شكلت المسيرة الخضراء ملحمة فريدة شدت أنظار العالم ومكنت من تثبيت الحق المشروع للمغرب على أقاليمه الجنوبية. وأن هذه الملحمة فرضت بعمقها الشعبي وزخمها السياسي الخيار السلمي بقبول إسبانيا إجراء مفاوضات توجت بالتوقيع على معاهدة مدريد في 14 نونبر 1975 وجلاء قوات الاحتلال الإسبانية ورفع العلم المغربي في مدينة العيون بكل ما لهذه اللحظة التاريخية من دلالة رمزية قوية.
وعلى امتداد عقود حرصت الدولة بشراكة مع الجماعات الترابية على وضع مخططات تنموية وبرامج طموحة للنهوض بهذا الجزء من المغرب، من خلال إنجاز مشاريع اقتصادية واجتماعية وتعليمية ومرافق استشفائية وتشييد البنيات التحتية من طرق وموانئ ومطارات.
وتحتفل المملكة المغربية في السادس من نونبر من كل عام بذكرى تنظيم المسيرة الخضراء بمشاركة 350 ألف من المواطنين والمواطنات توجهوا نحو الأقاليم الجنوبية استجابة لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني بروح متشبعة بقيم الولاء والوفاء والإخلاص والتضحية الراسخة في الوجدان الجماعي المغربي، لافتة إلى أن هذا القرار التاريخي جاء إثر صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي أقرت بوجود روابط قانونية وأواصر بيعة بين ملوك المغرب وقبائل الصحراء وأن هذه الأخيرة لم تكن أبدا أرضا خلاء.
و شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة نهضة حقيقية في نطاق جهويه متقدمة تأخذ بالاعتبار الخصوصيات السوسيو – ثقافية المحلية، حيث كان جلالة الملك بمناسبة الذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء اشرف على إطلاق نموذج تنموي جديد لتأهيل المنطقة وتحويلها إلى قطب منفتح على العمق الإفريقي للمغرب. |