ويقوم هذا المشروع، الذي شكل محور اتفاقية وقعها أمس كل من رئيس مؤسسة ثقافات العالم ادريس العلوي المدغري ورئيس الجامعة ادريس المنصوري، على توزيع الشباب على مجموعات تضم ما بين 100 و200 شاب، وإخضاعهم لتكوين بيداغوجي وديداكتيكي في تخصصات فنية تتنوع بين الموسيقى والغناء والرسم والشطرنج، في ورشات عملية يؤطرها فنانون مغاربة وأجانب لهم تجربة وخبرة رائدة في مجال العمل الجمعوي.
وفي هذا الصدد ذكر المدغري، في لقاء مع الصحافة خصص لتقديم المشروع، أن المغرب يشهد تحولات ديمغرافية واجتماعية وثقافية كبيرة، لها تأثيرها على شرائح مهمة من المجتمع، خاصة الفئات المنحدرة من مناطق مهمشة، والتي يكون شبابها مستهدفين من طرف أشخاص يروجون لأفكار متعصبة ناتجة عن تفسير خاطئ للنصوص الدينية، مستغلين تدني المستوى التعليمي لهؤلاء الشباب، وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
واعتبر أن المجتمع المدني مطالب اليوم بالتعبئة ومساندة الجهود التي تبذلها الدولة من أجل التصدي لكل الأفكار والمعتقدات المنحرفة، من خلال القيام بمبادرات مبتكرة وجديدة تسهم في تأطير الشباب وتوعيتهم، وترسيخ ثقافة المواطنة لديهم.
وبعد أن استعرض مجموعة من الأنشطة التي قامت بها المؤسسة في هذا الإطار، أبرز السيد المدغري أن هذا المشروع الجديد سيمكن من تدعيم تلك المبادرات وإكسابها المزيد من الإشعاع على الصعيدين الوطني والدولي، لتبلغ أهدافها المتمثلة في مواكبة المواهب الشابة ومساعدتها على التعبير عن قدراتها الفنية والإبداعية.
وأضاف أن هذا المشروع، الذي سيمتد إلى غاية 2018، سيتيح بشكل خاص استكشاف الكفاءات وتنمية مهاراتها في المجالين الفني والثقافي عبر برامج تكوين متخصصة، تمت بلورتها لتستجيب لتطلعات الشباب واحتياجاتهم في هذا المجال، وخصوصا الشباب المنتمين لأحياء هشة اقتصاديا واجتماعيا.
ومن جهته أشار المنصوري إلى أن هذه المبادرة ستسهم في تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها، معتبرا أنها ستشكل محفزا لها على الاهتمام بالأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، وجعلها من الأولويات التي تشتغل عليها المؤسسة.
وتهدف مؤسسة ثقافات العالم، وهي جمعية مغربية ذات بعد وطني ودولي، إلى النهوض بالثقافة المغربية والقيم المؤسسة على الحوار واحترام الآخر من خلال التفاعل وتلاقي الثقافات، وإرساء حوار حر بين المبدعين في كل أنحاء العالم.