جرى اليوم السبت بشاطئ مدام شوال بالدار البيضاء، إعطاء انطلاقة المبادرة البيئية الاجتماعية Clean&Play (نظف والعب)، التي تروم تنظيف الشواطئ من النفايات والتحسيس بالقضايا البيئية في قالب اجتماعي تضامني ورياضي.

كما يروم هذا الحدث المنظم بمبادرة من جمعية بحري، والذي تميز بمشاركة حوالي 300 متطوع ومتطوعة من عدد من المدارس والشركات والمنظمات غير الحكومية ودور الأيتام، تشجيع مختلف فئات المجتمع على الانخراط والمشاركة في المبادرات المُواطنة وتنمية الحس البيئي خاصة لدى الناشئة.

وتتميز المبادرة بمفهومها المبتكر ذو التأثير الذي يجمع بين ما هو اجتماعي وبيئي ورياضي واقتصادي، حيث سيستفيد كل مشارك تطوع بساعة من وقته في تنظيف الشاطئ من ساعة من الأنشطة الرياضية والتعليمية.

وفي هذا السياق، أبرز سعد عابد، رئيس ومؤسس جمعية بحري أنه “بعد 12 سنة من العمل المتواصل والجاد في مجال التحسيس والتوعية البيئية ونظافة الشواطئ، فكرنا في نموذج جديد ومبتكر أطلقنا عليه اسم “Clean&Play”، والذي يقوم على أن كل شخص شارك وتطوع بساعة من وقته من أجل جمع النفايات من الشاطئ سيكافؤ بساعة من دروس في ركوب الأمواج أو في اللغات أو في التصوير وغيرها بشكل مجاني”.

وأكد أنه «بهذه الطريقة سنتمكن ليس فقط من تكوين الجيل الجديد الذي نريد أن نزرع فيه روح المواطنة من خلال تشجيع المساهمة في المبادرات الاجتماعية التي تعود بالخير على الوطن والمواطن، بل سنساهم أيضا في جعل شواطئنا نظيفة على مدار السنة وليس في فترات معينة فقط”.

وأضاف: «نسعى بمعية شركائنا إلى جذب مختلف المواطنين الذين يهتمون بحماية البيئة والحفاظ عليها، كما نعمل كذلك على تعزيز الرياضة الشاطئية وجعلها في متناول الجميع، مع خلق التماسك الاجتماعي، وستتيح لنا هذه العملية جذب المزيد من المتطوعين الذين سننجح معهم في تحقيق أهدافنا».

من جهتها، أعربت نوال المتوكل رئيسة الجمعية المغربية رياضة وتنمية عن سعادتها بالمشاركة في هذه التظاهرة البيئية الاجتماعية والتضامنية، مؤكدة على أهمية مثل هذه المبادرات في توعية الساكنة البيضاوية بأهمية المساهمة في نظافة شواطئنا، والحفاظ على بيئتنا.

كما أشادت بالمشاركة المكثفة والمهمة لمختلف الفئات المجتمعية في هذا النشاط، مشددة على أهمية إشراك الناشئة في مختلف المبادرات المواطنة.

من جانبه، قال أشرف البستاني، مدير عام شركة خاصة داعمة للمبادرة، أن « دعم الشركة لمبادرة Clean&Play تندرج في إطار الديناميكية الرامية إلى إرساء أسس التنمية الوطنية المستدامة، والتي تتمثل أهدافها الرئيسية في حماية البيئة وإشراك المواطنين في الحياة المدنية وممارسة الرياضة والتعليم».

وأبرز البستاني أنه سيتم في إطار هذه المبادرة إحداث مرفق صديق للبيئة يضم مدرسة لركوب الأمواج وفضاء للورشات الترفيهية، وفضاء متعدد التخصصات فضلا عن مساحات للألعاب، كما سيتم وضع وحدة لفرز جزء كبير من النفايات التي سيتم تجميعها.

وستستقبل مبادرة Clean&Play التي ستمتد على مدار السنة بشكل أسبوعي 50 طفلا و50 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 10 و25 سنة، حيث سيستمتعون بساعة من الأنشطة التعليمية والرياضية، بعد حصة تنظيف الشاطئ لمدة ساعة واحدة. وتهدف هذه العملية إلى تدريب الشباب من خلال الجمع بين التطوع والرياضة والتعليم.

وتقوم مبادرة Clean&Play على مفهوم بسيط يمزج بين التطوع والتعلم، حيث يتيح تنظيف الشاطئ من النفايات لمدة ساعة واحدة الوصول إلى ساعة من الأنشطة الرياضية مثل ركوب الأمواج، ممارسة اليوغا، لعب كرة القدم والكرة الطائرة والتنس، إلى جانب أنشطة تعليمية مثل الاستفادة من دروس اللغة الإنجليزية وتعلم الترميز (كودينكَ)، وصناعة الفيديو والتصوير الفوتوغرافي.

ويطمح البرنامج إلى مساعدة الشباب المغربي على تطوير مهاراتهم وتحسين إمكاناتهم، فضلا عن تشجيعهم على المشاركة الفعالة في الحياة المدنية من خلال تنظيم المشاريع الاجتماعية والتطوع والمشاركة المجتمعية.