سابينتو مطالب بالفوز للاستمرار في قيادة الرجاء البيضاوي |
الدار البيضاء: مراهقون يسيطرون على أبرز الأحياء الشعبية ليلا بدراجات «مزعجة» |
المحمدية.. النيران تلتهم مطعمين لـ «المشويات» بالشلالات دون ضحايا |
بعد «الديربي».. الوداد يستأنف الاثنين تحضيراته لمواجهة أولمبيك آسفي |
الدار البيضاء تحتضن «القمة المالية الإفريقية 2024» |
درب عمر..«رجال من حديد»..أحصنة بشرية تجر أطنانا من السلع يوميا(صور) | ||
| ||
كازابلانكا مدينة للمتناقضات،فيما كان يسمع صباح اليوم الخميس، رنين الترامواي الذي تمر عرباته فوق السكة الحديدية بحي درب عمر التجاري بالبيضاء،كان العربي يرتب قطعا كرتونية بعناية فوق عربة خشبية مهترئة متبثة فوق عجلتين. كان العربي يرتب قطع الكارتون غير عابئ بالعالم حوله،شاحنات وسيارات أجرة تقطع مدارة شارع الحسن الصغير،عيناه مركزتان على حسن تستيف السلعة قبل أن ينسل لمقود القيادة ويضع رباطا فوق منكبيه ويجر الحمولة باتجاه شاحنة رابضة بزنقة كراتشي. « كل نهار ورزقه..مرة ألفين مرة ربعالاف..مرة والو گاع..على حساب الوقت وملي كيكون السوق عطلة حنا مكنخدموش لأننا نشتغل مع أصحاب المحلات» ، يقول ردا على سؤال حول أجره،مضيفا أن السوق لم يعد زاهيا كما في السابق بعد مجيء الدراجات الصينية الثلاثية العجلات التي ألقت بالكثير من لشيالة من أمثاله في براثن البطالة. زميله،الطاهر المنحدر من منطقة سيدي بنور قال إنه ألقى بنفسه في المقلاة وقرر أن يغوص فيما تبقى من عمره شيالا للسلع بحي درب عمر بعد أن فقد أرضه في نزاع قضائي ليهاجر بأسرته ويقطن بدوار العراقي الهامشي بضواحي ليساسفة،مشيرا إلى أنه مظطر للعمل لإطعام أبنائه. يتدرح هذا الحصان البشري من دوار العراقي في الصباحات الباكرة ليصل إلى مركز المدينة حيث شاحنات السلع بالحي التجاري،يعرج على مقهى صغيرة يجتمع فيها الحمالة من العاملين في السوق،يلتهم محراشة وزيت زيتون وشاي مشبشبا،في أحسن أحواله المادية يقول إنه يضيف عليها « أولميط » قبل أن يتوجه للعمل. في درب عمر،يشتغل عشرات الأشخاص كأحصة بشرية ،يجرون مثل الدواب عربات خشبية محملة بالسلع، يشحنونها من المخازن ومحلات البيع بالجملة إلى أزقة مجاورة حيث تركن شاحنات ستنقل البضائع من درب عمر باتجاه مدن أخرى ومناطق نائية في المغرب العميق. يعتمد العمل على«الثقة» كمبدأ أساسي بين التجار والحمالين في حي درب عمر،وهي مسالة تبنى مع مرور الوقت وإيصال السلع سالمة وبسرعة لشاحنات زبناء تجار سوق الجملة،ويمكن للحمال أن يستفيد من علاوة إضافية إن صادف زبونا يرق لحالة ويعينه على تكاليف الحياة بأن ينفحه دريهمات معدودات. وأصبح عدد الأحصنة البشرية العاملة في حي درب عمر في تناقص، بعد مجيئ الدراجات الصينية الثلاثية العجلات التي أصبحت تشكل منافسا قويا للحمالين،خصوصا وأنها تنقل السلع بشكل أسرع وتبقى البضائع بعيدة عن التلف الذي قد تتعرض له، إن نقلت بشكل اعتيادي على عربة خشبية يجرها آدمي فوق ظهره. | ||