الداخلية تجمع متشردي كازا تزامنا وموجة الصقيع | ||
| ||
تعيش مدينة الدار البيضاء منذ بداية الأسبوع الجاري على إيقاع حملات تمشيطية تباشرها دوريات"الحماية الاجتماعية" لجمع متشردي كازا بلانكا من قارعة الشارع، تزامنا وزيارة ملكية مرتقبة للمدينة التي حل بمطارها مساء السبت الماضي قادما إليها من السنغال بعد زيارة إفريقية شملت عدة دول، قبل أن يتوجه صوب مراكش لحضور قمة المناخ. وقال المصطفى الصردي،مدير مركز الرعاية الاجتماعية "تيط مليل" المخصص لاستقبال الحالات التي تحيلها عليه دوريات المساعدة الاجتماعية بمختلف عمالات المدينة، إن إدارة المركز عبأت جميع إمكانيتها لضمان حسن استقبال جميع الحالات التي تفقد عليها، بمافي ذلك إخلاء قاعة المسرح بالمؤسسة وفرشها بماطلات وأغطية لاستقبال وافدين جدد. واكد مصطفى الصردي،في اتصال هاتفي صباح اليوم الثلاثاء مع" كازا24" أن مركز تيط مليل حاليا 710 نزيلا ممن حملته "سطافيطات" وحدات المساعدة الاجتماعية التابعة لولاية جهة كازا سطات، وغير مسموح فيه باستهلاك المخدرات وباقي وسائل التخدير التي يقبل على تناولها متشردو المدينة،مما يجعل المتشردين المدمنين على المخدرات يفضلون الموت بردا في الشارع على ركوب سيارة المساعدة الاجتماعية. إسعاف طبي ومشكل اجتماعي مصدر من المركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء أكد تزايد عدد المشردين الوافدين على قسم المستعجلات بالمستشفى هذه الأيام وذلك تزامنا وموجة الصقيع التي تشهدها المدينة منذ الأسبوع الماضي. وأوضح المصدر ذاته أن "المشردين" الذين لامأوى لهم تتم معالجتهم و تقدم لهم الرعاية الطبية مضيفا أن المصالح الاجتماعية للمستشفى تنسق مع سلطات ولاية الدار البيضاء لنقلهم، بعد تلقي العلاج ،إلى مركزتيط مليل الخيري المتواجد في ضواحي المدينة." واعتبر مسؤول بقسم المستعجلات بمستشفى إبن رشد أن الحالات الوافدة على المصلحة تتطلب"معالجة جدية" من طرف المسؤلين الذين يكتفون بنقل المشرد المريض و"رميه" في بهو المستعجلات ليظل هناك نائما لأسابيع بعد تلقيه العلاج. و قال إن المصلحة"مخول لها إسعاف الناس وليس إسكانهم ." وأكدت مصادر من داخل قسم المستعجلات أن الأطباء و الأعوان الإداريين يقدمون إلى جانب الدواء والأكل للمريض الملابس كذلك، وفي كل أسبوع يتم فيه استقبال أزيد من ثلات حالات أثناء الأيام العادية لكن العدد يرتفع كثيرا خلال موسم الشتاء وموجات البرد القارص. وفي مدينة الدار البيضاء يوجد من 10 آلاف متشرد يجوبون أزقة المدينة نهارا وينامون ليلا في المنازل المهجورة أو في الشارع، وعندما يحل فصل الشتاء حاملا معه موجات من الصقيع فإن النوم على الأرصفة يمكن أن يتسبب في الإصابة بحالات إغماءات في صفوف المشردين الذين يلتحفون الأرض ويتغطون السماء." ويتخد المشرون من ساحة السراغنة المجاورة لساحة بشنتوف بدرب السلطان محجا لهم إلى جانب فندق لينكولن المهمل بشارع محمد الخامس وممر"سوميكا" قرب مقهى" لاشوب"،ينامون متكدسين الواحد جنب الآخر مفترشين قطع كرتون سرعان ما يعتريها البلل مع قطرات الندى الليلية. المحظوظون من هؤلاء يضفرون بمقام دافئ في الشارع عندما يتكومون على نفسهم قرب أفران المخابز والحمامات. فودكا مغربية الصنع لمقاومة البرد ولأن الصقيع يحول الأجساد إلى مجرد أعضاء آدمية متخشبة فإن الاستعانة ب"الفودكا المغربية" يعتبر أمرا ضروريا للحفاظ على استقرار درجة حرارة الجسم ولو استدعى الأمر شرب كحول الحريق بدرجاتها المائوية التسعين بعد خلطها بمشروب غازي. أحد المشردين كان ثملا صباح أمس الإثنين، كان يفرك عينيه متكئا على كرسي إسمتني بساحة بوشنتوف في حي درب السلطان الشعبي،وينتعل حذاء رياضيا به الكثير من الرتوق. قال وهو يشعل لفافة تبغ رخيصة بأن البرد قد"قهره"وأضاف "الأرض ليست لأحد الأرض مأوى لمن لامأوى له". أكد أنه أنه دأب على المبيت في الشارع منذ سنوات وعندما يستيقظ صباحا يهيم على وجهه في المدينة يقتات من الصدقات أو الفضلات. وأنه يعرف التفاصيل الدقيقة لعالم المدينة الهامشي وكيف يمكن أن تحول علبة لصاق"سيليسيون"حياة بشرية تهرب من نظرات المارة المشبعة بالاستغراب والتقزز في أحيان كثيرة إلى نمط عيش به الكثير من الإستعلاء على الواقع . وأضاف شارحا"بإمكان المتشرد المدمن على المخدرات أن ينال كل شيء في لحظات ؛ وخلايا مخه يمكن أن تتحول إلى آلة تحكم( ريمونت كونترول) حقيقية تمكنه من التقاط القنوات الفضائية و التجول بسرعة في العالم والمدن والدخول للمنازل المحيطة به والتجول في غرفها وامتلاك سيارة فارهة أو ركوب طائرة بمضيفة شقراء تقدم له مشروبا وهي تكشف عن تنورتها المنحسرة." كيف ذلك.؟. الفضل يعود لشم لصاق"السيلسيون" أو"الدوليو". والمشردون اللذين يتم" التقاطهم" من الأزقة و يتلقون العلاج بالمستشفى وينقلون بعد ذلك إلى مركز تيط مليل الخيري يمنون أنفسهم أن يغادروا جدرانه بسرعة ويعودوا لحياة الشارع التي لا يستطيعون منها فكاكا. | ||