عتبر مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء لؤلؤة المساجد بالمملكة المغربية الى جانب أنه أكبر مسجد بأفريقيا والثالث عشر على مستوى العالم، وشرع في بنائه سنة 1987 وتم افتتاحه أمام المصلين ليلة المولد النبوي في أغسطس عام 1993، ويمثّل موقعه شبه جزيرة على ضفاف المحيط الأطلسي، إذ يحيطه الماء من ثلاث جهات حتى سمّي بالمسجد العائم.

ويشتهر بمئذنته ذات الطابع الأندلسي، التي ترتفع 210 أمتار لتكون بذلك أعلى بناية دينية في العالم. ويتمتع الجامع بتقنيات حديثة منها السطح التلقائي الذي يفتح ويغلق آلياً، وأشعة الليزر التي يصل مداها إلى 30 كلم في اتجاه مكة المكرمة.

وتشكل الأبنية الملحقة به مَجْمَعاً ثقافيّاً متكاملاً بني جزئياً على البحر بمساحة تسعة هكتارات ويضم قاعة للصلاة، ومرافق للوضوء ودورة المياه، وهناك مدرسة قرآنية، ومكتبة ومتحف، ويتميز بخاصية تلبيسه بزخارف »الزليج« أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها، والحفر على خشب الأرز، الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجبس المنقوش والملون في الحنايا والأفاريز. واعتمدت التقنية بشكل متميز في خدمة صناعة البناء والحرف التقليدية المغربية بمشاركة 2500 عامل و10000 حرفي واستغرق وقتا بلغ 50 ألف ساعة عمل.

الأعلى عالمياً

وتعتبر رافعة الأثقال الأعلى في العالم والتي صممت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها نحو مائتي متر. واستعمل اسمنت ضوعف مفعوله أربع مرات ليس لدعم نفق تحت المانش، بل لإقامة صومعة لا مثيل لها.

وبنيت المدرسة الدينية بمسجد الحسن الثاني على شكل نصف دائري، في اتجاه القبلة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 9600 متر مربع تتوزع على ثلاثة أدوار، وتحتل قاعة العروض والمحاضرات الدور السفلي، ويضم الدور الأول الإدارة وملحقاتها؛ والمكتبة وقاعة الصلاة وبعض حجرات الدرس، وخصص الدور العلوي لقاعات التعليم النهائي، ويبلغ مجموع حجراتها 14 حجرة، تستغل منها إحدى عشرة حجرة لإلقاء الدروس.

وانطلق العمل فيها رسميا يوم السبت التاسع من شوال عام 1415 الموافق 11 مارس 1995، ويشرف عليها طاقم إداري يتألف من مدير مكلف بالتسيير »تحت إشراف مديرية التعليم العتيق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبتنسيق مع المندوبية الجهوية للوزارة« وتمتد فترة الدراسة 12 سنة يحصل الطالب بعدها على شهادة العالمية التي تعادل البكالوريوس وتتميز عنها بكون امتحانها وطنياً، وتشرف المديرية على إعداد الأسئلة وتصحيحها والإعلان عن النتائج.

وتدرس بها إضافة إلى المواد الإسلامية واللغوية والفقهية مادة الفرنسية ، الانجليزية، الرياضيات، الإعلاميات، الفلسفة، علوم الحياة والأرض، إضافة إلى أنشطة متنوعة يمارسها الطلبة كالخطابة، التجويد، السماع والثقافة الصحية والبيئية،

وبلغ عدد طلبتها في السنة الدراسية 2013-2012 كمثال 248 طالبا توافدوا عليها من مختلف المدن والقرى المغربية منهم 10 طالبات و8 طلاب أفارقة منهم ستة من نيجيريا واثنان من السنغال.

وشهد يوم 25 رمضان عام 1994 الافتتاح الرسمي لدروس الكراسي العلمية في رحاب مسجد الحسن الثاني، وفق برنامج خاص وضعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتبدأ حلقاتها يوميا حتى حلول صلاة المغرب ماعدا الخميس والجمعة ويستفيد منها عدد كبير من الطلبة والمهتمين بالثقافة الإسلامية تجاوز معدل حضورهم 32 مهتما في سنة 2013، توزعوا على مجموعتين تضم كل واحدة 16 طالبا، وألقيت عليهم 244 حصة.

قاعة الصلاة

شيدت قاعة الصلاة على شكل مستطيل بطول يصل إلى 200 متر وبعرض يبلغ 100 متر، وتتكون من ثلاثة صحون عمودية لجدار القبلة، مساحتها 20 ألف متر مربع، وتتسع لنحو 25 ألف مصلّ مع وجود 80 ألفا في باحته الخارجية.