اعتبر مشاركون في ندوة نظمت  بالعاصمة الاقتصادية، إحياء لذكرى اليوم الوطني للمقاومة، أن تاريخ المقاومة بالدار البيضاء زاخر بقيم الوطنية والتضحية التي يتعين نقلها للأجيال الحالية، دفاعا عن الوطن.

وأوضحوا خلال هذه الندوة، المنظمة من قبل مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث ومؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الأمر يتعلق بنقل قيم الوطنية والتضحية واستشراف المستقبل.

في هذا الصدد شدد رئيس مؤسسة مسجد الحسن الثاني السيد بوشعيب فوقار، على عدم التفريط في تلك القيم وضرورة نقلها للشباب، مشيرا إلى أن ندوة تاريخ المقاومة بالدار البيضاء توقفت عند تلك القيم، كما شكلت مناسبة لتقيبم إنتاجات المؤرخين بشأن هذا التاريخ، وما أضافه لتاريخ الحركة الوطنية بشكل عام.

ولفت إلى أن هذه الندوة تروم أيضا خدمة البحث العلمي والثقافة والفكر انطلاقا من قناعة مفادها جعل حاضرة الدار البيضاء توازي بين البعد الاقتصادي والأبعاد الثقافية والروحية.

من جهته أبرز  عبد الكريم الزرقطوني رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أن الحديث عن تاريخ المقاومة، الذي يعد محطة مركزية في جهود صيانة الذاكرة الحية، يحمل دلالات تحررية ممتدة في الزمان من أجل استلهام الدروس والعبر.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن حصيلة المنجز العلمي بشأن الاشتغال على تاريخ المقاومة بالدار البيضاء يعد مدخلا لتوسيع دوائر البحث، وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين من أجل مشاريع واعدة.

من جهته، قال الباحث نور الدين فردي، إن المقاومة هي انسياب لمجموعة من القيم من أجل الذكرى، مشيرا إلى أن زرع روح المقاومة في نفوس الشباب هو من أجل البقاء في عالم طافح بالمتغيرات.

وبعد أن تناول بتفصيل عددا من محطات المقاومة في الدار البيضاء، التي يعد الشهيد محمد الزرقطوني أحد رموزها، قال إن المقاومة تخلق قيما يتعين نقلها من جيل لآخر من أجل الدفاع عن الوطن.

من جانبه أكد الباحث محمد معروف الدفالي على ضرورة الحفاظ على تلك القيم المتعلقة بالوطنية والتضحية واستشراف المستقبل، مشيرا إلى أن مواصلة البحث العلمي بشأن تلك المقاومة سيجعل الصورة مكتملة.

وفي هذا الصدد تناول خصوصيات مذكرات المقاومين وما يمكن أن تقدمه من إضافات بالنسبة للمؤرخين، لأنها تستنطق وقائع وأحداثا من خلال التدوين اللاحق، الذي يختلف عن التدوين الآني اليومي.

وبالمناسبة جرى عرض شريط حول المقاومة بالدار البيضاء يركز على نضالات الشهيد محمد الزرقطوني والخلايا التي كانت تشتغل ميدانيا.

كما نظم معرض لصور شهداء الاستقلال ببهو فضاء المكتية الوسائطية لمسجد الحسن الثاني.