شكل موضوع "تقييم فعلية حقوق المرأة" محور ندوة نظمتها جمعية حقوق وعدالة، امس الجمعة بالدار البيضاء، من أجل تحليل وتقييم الوضعية الحقوقية للنساء بالمغرب. وأوضح المنظمون أن تنظيم هذه الندوة، التي شارك فيها خبراء في هذا المجال، يأتي تخليدا لليوم الوطني للمرأة الذي يصادف 10 أكتوبر من كل سنة، وكذا من أجل تحليل وتقييم واقع حقوق المرأة بالمغرب، كما يأتي أيضا تزامنا مع الاستعراض الدوري الشامل المرتقب في نونبر 2022 باعتباره فرصة لتشخيص الوضعية الحقوقية للنساء بالمغرب وإبراز التطور الحاصل في مسار تعزيز المساواة بين الجنسين.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح الكاتب العام لجمعية حقوق وعدالة محمد الباكير، أن هذا النشاط يندرج في إطار برنامج "التمكين الاقتصادي للنساء من خلال الإصلاح القانوني" بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، وفي إطار برنامج "إدماج النساء المغربيات المطلقات في وضعية صعبة" بدعم من سفارة النرويج بالمغرب، وهما برنامجان يهدفان بصفة عامة إلى توعية النساء بحقوقهن، والدفاع عن القوانين التي تعزز المساواة بين الجنسيين.

وأضاف أن تنظيم هذه الندوة يعد أيضا امتدادا لأنشطة الجمعية تحت شعار "من أجل مغرب أكثر عدلا"، مشيرا إلى أن الجمعية اشتغلت منذ تأسيسها سنة 2009، على تحقيق أهدافها من خلال خلق وتفعيل عدد كبير ومتواصل من البرامج والمشاريع، التي كان لها أثر كبير نحو الإسهام في إبراز عدة ظواهر، من بينها ظاهرة العنف الممارس على النساء عموما والمطلقات خصوصا، بحيث تم سنة 2016 إحداث "مركز الاستماع والتوجيه القانوني" لسد حاجيات النساء في الإرشاد، والتوجيه القانوني، والدعم النفسي والاجتماعي.

ومن جانبه، أبرز مسؤول المشاريع بقطب الحكامة والنوع الاجتماعي بالوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية خوسي سريانو كارسيا، الجهود التي تبدلها الوكالة في هذا المجال وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني، من بينها جمعية حقوق وعدالة وذلك عبر عدة برامج تهم أساسا التحسيس والتكوين.

وبعد أن أكد على أهمية هذه الندوة، التي تعقد بمناسبة تخليد اليوم الوطني للمرأة، أوضح أنها فرصة سانحة للوقوف على حصيلة المنجزات التي تم إحرازها في هذا المجال. 

من جهة أخرى، قدمت أستاذة التاريخ بكلية علوم التربية والباحثة المهتمة بالقضية النسائية لطيفة البوحسيني، في مداخلة تحمل عنوان "مسار تطور حقوق المرأة في المغرب .. مكتسبات ورهانات" رؤية شاملة لأوضاع المرأة، ووقفت أيضا عند مراحل تطور سيرورة الحركة الداعمة للمرأة بالمغرب، وكذا على مجموعة من المحطات الأساسية التي تحققت فيها مكتسبات لا يمكن إنكارها، وأيضا التوقف على الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من العمل والاجتهاد.

كما تناولت في مداخلتها الرهانات المطروحة اليوم على المنظمات والحركات النسائية والحقوقية وكذا على القائمين على السياسات العمومية وعلى المسؤولين على تفعيل وفعالية الحقوق القانونية.

وتم على هامش هذه الندوة تنظيم معرض للرسوم الكاريكاتورية تجسد مظاهر التمييز ضد المرأة.