أعلن مركز منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية آمس الجمعة بالدار البيضاء، عن إطلاق النسخة الثالثة من برنامجه “جيل” لتأهيل الباحثين الشباب في العلوم الإنسانية.

وخلال لقاء صحفي لتسليط الضوء على هذا البرنامج الذي يحمل هذه السنة اسم عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، أبرز عزيز مشواط رئيس المركز أن هذه الدورة التكوينية، التي تستهدف هذه السنة 20 من الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، تروم العمل على تعزيز قدراتهم البحثية المتعلقة بتقنيات البحث الميداني وتحليل المعطيات في أفق تقديمها للرأي العام ولصناع القرار خدمة للقضايا ذات البعد التنموي وإسهاما في ترسيخ مبادئ الديمقراطية وقيم الحرية.

وأشار إلى أن مؤسسة منصات البحثية، كمنظمة غير ربحية، اتخذت على عاتقها، منذ انطلاق النسخة الأولى لبرنامجها “جيل” سنة 2019، مهمة إنجاز البحوث المعمقة الهادفة إلى تطوير أفكار ريادية وتطبيق المقاربات المختلفة بخصوص الإشكاليات الاجتماعية.

وفي هذا الإطار، يضيف المتحدث، فقد تم إصدار دراستين ميدانيتين تحليليتين أولاهما تخص “الصحافة الورقية بالمغرب وأزمة كوفيد 19” وترصد أساسا مضامين الصحف ومواقف الصحافيين آنذاك، والثانية تهم “الحريات الفردية بالمغرب: تمثلات وممارسات” انطلاقا مما يتداوله المغاربة حول الحريات الفردية في المجتمع المغربي.

وأضاف أن هذا البرنامج يشهد إقبالا متزايدا سنة بعد أخرى، بحيث بلغ عدد الطلبات للمشاركة في دورة هذه السنة ما مجموعة 175 طالبة وطالبا من مختلف التخصصات العلمية والمؤسسات الجامعية على الصعيد الوطني.

وهكذا، توزعت الطلبات المتوصل بها ما بين علم الاجتماع بنسبة 70%، والعلوم السياسية والقانون بنسبة 20%، والاقتصاد بنسبة 10%. وقد شكل باحثو الدكتوراه العدد الأكبر من الطلبات، حيث بلغت النسبة 50%، فيما بلغت نسبة الطلبات المسجلة من طلاب سلك الماستر 40%، و10% بالنسبة لطلاب سلك الإجازة.

ومن حيث الجنس فقد تجاوزت نسب الطلبات المسجلة من طرف الإناث النصف بنسبة 52% مقابل 48% من الطلبات المتوصل بها من طرف الذكور.

والتزاما بنهجها المبني على تحفيز جيل الباحثين الشباب لاستلهام مسارات رواد ومفكرين طبعوا الساحة العلمية المغربية بإنتاجاتهم، كانت النسخة الثانية اتخذت اسم “جيل محمد سبيلا”، فيما تم اختيار للدورة الحالية، عالمة الاجتماع والمفكرة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، وذلك استحضارا لإسهاماتها العلمية والمدنية في بناء مجتمع عقلاني ومعاصر قائم على تثمين العلم في الفهم العميق لطبيعة المجتمع المغربي.

يشار إلى أن الدورة الثانية لجيل فيلسوف الحداثة المغربي محمد سبيلا، شهدت تخرج أكثر من 20 شابا خضعوا لدورات تكوينية في مناهج البحث السوسيولوجي ومختلف العمليات ذات الصلة وذلك من أجل استثمارها في التفاعل مع السياسات العمومية بما يخدم قضايا التنمية.