انطلقت الجمعة الماضي عملية الإحصاء الخاص بالخدمة العسكرية برسم سنة 2024 وتنتهي يوم 29 أبريل المقبل.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يجيب محمد هابي، رئيس قسم بمديرية الشؤون الانتخابية بوزارة الداخلية، على خمسة أسئلة حول كيفية تحديد الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية، ونوعية التكوين الذي يتلقاه المجندون، والحقوق والامتيازات التي يتمتع بها المجند خلال هذه الفترة، والآفاق المهنية التي تفتحها الخدمة العسكرية أمام المجندين بعد انتهاء خدمتهم.

 – كيف يتم تحديد الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية، وما هي الفئة العمرية المعنية بأداء هذه الخدمة ؟

عقدت اللجنة المركزية للإحصاء الخاص بالخدمة العسكرية اجتماعا لها، يوم فاتح فبراير 2024، لتحديد المعايير التي تم اعتمادها لاستخراج أسماء الشباب الذين يمكن استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية سنة 2024 بطريقة تلقائية وآلية، دون تدخل بشري، تعتمد على معادلة حسابية أتوماتيكية.

وتتلخص هذه المعايير في المساواة فيما بين المواطنين؛ وضمان التوازن فيما بين الجهات؛ وتحقيق التوازن على صعيد العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات والجماعات والمقاطعات المؤلفة لها.

وخلال هذا الاجتماع، تم استخراج لوائح أسماء الشباب المعنيين وإحالتها على مصالح العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات لطبع الإشعارات الخاصة بهؤلاء الشباب وتبليغها إلى أصحابها من أجل دعوتهم إلى ملء الاستمارة الخاصة بالخدمة العسكرية.

وبالفعل، فقد قامت السلطات الإدارية المحلية في جميع عمالات وأقاليم وعمالات مقاطعات المملكة بتوزيع هذه الإشعارات على الشباب المعنيين بها.

وبخصوص الفئة العمرية المعنية بأداء الخدمة العسكرية فهي مبدئيا فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و25 سنة. وهنا لابد من الإدلاء بتوضيح، ذلك أن الشباب البالغين أكثر من 25 سنة المضمنة أسماؤهم في قاعدة البيانات الخاصة بالخدمة العسكرية، سواء سبق دعوتهم لملء استمارة الإحصاء خلال عمليات الإحصاء المجراة منذ سنة 2019 أو لم تسبق دعوتهم لذلك، يمكن أيضا استدعاؤهم لأداء هذا الواجب الوطني. كما يمكن استدعاء الشباب الذين سبق إحصاؤهم وتم استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية واستفادوا من الإعفاء المؤقت.

– كيف تتم عملية الانتقاء في أفق إدماج الفوج المقبل للمجندين شهر سبتمبر 2024؟

لابد من التذكير أنه بعد البت في طلبات الإعفاء من طرف اللجان الإقليمية على صعيد عمالات وأقاليم وعمالات مقاطعات المملكة، ستعقد اللجنة المركزية للإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية على المستوى المركزي اجتماعا يخصص لحصر قائمة الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لتكوين فوج المجندين.

إثر ذلك، تقوم السلطات العسكرية المختصة بإصدار أوامر التجنيد وتبليغها إلى الأشخاص المعنيين للمثول أمام لجان الانتقاء والإدماج.ويتعين على كل شخص تم تبليغه أمر التجنيد المثول أمام لجنة الانتقاء والإدماج في التاريخ والمكان المحددين في أمر التجنيد، مصحوبا بالأمر المذكور وببطاقته الوطنية للتعريف الإلكترونية.

– كم تستغرق مدة الخدمة العسكرية وما نوعية التكوين الذي يتلقاه المجندون خلالها؟

تتحدد المدة المقررة للخدمة العسكرية في 12 شهرا، تخصص الأربعة أشهر الأولى منها لتزويد المجندين والمجندات بتكوين مشترك أساسي، يشمل تكوينا عسكريا وبدنيا. وخلال الثمانية أشهر الموالية، يتلقى المجندون والمجندات تكوينا في إحدى التخصصات المتوفرة في مراكز التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية، مما سيساعدهم على اكتساب خبرات ومهارات جديدة تفتح لهم فرص الاندماج في سوق الشغل بعد انتهاء مدة الخدمة العسكرية.

وينبغي الإشارة أنه بالنسبة للفوج المقبل، سيتم بصفة خاصة التركيز على توسيع مجالات التخصص لفائدة المجندين ذكورا وإناثا المؤهلين لذلك.

   – ما هي الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها المجند خلال فترة الخدمة العسكرية؟

يستفيد المجند من عدة حقوق وامتيازات، حيث تُمنح له رتبة عسكرية حسب النظام التسلسلي الجاري به العمل في القوات المسلحة الملكية، وذلك بحسب المستوى التعليمي الذي يتوفر عليه.

إذا كان المجند يتوفر على مستوى تعليمي يقل عن البكالوريا تمنح له رتبة جندي، وإذا كان حاصلا على الأقل على شهادة البكالوريا، تمنح له رتبة ضابط صف. أما إذا كان حاصلا على الأقل على الإجازة أو دبلوم أو شهادة أخرى تعادلها، فتمنح له رتبة ضابط.

يتلقى المجند، بحسب الرتبة الممنوحة له، أجرة شهرية تتراوح بين 1.050 درهم بالنسبة للجندي و1.500 درهم بالنسبة لضابط الصف و2.100 درهم بالنسبة للضابط، علما أن هذه الأجرة لا تخضع لأي ضريبة أو اقتطاع.

إضافة إلى ذلك، يستفيد المجند من مجانية العلاج بالمؤسسات الاستشفائية العسكرية ومن التغطية الصحية والمساعدة الطبية والاجتماعية والتأمين عن الوفاة وعن العجز.

من جهة أخرى، يخول للمجند الحق في المشاركة في المباريات التي يعلن عنها خلال مدة الخدمة العسكرية سواء من لدن المؤسسات العسكرية أو الأمنية أو الإدارات العمومية.

أما إذا تعلق الأمر بمجند أو مجندة تابع كذلك للوظيفة العمومية، فإن القانون يكفل له حق الاحتفاظ بالأجرة التي يتقاضاها عن وظيفته وكذا الحق في الترقية وفي الأقدمية، ويعود إلى إدارته الأصلية بعد أدائه لواجبه الوطني.

– ما هي الآفاق المهنية التي تفتحها الخدمة العسكرية أمام المجندين بعد انتهاء خدمتهم؟

الإجابة عن هذا السؤال الهام تقتضي التوفر على معطيات دقيقة ومضبوطة بخصوص عدد الشباب المنتسبين للأفواج السابقة الذين تمكنوا بكيفية فعلية من الولوج إلى سوق الشغل.

في غياب هذه المعلومات الدقيقة، وحسب المعطيات الأولية المتوفرة، يمكن القول أن نسبة مهمة من المجندين ذكورا وإناثا الذين أنهوا مدة الخدمة العسكرية برسم الأفواج السابقة تمكنوا فعلا من ولوج سوق الشغل في ميادين وقطاعات مختلفة، سواء في المؤسسات العسكرية أو الأمنية أو في الإدارة العمومية أو في القطاع الخاص، كما أن البعض منهم استطاع خلق مشاريع خاصة، وذلك بفضل التكوين المتميز الذي تلقوه خلال مدة الخدمة العسكرية.