غابة بوسكورة التي تعد رئة يتنفس عبرها سكان مدينة الدار البيضاء وضواحيها تتعرض للنهب من قبل تجار الأخشاب،فيما تغظ مصالح المياه والغابات والسلطات الترابية لعمال إقليم النواصر الطرف عن الجرائم البيئية التي ترتكب في حق أشجار الغابة المعمرة.
ويتوافد على الغابة حطابون،بعضهم يلبسون زيا عسكريا وهم يقومون باجتثات الأشجار باستعمال مناشير كهربائية قبل أن يجهزوا على أغضان الأشجار الباسقة ويقطعونها إلى أجزاء صغيرة لحملها في شاحنات خارج غابة بوسكورة.
ومن غريب الصدف،أن لصوص الخشب اختاروا فضاء بالقرب من مكان مخصص للأطفال به العاب ويافطات كتبت عليها عبارات من قبيل"المندوبية السامية للمياه والغابات و محاربة التصحر "ميثاق المتنزه ،أحافظ على التجهيزات ،أحترم طمأنينة الحيونات،لاأترك نفاياتي في الغابة،لا أشعل النار ،لا أحدت الضجيج،لا أقطف النباتات،ألتزم بالممرات المخصصة للنزهة.
وفيما كانت الغابات الحضرية و المجاورة للمجال الحضري تعتبر فضاءات للاسترخاء، الترفيه،الراحة والتربية البيئية، فإن غابة بوسكورة، الرئة الوحيدة التي مازالت تتنفس من خلالها مدينة الدار البيضاء تتعرض أشجارها لإبادة يومية، دون أدنى احترام أو حماية لهذه الفضاءات الطبيعية.
|