البطولة الاحترافية.. الوداد البيضاوي يكسب رهان مباراته أمام أولمبيك آسفي |
الأرصاد الجوية: طقس حار مرتقب السبت في عدد من أقاليم المملكة |
مرة أخرى.. المباريات ليلا بـ«العربي الزاولي» تخنق شوارع عين السبع والحي المحمدي (+صور) |
تحديد آخر موعد للحذف الجزئي لبعض القطارات المكوكية بالدار البيضاء |
موكوينا يختار لائحة الوداد البيضاوي لمواجهة أولمبيك آسفي |
هكذا ينشط المجتمع المدني في الحفاظ على البيئة بجهة الدار البيضاء سطات | ||
| ||
عبد اللطيف الجعفري/ ومع/ المجتمع المدني فاعل أساسي في الحفاظ على البيئة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، وذلك بالنظر للأدوار التي يضطلع بها في مختلف الأنشطة التي تروم الحفاظ على مختلف المجالات نظيفة وقابلة للعيش. هذه الحقيقة تتأكد في كل وقت ومناسبة، حيث تنشط العديد من جمعيات المجتمع المدني في مجالات لها صلة بالحفاظ على البيئة بالجهة، وذلك ضمن أنشطة خاصة بها، أو في إطار مقاربة تشاركية مع مؤسسات أو جهات فاعلة في مجال الحفاظ على البيئة. في هذا السياق قال عبد الرحيم كسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مفهوم البيئة تطور كثيرا حيث لم يعد منحصرا في ما هو طبيعي (المساحات الخضراء، تدبير النفايات) لأنه يهم أيضا الموارد المائية والتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن مواضيع البيئة والتنمية المستدامة والتغيرات المناخية أصبحت تهم جميع مناحي الحياة. واعتبر أن كل ميادين الاقتصاد من صناعة وسياحة وتجارة وأنشطة تعمير وتهيئة المدن وتدبير الطاقة والنقل لها علاقة مباشرة بالبيئة والتغيرات المناخية والتنمية المستدامة، وبالتالي "أضحى على المجتمع المدني البيئي الذي كان متخصصا في المساحات الخضراء والغابات والمناطق الرطبة أن يهتم بهذه المواضيع باحترافية ونوع من التخصص". لذلك فإن جمعية علوم الحياة والأرض، التي لها شبكة وطنية ( تواجد في أكثر من 40 مدينة)، وبفضل عملها المستدام والمستمر منذ أكثر من 27 سنة، استطاعت، حسب السيد كسيري، أن تبلور مقاربات وآليات للعمل بطريقة تمكنها من المساهمة مع مختلف الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين في المجهودات المبذولة للحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة والمناخ. وفي هذا الإطار تشتغل الجمعية وشبكتها على عدة محاور أساسية تهم التربية والتحسيس والتأطير والتكوين، وهو مجال يهم جميع الفئات (الشباب المتمدرس والجامعي ومنشطي وأطر المجتمع المدني، والمجتمع السياسي من منتخبين في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، لأنهم يحتاجون لهذا النوع من التقاسم من جانب الخبراء المتواجدين بالجمعية). هناك أيضا محور يتعلق بتنظيم الجمعية ل 6 أسابيع للتعبئة الوطنية من أجل البيئة والسلوك المواطن (أسبوع المناخ، أسبوع المدن المستدامة، الأسبوع الأخضر، أسبوع الماء، أسبوع التنوع البيولوجي، أسبوع المحيطات). ومن بين هذه المحاور أيضا تنمية مشاريع عملية تتعلق بالتدبير المندمج للماء في الواحات والساحل ، إضافة إلى مشاريع تتعلق بشكل خاص بتثمين النفايات.
من جهة أخرى، تنشط الجمعية في مجال الحوار والترافع بشراكة الجمعيات البيئية حول مجالات مختلفة ( أكثر من 800 جمعية). هذه المقاربة التشاركية تشتغل ضمنها العديد من الجمعيات منها جمعية أصدقاء البيئة ببنسليمان التي تغطي أنشطتها مجالات مختلفة، حيث أكد رئيسها، السيد لحسن أيت ناصر، في تصريح مماثل على أهمية المقاربة التشاركية في الجهود المتعلقة بالحفاظ على البيئة. ضمن هذا النهج، فإن الجمعية تقوم بمجموعة من الأنشطة التحسيسية والتوعوية تهدف إلى المحافظة على البيئة بما في ذلك نظافة الشاطىء خاصة من خطر النفايات البلاستيكية وذلك من خلال ورشات معلوماتية وموضوعاتية وندوات ومسابقات فضلا عن القيام بحملات لجمع النفايات. يشير أيت ناصر إلى أن هذه الأنشطة تنظمها الجمعية من أجل المحافظة على البيئة خاصة هذه السنة التي تعرف إقبالا كبيرا على شاطئ بوزنيقة بعد فترة توقف بسبب الجائحة، حيث يحج إليه مصطافون من كل مناطق البلاد، وهو ما يضاعف من أعباء مختلف المتدخلين. وتابع أن الجمعية تنشط أيضا على مستوى المساحات الخضراء من خلال المساهمة في العناية بالغابات التي تتواجد بكثرة في بنسليمان، علاوة على التحسيس بأهمية ترشيد استعمال المياه وعدم تلويثها. وتبقى الإشارة إلى أن الحفاظ على البيئة هو مجال واسع يهم المؤسسات والجمعيات وحتى المواطنين العاديين، ولأنه كذلك، فإنه لا غرابة أن يلج مجالا التربية والتعليم من خلال إنشاء نواد بيئية، والمؤسسات المنخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية، وحتى مؤسسات التفتح للتربية والتكوين التي تساهم في تنشيطها جمعيات المجتمع المدني. وبالنظر للطابع الاقتصادي الصناعي لجهة الدار البيضاء، وبحكم الكثافة السكانية بالجهة خاصة في الدار البيضاء، فإن مظاهر الإضرار بالبيئة تكون كبيرة وبادية للعيان ( نفايات، تلوث المياه، انبعاث دخان المصانع والعربات .. وغيرها)، وهو ما يحتم مضاعفة الجهود طبعا بمساهمة المجتمع المدني، حيث العديد من الجمعيات تنشط في مجال الحفاظ على البيئة في البر كما في البحر.
الحفاظ على البيئة بشكل عام هو عمل مواطن يرتبط ارتباطا عضويا بمخلف مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بل والوجودية أيضا، لأن الأضرار التي تلحق بالبيئة يكون لها أثر سلبي مباشر على حياة الناس. هي إذن جهود كبيرة يضطلع بها المجتمع المدني في جهة الدار البيضاء سطات، من أجل مواجهة التحديات البيئية الكبيرة التي تعرفها الجهة، التي تعد مجالا كبيرا لإنتاج النفايات والغازات بفعل الأنشطة الصناعية وأنشطة الإنسان. | ||