التأم اليوم السبت بالدار البيضاء عشرات من المتطوعين في مبادرة بيئية مواطنة قصد إعادة تهييئ أزقة بالمدنية القديمة، في إطار النسخة الحادية عشرة لليوم التطوعي بالمغرب الذي تنظمه مؤسسة (لا سيتي) المتخصصة في الخدمات المالية.

وتوخت هذه الفعالية، التي شارك في تنظيمها كل من جمعية (فضاء نقطة الانطلاق) وجمعية (إنجاز المغرب) ضمن مبادرة "يوم المجتمع العالمي" ، المساهمة في إعادة التهيئة الحضرية والبيئية للمدينة القديمة للعاصمة الاقتصادية للمملكة. 

والمبادرة، التي عرفت أيضا مشاركة عدد من الأسر القاطنة بالمدينة وأفراد من عائلات الأشخاص المتطوعين، همت بالخصوص زنقة العرائش التي تمتد على مساحة 1500 متر مربع، حيث قام المتطوعون بصباغة الجدران ووضع أصائص الزهور والنباتات لتزيين الفضاء.

وفي هذا الصدد، أبرز الرئيس المدير العام ل (سيتي المغرب) والتر سيوفي أن هذه المبادرة التطوعية تهدف إلى تعبئة المتطوعين للقيام بأنشطة تمكن من تحسين إطار العيش بأماكن العمل وبالمناطق السكنية.

وأكد أن المبادرات التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني لها تأثير كبير على المجال الذي تشتغل فيه، وتشكل دعامة مهمة لتحقيق التنمية المجتمعية، مشيرا إلى أهمية العمل الجماعي في رفع التحديات التي تواجه مدن اليوم خاصة على المستوى البيئي والإنساني. 

وأوضح أن اختيار "التربية" كشعار لهذا اليوم التطوعي، جاء ليؤكد على ضرورة العمل من أجل تعبئة وتحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة، وكذا إشراكهم في الاستعدادات التي يقوم بها المغرب لاحتضان المؤتمر العالمي للمناخ بمراكش (كوب 22).

وأشار إلى أن الاتجاه إلى التعاون مع جمعيات أخرى، مثل (إنجاز المغرب) و(فضاء نقطة الانطلاق)، يروم تدعيم المبادرات التي تقوم بها هذه الجمعيات لتنشيط العمل التطوعي في المجال البيئي، وتوعية المجتمع بأهمية العيش في مدينة تتمتع ببيئة ومناخ سليمين ونظيفين.

وتميز هذا اليوم بتنظيم لقاء لفائدة الطلبة المستفيدين من برنامج (سمارت ستارت) الذي تدعمه جمعية (إنجاز المغرب)، وقدموا خلاله مشاريعهم في مجال الابتكار الإيكولوجي، أمام لجنة من الخبراء المتخصصين، وذلك تحت عنوان "المقاولة الخضراء الذكية". 

وتجدر الإشارة إلى أن يوم المجتمع العالمي، الذي عرف السنة الماضية مشاركة أكثر من 80 ألف متطوع يمثلون 93 بلدا عبر العالم، هو مبادرة تنظمها مؤسسة (سيتي) كل عام، حيث تقوم بتعبئة عشرات الآلاف من المتطوعين، وأصدقائهم وعائلاتهم، وتحفيزهم على استثمار قدراتهم ومهاراتهم لصالح إحداث تغيير إيجابي بمدنهم، وتلبية احتياجات المجتمعات المحلية، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة.