ترأس  مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الخميس بعمالة مقاطعات الفداء- مرس السلطان، مهرجانا خطابيا لاستحضار دلالات ومعاني الأحداث الدامية التي عاشتها مدينة الدار البيضاء في السابع أبريل 1947، على إثر الجريمة التي دبرتها سلطات الحماية للحيلولة دون زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة. 

وأوضح السيد الكثيري في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن تخليد هذه الملحمة التاريخية الخالدة، يعتبر تجسيدا لقيم البرور والوفاء لأرواح كل الذين لبوا داعي ربهم شهداء في معركة الحرية والاستقلال والوحدة، وإكبارا وإجلالا بما قدمه أولئك الأبطال الأشاوس من أبناء مدينة الدار البيضاء المجاهدة من تضحيات جسام وخالص الأعمال فداء للوطن.

وذكر المندوب السامي بمواجهة أبناء الدار البيضاء بشموخ وإباء، لحملات التنكيل وعمليات التقتيل التي شنتها سلطات الاستعمار بكل وحشية وهمجية ضد المواطنين الأبرياء، حيث دفع على إثرها "فيليب بونيفاص" رئيس ناحية الدار البيضاء بجنوده المدججين بمختلف الأسلحة الفتاكة لترويع وتقتيل المواطنين بدرب الكبير وابن امسيك وكراج علال ومديونة والأحياء المجاورة، فيما عرف ب"ضربة ساليغان".

وفي معرض حديثه عن القضية الوطنية، أشار المندوب السامي إلى أن المغرب متمسك بمبادئ الحوار وحسن الجوار ولن يفرط قيد أنملة في حقوقه المشروعة بتثبيت سيادته على أقاليمه الجنوبية المسترجعة، مبرزا أنه سيظل على استعداد للتعاون مع المنتظم الأممي لإنهاء النزاع المفتعل حول هذه الأقاليم، حتى يتسنى للمنطقة المغاربية نهج طريق التقارب والتعاون والعمل المشترك والتكامل لبناء اتحاد المغرب العربي الكبير الذي تتطلع إليه الشعوب المغاربية.

وتابع يقول، "إن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تتابع باهتمام كبير تطورات قضية الصحراء المغربية والتصريحات المنحازة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، بمناسبة زيارته الأخيرة إلى المنطقة وخرجته الإعلامية غير محسوبة العواقب ولردوده على المسيرة الشعبية الوطنية ليوم الأحد 13 مارس الماضي، فإنها تندد بالاستفزاز اللامسؤول للأمين الأممي والتمادي فيه وعدم استيعابه لعمق شعور المغاربة بوحدتهم الترابية، وتعتبر تصرفه تصرفا معزولا وخرقا سافرا لمقتضيات ميثاق الأمم المتحدة". 

وقد قام المندوب السامي بمناسبة تخليد هذه الملحمة التاريخية الخالدة، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، برورا وعرفانا بما أسدوه للدين والعرش والوطن، وما قدموه للقضية الوطنية من خدمات وأيادي بيضاء ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها.

كما قام رفقة عامل عمالة مقاطعات الفداء-درب السلطان،  شكيب بلقايد ورئيس المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعدد من أعضاء الهيئة القضائية والبرلمانيين والمستشارين وممثلي السلطات الإدارية والعسكرية والأمنية، بإزاحة الستار على اللوحة الرخامية للمعلمة التذكارية المخلدة للأحداث الدامية بساحة 7 أبريل.