نظمت الرابطة الدولية للإعلاميين المغاربة والدبلوماسية الموازية بشراكة مع منظمة انسان بلا حدود للتضامن الاجتماعي التنموي بالدار البيضاء ندوة دولية تحت عنوان "دور المجتمع المدني والإعلام في مواجهة الإرهاب والتطرف" وذلك يوم السبت 16 مايو 2016 في الخزانة البلدية بالحي المحمدي بالدار البيضاء وكان ذلك بحضور دبلوماسيين وإعلاميين من المغرب والعالم العربي وأيضا ممثلو المجتمع المدني وقد استهلت الجلسة بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني المغربي قبل إن يقف الجميع لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الإرهاب أينما كانوا.. و قالت بشرى شاكر، الكاتبة العامة للرابطة الدولية للإعلاميين المغاربة والدبلوماسية الموازية،إن ظاهرة الإرهاب والتطرف ليست وليدة اليوم ولا وليدة حركات متاسلمة آنية فقط وإنما تاريخ الإرهاب يغوص في عمق التاريخ ولكن جميع الجماعات المتطرفة أيا كانت دياناتها من طوائف الموت المسيحية واليهودية إلى الحركات الإرهابية الاسلامية كلها تنبني على أساس واحد هو أن كل من ينتمي لها على طريق الله والآخر الخارج عن الجماعة كافر يستحل دمه واضافت أن تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف اصبح مثيرا جدا فلم يعد هناك بلد ولا مكان امن منه ولذلك من واجبنا نحن كإعلاميين وصحفيين وباحثين وكمجتمع مدني خاصة بعد هذا الكم الهائل من الضحايا الذين يضيعون كل يوم نتيجة الإرهاب والتطرف سواء ممن يستشهدون في كل بقاع العالم أو من يتحولون لنازحين ولاجئين في دول أخرى ويفقدون أوطانهم وعائلاتهم وبيوتهم وأكدت أن المملكة المغربية اتخذت تدابير عديدة منذ أن اكتوت بنار الإرهاب سنة 2003 وثمنت الدور الذي يقوم به المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، وكذا التدابير التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لتأطير الحقل الديني والدعوة لمراجعة المناهج التربوية أضافت بشرى شاكر انه إن اجتمعوا من جنسيات مختلفة هنا فلأنه من الواجب أن نضع أيدينا في ايدي بعض لاجتثاث هذا الفكر الارهابي والمتطرف الذي يستغله البعض لاقتياد شباب الامة الى براثين الموت فيقتلون ويجعلون من الآخرين شهداء لإرهابهم.. وقالت إن دور الاعلامي مزدوج أولا لأنه يملك سلاح الحقيقة التي يخشاها الإرهابيون والتي يتوجب أن تكون حقيقة مجردة من كل طائفية او مذهبية او تحزب او استفادة وربح كما انه آن الوقت لتجاوز الدور الذي كنا نراه اساسيا للصحافة وهو الدور الاخباري لهدف اسمى هو مواجهة غليان التطرف والحقد والطائفية والإرهاب بكل اشكاله ومسؤولية امام زملاء لنا يقتلون في بؤر التوتر باستمرار وقالت أن المجتمع المدني ملزم بان يسعى للتغيير لما فيه مصلحة اوطاننا وأطفالنا... ان معظم انجازات الدول المتقدمة لم تكن انجازات الدولة بقدر ما كانت اسهامات المجتمع المدني... المجتمع المدني الذي يتولى امر الاحياء وشباب الاحياء بتأطيرهم وإيجاد دور شباب وأنشطة تنقذهم من الانحرافات الجمة ومن افات العصر العديدة من مخدرات وأمراض نفسية وانقياد للتطرف والفكر التكفيري...
وفي كلمة له قال عبد الغني مفضال رئيس منظمة إنسان بلا حدود للتضامن الاجتماعي التنموي أن أهم ما يقومون به كمجتمع مدني هو تاطير شباب منطقة تتسم بتوفرها على أعلى نسبة من هاته الفئة العمرية الهشة من مراهقين وشباب الذين هم بحاجة للتأطير التربوي والتنموي لينقذون من براثين الشارع الذي يتلقفهم بجميع افاته وانحرافاته من مخدرات وتطرف وغيرها مما يمكن ان ينقاد له الشاب او الشابة في غياب من يؤطره ومن يدعمه بانشطة في دور الشباب و المراكز المستقبلة كما اوضح دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مساندة جمعيات المجتمع المدني من اجل هاته الفئة العمرية والتي وضع اسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أما الدبلوماسي شهاب الزوبعي الذي تدخل باسم سفارة العراق فقد تحدث عن حالة العراق وتأسف لما يعانيه وبقية الشعوب من الإرهاب الذي يطال الأبرياء وقال انه بفضل التعاون بين لشعب والفئات الأمنية استطاعوا التقدم في دحر الإرهاب من عدة مدن عراقية وقال انه ضروري جدا استباق التفكير الارهابي لمحاصرة الإرهاب أينما كان كما أكد على ضرورة التعاون مع دول الجوار وتبادل الخبرات والآراء والتجارب الدبلوماسية لان الضحايا في الأخير هم من المدنيين والأبرياء ويجب أن يكفل لهم حق الحياة أينما كانوا... وأدان الأستاذ قتيبة قاسم العرب وهو رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بسورية الارهاب بكافة أنواعه وأشكاله ابتداء من سوريا إلى كل الدول العربية إلى كافة دول العالم وقال أن المجتمع المدني يتمتع باستقلالية نوعية عن اشراف الدولة المباشر بحيث يتميز بتنظيم تلقائي وروح المبادرة الفردية والجماعية والعمل التطوعي والدفاع عن حقوق الفئات الهشة وهو مجتمع التسامح والحوار والاعتراف بالآخر واحترام الرأي المخالف ونشر ثقافة العيش المشترك وحقوق الأقليات وحرية المعتقد... وقال انه منذ سنة 2006 أصدرت الأمم المتحدة قرارا يهدف إلى وضع إستراتيجية لمواجهة الارهاب وطلبت من الدول الأعضاء في المنظمة إشراك المؤسسات المدنية والمنظمات الأهلية فير الحكومية وأضاف انه برأيه يجب أن يبدأ دور المجتمع المدني باصدار البيانات كمنظمات وهيئات وتوجيه الخطاب للناس وتوعيتهم للتصدي للفكر الإرهابي والدعوة لإدانته ومن ثمة فتح مجال الإعلام أمامه من اجل القيام بدوره التنويري وعلى الدولة تسهيل دور المجتمع المدني حتى يصبح دوره استشاريا بشكل غير مباشر ويؤدي الدور التنموي المنوط به أما الكاتب اليمني عبد الرحمن علي المولد فقد قال أن منظمات المجتمع المدني تتجاوز إعادة صياغة المفاهيم إلى التمثل السلوكي في سياق نشاطاتها المتباينة نقابية كانت أو حقوقية أو خيرية إذا ما توفرت لها الشروط الموضوعية .بيد أن الظروف التأسيسية لمنظمات المجتمع المدني تحدد مسارتها الفكرية وتقولب أهدافها في إطار ما هو سائد ومتاح ووفق ما تفرضه اللوائح القانونية والدستورية المنظمة لأنشطتها ،على أن المنظمات المتميزة تجتهد في افتراض متغيرات يمكن مواجهتها ، فتضطلع باستقراء الواقع استقراءعميقا. لكن ما ينبغي الاقرار به دون مواربة أن ما يشهده الواقع من ايغال في التطرف تجاوز نسبية التصنيف إنه يستفحل في الدائرة الاجتماعية وهي الدائرة عينها التي تلتحم بها منظمات المجتمع المدني وتمارس في مضمارها انشطتها قاطبة .
وأعطى الدكتور عاصي عبد الحسين من لبنان أمثلة لشباب اتهموا بأشياء نسبت لهم وليست صحيحة فكان ذلك سببا لتسهيل الأمر على من يقتادهم للتطرف ويملأ رؤوسهم بأفكار تكفيرية وتحدث عن المملكة المغربية وكيف لمس فيها هذا التعايش بين جميع العرقيات والديانات والجنسيات وتمنى لو تعلم المشرق من المغرب واستفاد من تجاربه
وقد فتحت الجلسة أيضا لمناقشة ومداخلات الحضور الذي أثرى الحوار و للخروج بتوصيات تصب في تبيان دور الإعلام والمجتمع المدني في تاطير الشباب العربي خاصة لتفادي انقيادهم نحو تيارات متطرفة وبالتالي محاصرة الإرهاب قبل استفحاله ووزعت دروع تقديرية فيما بعد على المشاركين |