الثلاثاء 26 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

كازا تحتضن مؤتمرا حول التعفنات و أمراض المناعة الذاتية والجهازية

كازا 24 الخميس 3 نونبر 2016

تعقد الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية و الجهازية برئاسة الدكتورة خديجة موسيار يوم السبت 5 نونبر 2016 في فندق شيراتون بالدار البيضاء مؤتمرها السادس للمناعة الذاتية .

محتوى هذا اليوم الدراسي يحدد خطر الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية أو الأمراض النظامية بعد عدوى غالبا بسيطة، ودالك تحت موضوع "التعفنات و أمراض المناعة الذاتية والجهازية " .

تطلق الأمراض الجهازية على الأمراض التي يمكن أن تصيب عدة أجهزة في وقت واحد، أمراض المناعة الذاتية تنشأ بعد حدوث خلل في نظام المناعة و يبدأ في مهاجمة مكونات الجسم السليمة في حين عادة أنه من المفترض أن يحمينا من العدوان الخارجي المتمثل في الفيروسات المختلفة، والبكتيريا والفطريات .
أمراض المناعة الذاتية (مثل مرض جريفز، الذئبة، الوهن العضلي الوبيل، التصلب المتعدد، مرض السكري نوع 1، التهاب المفاصل الروماتويدي، التهاب الفقار اللاصق، مرض السيلياك ، مرض كرون، متلازمة شوغرن، الصدفية ..) تمثل السبب الثالث للمراضة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وتصيب حوالي 10٪ من المغاربة.
هناك عدة أسباب تقف وراء أمراض المناعة الذاتية مثل الوراثة والعوامل البيئية: أشعة الشمس، التدخين و التلوث الهوائي و الغذائي، و كدالك التعفنات.

تلعب البكتيريا والفيروسات فعلا دورا هاما في اندلاع بعض أمراض المناعة الذاتية، وهكذا الملوية البوابية (بكتيريا شائعة في المعدة)، والذي يعرف جيدا أنها مسؤولة بشكل مباشر في حدوث احد أنواع سرطان المعدة، من شأنها أيضا أن تكون مسؤولة عن العديد من أمراض المناعة الذاتية.

نعتبر اليوم في المغرب أن واحد من كل اثنين يحمل هذه الجرثومة و 10٪ منهم يصابون بتعفن خطير يسبب قرحة المعدة أو التهاب المعدة المزمن.
هناك كذالك علاقة وطيدة بين بعض العقديات ( بكتيريا تتواجد خصوصا في الفم والأمعاء) والحمى الروماتيزمية، و هكذا من ذبحة لوزية بسيطة لم يتم معالجتها ، تحدت هجمات مناعية ذاتية قد تؤثر على القلب، والمفاصل والجهاز العصبي المركزي أو الجلد، مع احتمال حدوث عواقب وخيمة على صمامات القلب أو الجهاز العصبي المركزي.
في بلدنا المغرب، لا تزال هذه الأمراض المعدية تعتبر مشكلة على صعيد الصحة العمومية حتى و لو أنها في انخفاض ملحوظ. مناقشة هذه الإشكالية خلال هذا الحدث تتيح تحديد المخاطر التي تتحملها التعفنات في اندلاع أو في تفاقم بعض الأمراض، وتحديد كذالك الطرق لمنع تلك المخاطر، بما في ذلك العلاج المناسب الذي يجب تنفيذه لتفاديها.
إذا لزم الأمر، مثال آخر يظهر أهمية هذه الإشكالية في المغرب وذالك بما يخص مرض السل. تقريبا ثلث السكان مصابون بما يسمى بالسل الكامن، وهو ما يعني أنهم أُصيبوا بعدوى بكتريا السل ولكنهم ليسوا مرضى (بعد) بالسل ولا يُمكنهم نقل المرض. السل الكامن حالة تكون فيها جرثومة السل في الجسم لكن دون أن يكون المرض في طور النشاط و التطور. واحتمال أن يمرض الأشخاص الذين يحملون بكتريا السل على مدى حياتهم بالسل هو 10%.

بيد أن هذه النسبة تكون أكبر من ذلك بكثير بالنسبة للأشخاص الذين يشهدون ضعف نظام المناعة بفعل أحد أمراض المناعة الذاتية نفسها أو بفعل العلاج التي تخضع له هذه الأمراض و الخطر أعلى بذلك بكثير لإعادة تنشيط هذه الأشكال الكامنة. فقط العلاج الوقائي يتجنب مثل هذه المضاعفات.
بمناسبة هذا اليوم، يمكن أن نتساءل عن الطرق الجديدة للتصدي للتعفن و ذالك في ظل نمو ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية مما يجعل علاج البعض منها أكثر وأكثر صعوبة.

ويجري حاليا استكشاف خيارات علاجية جديدة تعتمد على فيروسات قاتلة قد تكون حلا في المستقبل. وتشير الدراسات إلى أن جرعة صغيرة من فيروس ( نانوغرام فقط!) تطبق على موقع الإصابة قد تكون كافية للقضاء على بعض البكتيريا.