و م ع

أكدت شخصيات سياسية ودينية وجمعوية بالدار البيضاء، خلال حفل أقيم بمناسبة عيد "سوكوت" اليهودي، أن المملكة المغربية تعد نموذجا متميزا في التعايش والأخوة والترابط بين المسلمين واليهود.

وأبرزت الشخصيات الحاضرة خلال هذا الحفل المنظم من قبل جمعية "سلام لكولام"، والذي تميز بحضور على الخصوص القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، وفاعلين جمعويين بالإضافة إلى شباب مغاربة مسلمين ويهود، تفرد النموذج المغربي تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائم على أساس احترام مبادئ وقيم التسامح والعيش المشترك والانفتاح على الآخر.

وفي هذا السياق، أعرب القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء السيد لورانس راندولف، عن فخره بالمشاركة في هذا الحفل الذي يحتفي بعيد "سوكوت" اليهودي، بحضور مغاربة مسلمين ويهود، مؤكدا أن الأمر يتعلق ب"ميزة مغربية متفردة". 

كما عبر السيد راندولف، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن إعجابه الشديد بهذه "الالتقائية والاحتفال المشترك" بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، مشيدا بقيم العيش المشترك واحترام الغير والانفتاح التي أبان عنها المغاربة غير ما مرة، والتي تعد هذه الأمسية خير دليل عليها.

من جهته، أبرز  أحمد غيات رئيس جمعية "ماروكان بلورييل" والكاتب العام لجمعية "سلام لكولام"، أنه "اعتدنا كمغاربة مسلمين الاحتفال بمختلف الأعياد الدينية كيفما كانت"، ومشاركة إخواننا اليهود المغاربة أفراحهم وأعيادهم، مشيرا إلى أن شخصيات من الطائفة اليهودية المغربية قامت خلال الأسبوع الماضي بتنظيم حفل مشترك احتفالا بعيد المولد النبوي الشريف.

وأعرب في تصريح مماثل، عن أمله في أن "تصل رسالتنا ويصل صوتنا، في المملكة وخارجها، حيث للأسف لا يمكن مشاهدة مثل هذه الاحتفالات المشتركة"، مبرزا أنه بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "نلمس ونعيش في كافة أرجاء المملكة المغربية هذا التعايش بشكل يومي وطبيعي". 

من جانبها، أبرزت علياء غولي رئيسة جمعية "سلام لكولام" أن هذا الشهر يتضمن مجموعة من الاحتفالات بالنسبة لليهود المغاربة، مؤكدة حرص الجمعية على الاحتفال بشكل مشترك بمختلف الأعياد الدينية الإسلامية واليهودية على حد سواء. 

وأشارت إلى أن هذا الحفل الذي شهد حضور مجموعة من الشباب والأطفال اليهود والمسلمين، شكل فرصة للالتقاء والتعرف على الآخر، مؤكدة أن تنظيم مثل هذه التظاهرات من شأنه غرس قيم التسامح والانفتاح والعيش المشترك لدى الأجيال الصاعدة. 

وقال جيريمي دحان، رئيس جمعية "سلام لكولام" (رئاسة مشتركة بين جيريمي دحان وعلياء غولي) أن عيد السوكوت يعد موعدا سنويا هاما في التقويم اليهودي، وهو يخلد عيش اليهود بالصحراء في الخيام وتحت المظلات بعد الخروج من مصر، كما أنه يحتفي بانتهاء الموسم الفلاحي واستقبال موسم جديد.

من جانبه، أكد الشريف عمر العمراني المريني، مقدم الزاوية الصوفية الحراقية الدرقاوية الشاذلية بجهة الدار البيضاء-سطات، أن عيد السوكوت من الأعياد الدينية التي حرص اليهود المغاربة على الاحتفال بها منذ القدم، معتبرا أن مشاركة المسلمين إخوانهم اليهود في هذه الاحتفالات من شأنه تعزيز قيم التسامح والتعايش التي تنادي بها كافة الديانات السماوية.