السلطات المحلية تستمر في تفكيك «كاريانات» وتجمعات عشوائية بإقليم المحمدية |
حملة لتحرير الملك العمومي في أبرز الشوارع والنقاط السوداء بحد السوالم |
«اندرايف» تطلق خدمة الموتو في الرباط |
تصنيف الفيفا: منتخب «الأسود» يتراجع إلى المركز 14 عالميا |
بريجة يتحدث عن «جدل» تسعيرة تذكرة الولوج إلى حديقة عين السبع للحيوانات |
رجاء مرصو .. طبيبة مغربية نذرت أياديها البيضاء لمساعدة المهاجرين الأفارقة في مناطق خطيرة | ||
| ||
فكري ولد علي/ عن: الصحراء المغربية في منطقة تعرف إقبالا كبيرا من طرف المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، وفي فضاء جغرافي يعد بمثابة "الملجأ الأخير" لهم بإفريقيا قبل العبور إلى "الفردوس الأوروبي"، يبرز اسم الدكتورة رجاء مرصو، كرمز لـ "الأيادي المتضامنة"، حيث نذرت حياتها للعمل التطوعي والإنساني خدمة لهؤلاء المهاجرين، متنقلة بروح إنسانية بين غابات تطوان والفنيدق وبليونش، حيث يختبئ العشرات، وأحيانا المئات من المهاجرين الأفارقة. الدكتورة رجاء مرصو من مواليد مدينة تطوان؛ تشتغل منذ أن تخرجت من كلية الطب والصيدلة بالرباط، طبيبة بالقطاع العام. التحقت سنة 2014 كمتطوعة بجمعية "الأيادي المتضامنة" بالمدينة ذاتها، وقد آمنت بعمق كبير أن قسم أبوقراط لا يعني الواجب الطبي الروتيني فقط؛ بل يفرض على الطبيب الانخراط في فعاليات المجتمع والتطوع للعمل الإنساني والطبي دون أية اعتبارات دينية أو عرقية. تكرس جزءا كبيرا من وقتها للعمل التطوعي والإنساني، وأصبحت أيقونة هذا المجال دون منازع؛ وقد برز اسمها في الساحة الإعلامية بقوة. وكانت ضيفة للعديد من البرامج التلفزية والإذاعية؛ وشاع مسارها على مواقع التواصل الاجتماعي كفاعلة جمعوية تهتم بالأفارقة جنوب الصحراء؛ حيث تتولى حاليا مهام نائبة رئيس "جمعية الأيادي المتضامنة" بتطوان، ومستشارة بجمعية أطباء الصحة العمومية بعمالتي تطوان والمضيق- الفنيدق. وعن هذا المسار التطوعي تقول رجاء مرصو "القصة مع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بدأت سنة 2014؛ أي مباشرة بعد انضمامي لـ"جمعية الأيادي المتضامنة"، التي بدأت العمل التطوعي بها كطبيبة بتقديم الفحوصات الطبية المجانية بمقر الجمعية؛ وكذلك عبر الزيارات الميدانية مع الفريق الطبي الاجتماعي للجمعية بمنطقة بليونش؛ وهي المنطقة الواقعة بين سبتة المحتلة والفنيدق، إذ نقوم بالمساعدات الإنسانية والحملات الطبية بهذه المنطقة، وتقديم الأغذية والأدوية والملابس وغيرها من المساعدات". وعما إذا شعرت يوما بخطورة وصعوبة العمل الميداني وهي تنتقل إلى مخابئ هؤلاء الأفارقة الحالمين بالفردوس في الضفة الشمالية للمغرب، مخابئ تقع في الغالب بجبال وغابات المنطقة، تقول الدكتورة رجاء مرصو "ليس هناك أية مخاطرة إطلاقا؛ بالعكس، منذ البداية اعتبرت الموضوع واجبا إنسانيا وأنا واحدة ضمن العديد من المتطوعين والمتطوعات، نعمل جنبا إلى جنب من أجل مساعدة هذه الفئة التي أصبح المغرب يشكل لها موطن استقرار، وليس فقط محطة من محطات الإستراحة لأيام من موسم الهجرة إلى الشمال". وتضيف "بصفتي طبيبة أديت اليمين والقسم أن أكرس حياتي لخدمة الإنسانية وأن أمارس مهنة الطب بدون اعتبارات دينية أو عرقية؛ ولا أعتقد أن هناك مخاطرة في خدمة المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، هم أناس جد وديعين وظرفاء للغاية؛ ليسوا بتلك الصورة "الوحشية" التي تقدمها بعض وسائل الإعلام ويسوق لها البعض الآخر بدون أدنى تفكير لسنوات، وأنا أشتغل معهم بالميدان وعن قرب؛ ولم أتعرض يوما لأي مكروه أو استفزاز أو عنف كيفما كان نوعه وطبيعته، ماديا أو معنويا؛ والأمر سيان بالنسبة لباقي المتطوعين والمتطوعات بالجمعية".
رسالة طبيبة المهاجرين الدكتورة رجاء مرصو استطاعت أن تبني بشخصيتها القوية وبحسها الإنساني الصادق علاقات جد طيبة مع هؤلاء المهاجرين، وكانت لهم بمثابة الأم، حيث ينادون عليها بـ"ماما" لمَ لا وهي التي تتفضل عليهم بخدمات هم في أمس الحاجة إليها. وعن سؤال عما إذا كانت لها رسالة خاصة تود توجيهها من خلال عملها هذا، تقول رجاء مرصو "العمل التطوعي في حد ذاته رسالة، رسالة حب وعطف وتضامن إنساني بغض النظر عن الانتماءات، فلا يمكن لإنسان سوي أن يترك إنسانا آخر في وضعية صعبة وظروف قاسية دون أي تدخل وتقديم المساعدة. فجميعنا نمتلك القدرة على المساعدة ونتوفر على إمكانيات ذلك؛ فقط بالعودة إلى أعماقنا الإنسانية، ونعيد إحياء قيم التعاون والتعايش وتقبّل الآخر".
| ||