بعدما حركت السلطات العمومية في العاصمة الاقتصادية جرافاتها في الآونة الأخيرة لاستئصال بعض الكاريانات التقليدية في المدينة، والتي سبق أن سلطت عليها الأضواء بشكل كبير خلال أزيد من أربعة عقود، فإن هناك أحياء صفيحية صغيرة في المدينة ما تزال تصر على البقاء وتشوه المنظر العام لمدينة تسعى أن تتحول إلى قطب مالي ينافس أكبر الأقطاب المالية على الصعيد العالمي.
فهناك مجموعة من الأحياء العشوائية في الدارالبيضاء التي ما تزال صامدة ويعود تاريخ وجودها لسنوات طويلة، ومع ذلك لم يتم استئصالها وهو ما يجعل حلم الدارالبيضاء بأن تكون مدينة بدون قصدير غير ممكن التحقق حاليا، وقال مصدر لـ"المساء": لم يعد حاليا للسلطات العمومية والجهة التي تتبنى محاربة أحياء الصفيح أي مبرر بعد اعتماد نظام الجهوية، فالوعاء العقاري أصبح متوفرا بشكل كبير على اعتبار أن الجهة أصبحت تضم الكثير من المدن التي تتوفر على أراض عارية يمكن استغلالها لإنجاز مشاريع سكنية.
وأضاف المتحدث ذاته أن مخطط محاربة السكن غير اللائق في العاصمة الاقتصادية يهدف إلى القضاء على هذه الظاهرة بشكل كلي وأن العملية وإن كانت اعترضتها بعض الصعوبات بسبب الكثير من القضايا، ومن بينها الإشكال المتعلق بتعدد الأسر، والذي يكون في أغلب الأحيان سببا مباشرا في تعنت بعض العائلات التي ترفض الرحيل، فإنه لابد من التعامل بشكل من الحزم مع أحياء الصفيح التي ما تزال تصر على البقاء، لأن هناك مخاوف من تفريخها كما وقع مع الكاريانات التقليدية، والتي شكلت لسنوات طويلة قنابل موقوته.
وقال عبد الحق مبشور، الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في بن امسيك سيدي عثمان، إنه حان الوقت من أجل إيجاد حلول لظاهرة أحياء الصفيح الصغيرة، وأكد أن من حق هؤلاء المواطنين أن يعيشوا حياة كريمة كباقي المواطنين، وأوضح أن مشروع مدن بدون صفيح في الدارالبيضاء اعترضته صعوبات كثيرة من بينها تعدد الأسر.
وتوجهت الأنظار بشكل كبير لخطورة أحياء الصفيح والبناء العشوائي عموما في أكبر مدينة بالمغرب بعد الهزة الإرهابية التي عرفتها الدارالبيضاء ليلة 16 ماي 2003، وإذا كان وسط المدينة هو مسرح هذه الأحداث، فإن الأنظار توجهت بشكل كبير إلى منطقة سيدي مومن، التي تضم أكبر التجمعات الصفيحية، ومنذ ذاك التاريخ تم الحديث عن مشاريع تتعلق بمدن بدون صفيح وبدون شك كانت الدارالبيضاء من بين هذه المدن، إلا أن هذا المسلسل اعترضته مجموعة من العراقيل على مستوى المدن الكبرى ومن بينها العاصمة الاقتصادية. |