افتتح مساء أمس الجمعة بفيلا الفنون بالدار البيضاء معرض "قالو ناس زمان" لهشام صولاحي الذي حاول امتطاء صهوة الأمثال الشعبية لإعادة الاعتبار للموروث الشعبي المغربي. 

ومن خلال استعراض مجموعة من الأمثال الشعبية واستعارتها فنيا بشكل ساخر يحاول هشام صولاحي، في هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 30 غشت المقبل، إلقاء الضوء على هذا الموروث اللامادي الذي عبر به المغاربة عبر القرون عن معيشهم اليومي ومختلف المواقف التي قد تصادفهم.

وتمثل الهاجس الأول للفنان الشاب في الاشتغال فنيا عبر لوحات منفصلة حيث تحمل كل لوحة قراءة مختلفة لمثل شعبي من خلال رؤية فنية واعية، تستوعب وتتماهى مع ثقافة شفهية عبرت دائما عن الروح المغربية المحبة للحياة والمرح والسخرية.

وما بين السخرية والتهكم والفكاهة والدعابة والحزن يعكس كل عمل فني لهشام صولاحي حساسية مدهشة ورد فعل على معيش يومي مليئ بالمشاعر التي قد تكون متناقضة.

وتحمل هذه الأعمال الفنية ثقلا رمزيا وقراءات متعددة لماضي راسخ مازال يرخي بكامل ثقله على الحاضر، في مجتمع وإن كان يعرف تحولات عميقة وانفتاحا على الأفق الكوني إلا أنه مازال مصرا على الحفاظ وإعادة الحياة لموروث شفاهي وشعبي نجح في تحدي الزمن.

وفي هذا السياق أوضح هشام صولاحي الذي درس الهندسة المعمارية أن هذا المعرض حاول نسج التراث اللامادي من خلال الاشتغال على الأمثال الشعبية عبر إعطاء قالب فني سواء عبر التشكيل أو أو الرؤية التي منحها لكل عمل.

وقال الصولاحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض هو محاولة للقيام برحلة عبر الزمن في الأمثال الشعبية التي تعبر عن هوية و روح وأصالة المغاربة.

وأبرز أن لوحاته التي تحمل كل واحدة منها مثلا شعبيا تقدم دعوة مفتوحة لإعادة اكتشاف جمالية الدارجة المغربية التي تحمل في طياتها عمقا فلسفيا وقدرة على التعبير الساخر على كل مواقف الحياة. 

وأضاف الفنان الشاب وهو من مواليد 1982 بالعرائش أن أعماله الفنية التي تعتبر بمثابة نوافذ تطل على الحياة برحابتها تعيد الاعتبار لكلام الجدات المرصع بالحكم وبالقدرة على التقاط تفاصيل الحياة وإعادة نسجها بشكل استعاري ساخر.