تم بالدار البيضاء، تقديم كتاب "صفتا عاهل المغرب، ملك البلاد وأمير المؤمنين" للمؤرخ والباحث محمد العيادي بحضور ثلة من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية بالمغرب. والكتاب، الذي أصدرته دار النشر "لا كروازي دي شومان"، يقع في 289 صفحة من القطع المتوسط، يتضمن خمسة فصول وبيبليوغرافيا موسعة لمجموعة الوثائق والمراجع المعتمدة في إنجاز هذا المؤلف الذي يمكن اعتباره دراسة سوسيولوجية وتاريخية لمؤسسة الملكية في المغرب. وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح مدير دار النشر السيد عبد القادر الرتناني أن هذا الكتاب، الذي كان بمثابة "سفر طويل لم يسعف المرض الراحل إكماله"، سيطبع سيرة هذا الرجل الذي قدم أعمالا كبيرة لم يكتب لها النشر كلها، وأفضل تكريم يمكن تقديمه لهذا الباحث، الذي كان يجمع بين جبتين (المؤرخ والباحث في علم الاجتماع)، هو تجميع تلك الأعمال وطباعتها لإثراء الخزانة المغربية بمؤلفات ذات قيمة فكرية وعملية عالية. وذكر السيد الرتناني أن المرض لم يسعف المؤرخ والباحث محمد العيادي لإتمام هذا الكتاب حيث لم يستطع إكمال فصله الخامس، ليقرر (الرتناني) إلى جانب أفراد أسرته الصغيرة المبادرة إلى استكماله وطباعته وتقديمه للمهتمين وعموم القراء. ويطرح الكتاب جملة من القضايا البحثية التي تهم المؤسسة الملكية بالمغرب وتجلياتها المجتمعية، حيث إن ملك المغرب يجمع بين صفته كملك، وصفته كأمير للمؤمنين. ومن أبرز المحاور التي جاءت في كتاب "صفتا عاهل المغرب، ملك البلاد وأمير المؤمنين"، إمارة المؤمنين وعلاقتها بالمؤسسات الدينية في المغرب، والتطور التاريخي للخطاب الديني، وأبرز الفاعلين في الحقل الديني، والتحديات التي تواجه المملكة على هذا المستوى. كما تطرق إلى تحليل مصادر المعرفة الدينية لدى الشباب المغربي، ودور المؤسسات التعليمية في إنتاج الخطاب التنويري، وتحليل مفهوم الدولة، وأبعادها المؤسساتية والفكرية، والنموذج المغربي في التدين، وآليات انتقال الملك داخل الأسرة الملكية. وقد حضر اللقاء لمناقشة الأطروحات التي تضمنها الكتاب كل من الباحث محمد الطوزي، والباحث اللساني عبد الله بونفور، فيما أدارت النقاش الباحثة التيجانية فرتات. |