الأرصاد الجوية: طقس حار نسبيا مرتقب الخميس في عدد من أقاليم المملكة |
الدار البيضاء على موعد مع النسخة 15 للمهرجان الدولي للفنون الشعبية |
اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى يرفض الشروط المجحفة والإقصائية ويعلن مقاطعته لقرار الدعم العمومي |
من الدار البيضاء.. انتخاب مصر لرئاسة لجنة حماية البيئة في مجال الطيران المدني |
معزوز يستعرض أمام خريجي مدرسة القناطر الباريسية آفاق تنمية جهة الدار البيضاء سطات |
مركز سرطان الدم للأطفال بمستشفى محمد السادس في بوسكورة .. بارقة أمل طبية | ||
| ||
وم ع يواصل المستشفى الجامعي الدولي محمد السادس ببوسكورة (الدار البيضاء) جهوده من أجل النهوض بالأوضاع الصحية للطفولة على الخصوص، وذلك عبر افتتاحه مؤخرا لمركز جديد تحت إسم " المركز الدولي لأمراض سرطان الدم عند الأطفال" (CI-HOPe). ومن خلال إضافته لهذا الإنجاز، المستحدث على مستوى قطب أنكولوجيا للتميز، أفاد البروفسور أحمد بنانة المدير العام للمستشفى، أن إحداث هذا المركز الصحي، المرخص له على غرار مراكز أخرى شبيهة، هو بمثابة رسالة لبعث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم، حيث أضحى من الممكن إخضاعهم للعلاج ببلدهم بدلا من تكبد عناء السفر للاستنجاد بالخارج. وقال في تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للإنباء، إن هذا المركز يأتي تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعميم الرعاية الصحية عبر توسيع العرض الصحي، خاصة في بعض التخصصات الدقيقة التي تتطلب تعبئة الكفاءات العالية التي تزخر بها المملكة.
وأشار إلى أن هذه الوحدة الصحية المتكاملة تضم حاليا 10 أسرة ب 5 غرف معقمة، في أفق مضاعفة عددها مستقبلا إلى 10 غرف لاستيعاب 25 مريضا، مبرزا أن ظروف الاشتعال بها تضاهي ما هو متعارف عليه من مواصفات على الصعيد العالمي.
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث بسلسلة من الاتفاقيات التي تم إبرامها على الصعيد الدولي للنهوض بالقطاع سواء على مستوى أمريكا الشمالية أو أوروبا، فضلا عن عدد من الدول الإفريقية في إطار تعاون جنوب- جنوب.
ولتحقيق الأهداف المسطرة، أوضح البروفسور بنانة أن المركز تم تجهيزه بأحدث وأدق التجهيزات والمعدات الطبية، وذلك تحت إشراف أطقم طبية وشبه طبية تعمل كخلية نحل من أجل أداء عملها على أفضل وجه، مستشهدا في ذلك باستقباله لأول عملية ناجحة لزراعة النخاع الشوكي التي استفاد منها في 13 مارس الماضي طفل كان يعاني من سرطان الدم في مرحلة متقدمة جدا، والذي هو الآن في صحة جيدة بشهادة أفراد أسرته والأطر الطبية.
وفي حديث عن هذه التجربة الناجحة، أشارت الأخصائية البروفسور بشرى عكاش إلى أن هذه العملية لزرع الخلايا الجذعية للدم هي الأولى من نوعها بالمركز الجديد، وقد جاءت تتويجا لخمس عمليات أجريت قبل ذلك لأطفال آخرين بالمركز القديم بالمستشفى ذاته، مستعرضة في هذا المنحى المراحل التي مرت بها هذه العملية منذ فترة الإعداد حتى الآن.
وأوضحت في هذا الصدد، والفرحة تغمر أعينها، أنه بمجرد استقبال الحالة المعنية في 17 فبراير الماضي استدعى الأمر الحصول على رخصة من المحكمة لإجراء عملية الزرع والبحث عن المتبرع المناسب، مع إدخال المريض في غرفة معقمة، فتمت مباشرة حالته الصحية عبر العلاج الكيماوي أولا للتخلص من الخلايا المرضية من أجل تعويضها بخلايا سليمة تم استئصالها من أخيه في 13 مارس الماضي.
وعقب ذلك، تم إخضاعه لمراقبة دقيقة على مدى أكثر من شهر للوقوف على مضاعفات عملية الزرع من خلال التصدي للمكروبات المحتملة والحد من الصراع الوارد بين الخلايا الجذعية للمتبرع (المانح) والمستفيد (المريض).
وتابعت أن المراقبة مستمرة إلى حين استجابة الجسم للخلايا الدخيلة، مضيفة أن هذه العملية كللت بالنجاح على كافة المستويات، ويبقى الآن تتبع وضعه الصحي مع إجراء التحاليل بشكل مرحلي قد تصل المدة إلى سنة أو أكثر أخذا بعين الاعتبار مدى استجابة الجسم.
وخلصت إلى أنه من خلال النتائج الآنية، فإن وضعيته تبقى مستقرة ومشجعة، آملة أن تعمم مثل هذه العمليات مختلف مستشفيات المملكة من أجل انقاد أرواح العديد من الأشخاص ممن يعانون من أمراض شبيهة، وكذا للحد من عناء التنقل نحو المدن الكبرى.
وفي شهادات حية أدلى بها عدد من المستفيدين ممن خضعوا للعلاج والأطر الطبية، تم التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود بين كافة الأطراف المعنية من أجل الرفع من معنويات المصابين ومساعدتهم على التعافي في أحسن الظروف بعيدا عن نظرة أو لغة الإقصاء.
يذكر أنه خلال حفل الافتتاح، الذي كان شعاره "الأمل والالتزام والاستحقاق"، تم التأكيد على أهمية الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في المجال الصحي بعيدا عن الأهداف الربحية، وعلى مواكبة التطورات العلمية التي تصاحب الاختصاصات المعقدة والدقيقة، مع الانفتاح على المجال الرقمي.
وبالمناسبة، تمت الإشارة إلى أن المغرب يتوفر حاليا على سبع وحدات من هذا النوع تخص الأمراض السرطانية : 3 منها بالدار البيضاء وأخرى تتواجد بكل من فاس ووجدة ومراكش والرباط، مع التذكير أن المملكة قطعت أشواطا كبيرة في المجال الصحي، مما أهلها لاحتلال الصف السادس ضمن الدول الرائدة في مكافحة السرطان عند الطفل على الخصوص، علما أن سرطان الدم لوحده يمثل نسبة 36 في المائة من مجموعة حالات السرطان بمختلف أنواعها. | ||