أن ننظر إلى هذا العالم أمامنا ، حيث تعدد الأزمات التي تشكل السمة الاساسية للعولمة ". و بعد ان استعرض بعض المحددات الرئيسية للاقتصاد الدولي ، مثل المواد الاولية والمال و التكنولوجيا و تطور دورة الإنتاج ، سجل دو فيلبان أن كل هذه العناصر قد بدأت ترسم معالم "اقتصاد" مختلف بشكل غير عادي عن ذلك الذي عرفناه منذ عدة عقود والذي أتاح الفرصة امام التوقعات العالمية ". وأوضح في هذا الصدد ، أن العولمة قد خانت بالفعل الوعود ، وخاصة بالنسبة للمستهلك والطبقة الوسطى، مستطردا "نلاحظ ، إذن ،في العولمة ، أن هناك خيانة للوعد الأولي ، مما يتسبب في مناخ من عدم الاستقرار والتقلب". ولاحظ في هذا السياق أن جميع مناطق العالم مفتوحة الآن على الأزمات والاضطرابات التي تنتشر من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى. هذه الأخطار ، يضيف دوفيلبان ،" متشعبة ومعقدة ومثيرة للقلق ، بالطبع ، الجميع وكافة القطاعات ، سواء تعلق الامر بالاقتصاد أو البيئة أو الأمن ، هي مظاهر لا تنفصل ". و شدد على أنه في مواجهة التحديات الكبيرة التي ستواجه العالم ، والتي تهدد سيادة الدول وتفجر بشكل متزايد الحركات الشعبية ، "بات من الضروري على جميع الدول أن تأخذ بعين الاعتبار مصيرها المشترك وأن تعزز مواقفها المشتركة" ، مبرزا أن شرط الأمن "يجب ألا ينسينا هدف التنمية والنمو والاهتمام بتوزيع أفضل للثروة والانفتاح على العالم الخارجي". وقال ، حاليا ، فإن الرغبة في حل جميع المشكلات بالقوة وحدها "أمر غير مرغوب فيه وغير ممكن مع العلم أنه لا يمكن لأحد ، بقوة جيشه ، أن يضمن استقرار عالم تحكمه القوانين المعقدة التي تطاردها التهديدات العالمية ". وبعد أن دعا إلى توخي المزيد من اليقظة ضد مشاعر الظلم ، التي "تشكل اليوم تهديدا حقيقيا للعالم" ، حذر رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق " من أن اعتماد سياسة الاذن الصماء في مواجهة ويلات الاشعوب الأكثر حرمانا قد يفجر المزيد من النزاعات والكراهية". من هذا المنطلق ، يقترح دوفيلبان بلورة منهجية لإدارة الأزمات تكون عالمية وعادلة ومنصفة على حد سواء. ومن أجل الاستجابة لتحديات العولمة هذه ، أكد السيد دوفيلبان ، أولا وقبل كل شيء ، على مسألة شرعية العمل القائم على أساس قيم الديمقراطية ودولة القانون التي يتطلع لها المجتمع الدولي . وقال المتحدث ذاته إن هذا المجتمع ، يطالب في الواقع ، بالشرعية غير المرتبطة بالقوة بل بالعمل الجماعي ، مع وجود قواعد واضحة ، وعمليات صنع القرار الفعالة والمحترمة ، وكذلك أدوات العدالة المناسبة. كما اكد " أنه بات من الضروري ،أكثر من أي وقت مضى، أن تساهم كل أمة وكل شعب وكل ثقافة بقوة في بناء عالم الغد" ، مشيرا إلى "أن العالم ، الغني باختلافاته ، يضاعف امكانيات التبادل" . و بحسب وزير الخارجية الفرنسي الأسبق ، يتيعن أن يندرج عمل الأمم المتحدة في اطار إرادة جماعية وفعالة ومثابرة للاعتراف بهذه المبادئ المختلفة. و اعتبر أن تحديات العولمة لا تتطلب فقط دبلوماسية سياسية طموحة ، بل دبلوماسية اقتصادية نشطة ، مبرزا أنه بدون أمل تحقيق قدر أكبر من المساواة الاجتماعية بين السكان المحرومين ، فإن الجهود "ستذهب سدا وستواجه بسوء فهم الشعوب ، و اتساع الهوة بين مناطق العالم ". ودعا في ختام مداخلته الى "اعتماد مقاربة اقتصادية شمولية ضد الإغراءات الأحادية ، مع العمل بلا كلل لتعزيز التعاون متعدد الأطراف من أجل حل العديد من الأزمات التي تهز عالم اليوم". وتميز هذا اللقاء بحضور العديد من الشخصيات المغربية ، من بينهم ثلة من الوزراء السابقين ودبلوماسيين ورجال أعمال وسياسيين وخبراء ومسؤولين إعلاميين وأكاديميين ومثقفين وممثلين عن المجتمع المدني. | ||