دق الدكتور لحسن فالق رئيس جمعية الأمل لمرضى السرطان بالمحمدية، ناقوس الخطر، بسبب النقص الحاد في مخزون المغرب من الدم، إذ لم تتجاوز نسبة المتبرعين 0.9 في المائة، وهو رقم بعيد عن النسبة التي تشترطها منظمة الصحة العالمية، أي 5 في المائة من العدد الإجمالي من السكان. وأكد فالق أن المغرب يوجد في المنطقة السوداء من الخصاص، بسبب اقتراب الكميات الموجودة من الانتهاء، موضحا أن هذه الفترة الحرجة تتزامن مع فصل الصيف الذي يعرف بفترة العطل السنوية في كل المصالح، كالمختبرات والمعامل، إضافة إلى ارتفاع حوادث السير. وتحدث الدكتور فالق عن الانعكاسات الإيجابية للتبرع بالدم على صحة المتبرعين، مؤكدا أن المغاربة، في الماضي، كانوا يلجؤون إلى تقنية الحجامة التقليدية للتخلص من عدد من الأمراض، مثل الضغط الدموي. وقال إن عملية التبرع هي طريقة عصرية للحجامة من نتائجها تخفيف دم الإنسان، واستقرار الضغط الدموي وتجديد الدورة الدموية وتقوية المناعة، بالإضافة إلى الهدف الكبير المتجلي في تقديم خدمة إنسانية من خلال إنقاذ حياة الآخرين. وشدد فالق، في الوقت ذاته، على أن كل متطوع يساهم في إنقاذ 3 أشخاص، لأن الدم المتبرع به يقسم إلى الكريات الحمراء التي تتجلى مهمتها في نقل الأوكسجين إلى الخلايا، والكريات البيضاء والتي يتمثل دورها في الدفاع عن الجسم من أي خطر خارجي، ثم الصفائح الدموية التي تمنع تسرب الدم خارج العروق و لها دور فعال في تخثر الدم، دون الحديث عن حصول المتبرع على تحليل شامل ومجاني بعد التبرع. وزاد الدكتور لحسن فالق، أن مجموعة من المواطنين يحملون فكرة خاطئة أن المراكز تقوم ببيع الدم، موضحا أن الدم لا يشترى ولا يباع، لكونه مادة لا تصنع ومصدرها الإنسان، وأن الكيس الواحد يكلف الدولة 1200 درهم، فيما يمنح للمتلقي من مراكز الدم بمبلغ 300 درهم مساهمة رمزية. يشار إلى أن جمعية الأمل لمرضى السرطان بالمحمدية، بشراكة مع مركز تحاقن الدم بجهة الدار البيضاء، ومندوبية الصحة بالمحمدية، ومجموعة من الجمعيات الفاعلة، انخرطت منذ بداية شهر رمضان في حملة للتبرع بالدم، إذ نصبت خيمة كبيرة بساحة مولاي الحسن (البارك) التي تعمل بها طيلة أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد، من اجل بلوغ هدف جمع 3000 كيس دم عند نهاية شهر غشت. واستطاعت الجمعية جمع 1200 كيس دم خلال شهر رمضان، آملة جمع 1800 كيس خلال شهري يوليوز وغشت، عبر اعتماد آلية لتشجيع التبرع المنتظم وفق عمل مشترك بين مركز تحاقن الدم بالجديدة وجمعية المشاعل للتنمية والتضامن، مع توفير الإمكانيات اللوجستيكية لذلك، كل هذا بغية تأمين الدم للحالات المستعجلة كالحوادث والعمليات الجراحية وغيرها من الأمراض. ويشرف على هذه الحملة طاقم طبي متميز برئاسة الدكتور لحسن فالق وبتنظيم محكم لأعضاء الجمعية مع باقي الشركاء.
|