الأرصاد الجوية: درجات حرارة مرتفعة نسبيا مرتقبة الثلاثاء في عدد من أقاليم المملكة |
دراسة حديثة.. تسجيل معدل انتشار قياسي للأنترنيت بالمغرب |
لفتيت: وزارة الداخلية تعمل على مواصلة تحرير الملك العمومي ووضعه رهن إشارة الجماعات الترابية |
الرجاء ينهي تداريبه استعدادا لمواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال |
«تيبو إفريقيا » وبرنامج الأمم المتحدة يحتفلان بشراكتهما لرفع مستوى الوعي حول فيروس نقص المناعة المكتسبة |
«قراءات في القرآن» لقاء من تنظيم مؤسسة محمد أركون | ||
| ||
اعتبر باحثون شاركوا في ندوة نظمتها مؤسسة محمد أركون للسلم بين الثقافات حول كتاب "قراءات في القرآن" لمحمد أركون أن هذا المفكر العربي استطاع أن يضع قواعد نظرية جديدة في دراسة النص القرآني ما تزال تحتاج إلى استكمال بنائها العلمي من طرف الدارسين. وأكد هؤلاء الباحثون، في الندوة التي نظمت بتعاون مع المعهد الفرنسي بالدار البيضاء مساء أمس الاثنين تكريما لمفكر بصم مسيرة الفكر الإسلامي النقدي بالعالم العربي، أن أركون، ومن خلال مجموع كتاباته وأبحاثه، عمل على وضع لبنات منهج نقدي لآليات استقراء النصوص الدينية وخاصة النص القرآني بمعزل عن السياقات التاريخية والاجتماعية والانثروبولوجية، معتمدا في مقاربته هذه على تعددية معرفية تجمع بين عدة تخصصات لغوية وتاريخية وثيولوجية، يهدف من ورائها تجاوز الدراسات التقليدية والمسطحة، نحو قراءة جديدة أطرها ضمن ما أسماه علم "الإسلاميات التطبيقية". وبرأي المشاركين في الندوة، التي عرفت حضور دارسين وباحثين ومتخصصين في فكر محمد أركون من داخل المغرب وخارجه، فإن ما قدمه أركون من منجز فكري شكل منطلقا نقديا للعقل الإسلامي، ومنهجية بنائه للوقائع التاريخية والدينية، متوخيا تحرير هذا العقل، واستفزازه لإفراز منظومة فكرية جديدة تقوم على الحرية الفكرية، وترسيخ قيم الانفتاح العقلي. وأبرزوا أن ما توصل إليه أركون في هذا الخصوص هو بداية مسار يحتاج إلى تطويره من طرف الباحثين، خاصة من تلامذته الذين عاينوا طريقة اشتغاله وتفكيكه للمنظومات الفكرية المركبة، مشددين على أهمية المنجز الأركوني في تقديم صورة مستنيرة ومغايرة عن الإسلام، لا سيما في ظل السياق العالمي الحالي حيث سادت مجموعة من الأحكام النمطية التي تربط الإسلام بالإرهاب.
ومن هنا، كانت الغاية بالنسبة لأركون، وضع الإمكانات النظرية لانبثاق وعي إسلامي جديد يواكب العصر عبر تخليص العقل من أية تبعية، ليكون المرجع الأول في كل ما يرتبط بمعارف الإنسان وعلاقاته بالعالم. وخلص الباحثون إلى أن محمد أركون ، ومن خلال استنطاقه للنصوص القرآنية، كان يؤمن بأن النص لا يبوح إلا لمن عرف كيف يجعله ناطقا ومعبرا، وبنى نظرية علمية تقوم على المعرفة الحقة، والقدرة على التفكير وإعمال العقل، رافضا لكل تنميط أو تقعيد يعوق حرية الفكر والاجتهاد. وتم على هامش الندوة منح جائزة مؤسسة محمد أركون للسلم بين الثقافات لأفضل عمل (بالعربية أو الفرنسية أوالإنجليزية) حول أعمال الأستاذ محمد أركون وأهميتها بالنسبة للتعددية الثقافية المعاصرة، والتي عادت هذه السنة للباحث الجزائري فرح مسرحي. وتقام هذه الجائزة، المفتوحة في وجه طلبة الدكتوراه والأساتذة والباحثين في الحقول المعرفية والمفاهيم التي اشتغل عليها محمد أركون، كل سنتين بتمويل من طرف الأكاديمية اللاتينية بريو دو جانييرو تكريما لذكرى محمد أركون. وتجدر الإشارة إلى أن كتاب "قراءات في القرآن"، الذي احتفي به في هذه الندوة بمناسبة صدور طبعة جديدة منه من طرف دار النشر "ملتقى الطرق"، والذي صدرت طبعته الأولى سنة 1982، هو مؤلف عرض فيه محمد أركون للمواضيع الأكثر إثارة للجدل في الفكر الإسلامي المعاصر، مثل الشريعة ووضعية المرأة والجهاد والإسلام والسياسة وغيرها. وكان أركون يعتبر هذا الكتاب بمثابة الخيط الناظم لأعماله، وقد كرس السنوات الأخيرة من حياته لإغنائه وإدخال تعديلات عليه. وتمكنت أرملته، ثورية يعقوبي أركون، من جمع النسخ الأخيرة من هذه النصوص من أجل جعل هذه الطبعة النهائية ترى النور | ||