عاش تلامذة مدرسة الإمام البخاري الابتدائية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بعمالة الحي المحمدي عين السبع صباح يوم 19 شتنبر2016، مصحوبين بآبائهم وأمهاتهم استقبالا من نوع خاص، وذلك على إيقاعات أصوات الحمير والدواب والكراريس والباعة المتجولون، وروائح الازبال المركونة بالباب الرئيسي للمؤسسة وكأنها خارج المدار الحضري للعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، والتي تعتبر في مجملها ظروفا غير مريحة لمزاولة التلاميذ لدراستهم حسب تصريح مدير المؤسسة، مما جعل الآباء والأمهات والتلاميذ يحتجون ويعتصمون ويمتنعون عن الدخول إلى حين إيجاد حل جذري للمشكل.

بالرغم من محاولات الإقناع من طرف السيد المدير بالدخول لملاقاة أساتذتهم ، رافعين بذلك شعارات تندد بخطورة الموقف، إلى حين حضر السيد المدير الإقليمي عبد الرحيم حسني الذي قام بالإجراءات اللازمة...، في وقت كان المفترض من الجهات المعنية كل حسب مسؤولياته التفكير في ذلك مسبقا، باعتبار التعليم والصحة والعيش في بيئة نقية وملائمة تتوفر فيها شروط الحياة الكريمة...، حقوق كونية للطفولة وجيل الغد.

هذا الواقع يكرس مجددا استهداف واحتقار المدرسة العمومية والاستهتار بها، في وقت ارتفعت فيها الأصوات المطالبة بإرجاع الاعتبار لها...، عن طريق تسطير أفكار جديدة لتمكينها من استرجاع سلطتها المعرفية وثقة مكونات المجتمع المغربي بها، عن طريق طرح إجراءات عملية، ووضع مقترحات للعمل من أجل متابعة تحقيقها لفائدة المدرسة العمومية المغربية، ومن ذلك:

1- المرافعة من أجل الدفاع للرفع من قيمة الإنفاق العمومي على قطاع التربية والتكوين بالمغرب.
2 ـ الدفاع عن صيانة حرمات المؤسسات التعليمية من الظواهر الانحرافية المحيطة بها أو التي تخترقها، كالتحرش وتعاطي المخدرات بين صفوف التلاميذ.
3 ـ متابعة ورشات الإصلاح التعليمي في أبعادها التربوية والـتأهيلية دعما وتقييما.
4 ـ رصد الاختلالات المهنية والتربوية محليا وجهويا ووطنيا والمساهمة في تقويمها.
5 ـ العمل على تجسير العلاقة بين المدرسة ومحيطها الأسري والاجتماعي والاقتصادي.
6 ـ الدفاع عن تحسين فضاءات المؤسسات التعليمية بتقوية جاذبيتها لدى الأطفال.
7 ـ المساهمة في إغناء وتطوير البرامج التكوينية الداعمة لتأهيل الموارد البشرية.
8 ـ تقوية الترافع لدى السلطات العمومية المعنية بدعم قطاع التربية والتكوين.
9 ـ الحرص على دمقرطة التدبير العمومي لقطاع التربية والتعليم.
10 ـ تامين الحق في تعليم جيد لأبناء المغاربة تيسيرا لاندماجهم في متطلبات التنمية في مختلف مجالاتها المعاصرة.
11 ـ العمل على تنشيط الحياة المدرسية بما يجعل من مؤسساتنا التعليمية فضاءات تربوية مفعمة بالحياة.
12ـ إقامة تنسيق بين مختلف القطاعات المعنية بحماية المدرسة العمومية وصيانة حرماتها؛ من أمن مدرسي ودرك ملكي وجماعات محلية.

وجدير بالذكر انه في نفس المديرية الإقليمية، فقد تقرر هذا الموسم إغلاق مدرسة ابن باجة الابتدائية بحجة أنه لم يبقى فيها تلاميذ، بالرغم من الاحتجاجات المستمرة للآباء والأمهات..
فمتى يرفع الحيف عن المدرسة العمومية لتستقبل أبناءها بالورود والابتسامة عوض الحمير والازبال، كما هو معمول به بالمدارس الخصوصية المغربية، والدول العظمى التي تحترم التعليم العمومي، وتحترم أبناءها وأجيالها الصاعدة؟.

التهامي غباري