يظهر أن العقوبة الحبسية التي يقضيها أحد المتهمين، المتحدرين من افريقيا جنوب الصحراء، لم تحل بينه وبين استمرار نشاطه الإجرامي المتمثل في الإشراف على إيصال المواد المحظورة التي ينشط في ترويجها، إلى زبائنه من عشاق المتعة العابرة، المدمنين على استهلاك المخدرات. مناسبة هذا الكلام توصل عناصر الدرك الملكي بمركز طماريس، القريب من الشاطئ، إلى تفكيك شبكة لترويج الكوكايين يشرف على تسييرها مواطن نيجيري سبق اعتقاله على ذمة قضية تتعلق بدورها بترويج المخدرات. لكن يظهر أن تشعب علاقات هذا الافريقي، والخيوط التي ينسجها خارج السجن ببعض أحياء مدينة الدارالبيضاء، مكنته من الاستمرار في الإشراف على تزويد بعض زبائنه بما يحتاجونه من مستلزمات “البلية”. فحسب ما توصلت إليه «الأحداث المغربية» من معطيات، فإن عملية مداهمة قام بها عناصر درك طماريس لمأوى بعض المتهمين، مكنت من إيقاف بعض عناصر هذه الشبكة، وضمنهم شبان مغاربة. فبناء على إخبارية توصل بها الدرك الملكي بطماريس مفادها أن شخصا يتعاطى ترويج المخدرات الصلبة على مشارف المركب التجاري «موروكو مول» قرب شاطئ سيدي عبد الرحمان، وبإيقاف الشخص المحدد الذي تم العثور بحوزته على تسع كبسولات من الكوكايين، تم التوصل إلى أنه مجرد حلقة واحدة في الشبكة، حيث أفاد المحققين أنه يشتغل لفائدة شخص آخر سبق تورطه بنفس العملية، حيث كان يقيم بمحل سكني بمنطقة طماريس، يستغله على سبيل الكراء. تحرك المحققون، بعد أن توصلوا إلى أن الأمر لا يقتصر على فرد أو فردين يمارسان نشاطا معزولا، خاصة أن المادة المخدرة التي يتم الاتجار فيه تجلب من خارج الحدود المغربية، بعد أن يتطلب وصولها قطع عشرات الآلاف من الكلمترات، ولا يمكن ترويجها إلا في إطار شبكة منطمة ومتعددة الأفراد. لم يكن المتهم الذي تمت مداهمة مسكنه بطماريس، وبالضبط، بمنطقة “فلوريدا” على الشريط الساحلي التابع لبلدية دار بوعزة وحيدا في مسكنه، حيث تم إيقافه رفقة خليلته التي كانت تقيم معه بالمسكن ذاته، وبإخضاعه للتفتيش تم العثور بحوزته على كبسولة أخرى من الكوكايين. وبإيقاف المتهم الثاني دل المحققين على مزوده الرئيسي بالمخدر الصلب، الذي لم يكن غير أحد المواطنين الأفارقة الذي يحمل الجنسية النيجيرية، وقد تعرف عليه المتهم المغربي بعد أن التقاه في السجن اثر قضائه عقوبة حبسية سابقة بالسجن المحلي “عكاشة” بالدارالبيضاء. هناك نسج الاثنان علاقة استمرت بعد أن غادر الشاب المغربي أسوار السجن، ليغدو مروجا لكبسولات الكوكايين التي يتوصل بها من “زعيم” الشبكة، الذي يكتفي بالإشراف على تسييرها من داخل السجن عبر الاتصالات الهاتفية، هو الذي تمكن من التحوز على هاتف نقال مكنه من الاستمرار في الإشراف على تجارته المحظورة من وراء القضبان. وحسب ما توصلت إليه التحقيقات فإن المواطن الإفريقي القابع وراء القضبان، كان قد خلف وراءه أفرادا من شبكته يحملون جنسية بلده، ويقطنون إحدى الشقق التابعة لمركب للسكن الاقتصادي يقع بتراب عمالة مقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، كانوا يزودون المروجين بالتقسيط بما يجتاجونه من كبسولات، كما أن المدمنين يزورون الحي ذاته من أجل التزود بما يطلبونه. كانت الخطة التي وضعها عناصر الدرك الملكي تقضي بأن يتصل الموقوف الثاني بمزوده النيجيري من داخل السجن من أجل تزويده بكمية من المخدرات. فلم يتردد المزود بتوجيهه أمام أعين المحققين إلى حي الألفة بالدارالبيضاء من أجل التوصل بالمخدرات المطلوبة، حيث كان سيسلمها له أحد المشتغلين مع النيجيري، والذي لم يكن غير مواطن افريقي آخر يحمل الجنسية نفسها، وتبعا للكمين تم الإيقاع بالافريقي الثاني، وقد قاد النيجيري الموقوف إلى مواطن ثالث له يقطن بتراب عمالة مقاطعة الحي الحسني، حيث ضبط لديه غرام من المخدر ذاته. وفي الحصيلة كان عدد الموقوفين إلى حدود مغرب يوم أمس الثلاثاء ستة أشخاص بينهم شبان مغاربة، وخليلة أحد المروجين، تورطوا جميعا في الشبكة التي يقودها النيجيري من خلف أسوار سجن عكاشة، حيث يتم ترويج الكبسولة الواحدة من هذا المخدر بحوالي 600 درهم. |