عبر المجلس الجهوي للمنطقة الوسطى للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، أمس الإثنين بمقر الهيئة بالبيضاء، عن إستيائهم من رئيسة قسم التعمير بجماعة الدار البيضاء، جراء ما وصفوه ببعض الممارسات والعوائق المسطرية "المفتعلة" التي تقوم بها المسؤولة المذكورة، والتي تسببت في تجميد وتعطيل أوراش ومشاريع مهمة بالدار البيضاء.

وكشف كريم السباعي رئيس المجلس الجهوي للجهة الوسطى للهيأة الوطنية للمهندسين المعماريين، في ندوة صحفية، أن المهندسين المعماريين شهدوا وعانوا من عدم الاحترام التام لمقتضيات أحكام "ضابط البناء العام"، سواء من حيث معالجة ملفات التراخيص أو رخص السكن الجديدة، بحيث يجدون أنفسهم عالقين داخل دوامة إدارية، ومحاصرين في متاهات إدارية مرتبطة برخص البناء، لا يمكن تحملها، لأنها تتجاوز القوانين والمقتضيات المعمول بها، خلافا للتوجيهات الرسمية المحفزة على تشجيع الاستثمارات وتبسيط المساطر الإدارية.

وأوضح السباعي أن الهيئة قامت في وقت سابق برفع شكاية للوالي محمد مهيدية، الذي تفاعل بإيجاب مع الشكاية وقام بجميع المحاولات لإيجاد حل هذا الملف، لكن دون جدوى، في حين أكد السباعي أن الهيئة قامت برفع شكوى إلى الرئيسة المباشرة للموظفة وهي نبيلة الرميلي، الأخيرة في كل مرة تقدم وعود لإيجاد حلول للمشاكل الطروحة، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.

وأضاف السباعي وفي الوقت الذي يُفْتَرَض أن يواجه فيه مجموع الفاعلين في قطاع البناء الصعوبات الاقتصادية القائمة، ويركزوا جهودهم، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، من أجل التعبئة لإعادة إنعاش قطاع الإسكان وتحقيق رؤية 2030. وفي سياق يتم فيه اتباع استراتيجية شاملة للرقمنة وتبسيط المساطر والإجراءات الإدارية، حتى نتمكن من تقوية جاذبية العاصمة الاقتصادية للمستثمرين، يُوَاجِه المهندسون المعماريون وضعاً صعباً مرتبطاً برخص البناء، وهو وضع يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم، أمام حالة التخبط والفوضى الكبيرين بسبب البيئة الضارة التي يعملون فيها، والتي تعيق الاستثمارات بشكل كبير.

كما عبر المهندسون المعماريون أنهم مصممون على وضع حد لهذه العقبات والتأخيرات والتعسفات السائدة داخل بعض الإدارات، ارتبطا برخص البناء ورخص السكن الجديدة.

وأوضح المجلس أنه أمام التظلمات اليومية للمهندسين المعماريين، لن يظل مكتوف الأيدي في مواجهة التعقيدات التي ما فتئت تتزايد مُعيقة ممارسة المهنة، ولن تستمر مُرُونته وصَبْرُه إلى الأبد في انتظار تحقق الأمل بإطلاق شباك مُوَحَّد حقيقي لا يتم فيه الكيل بمكيالين أو معايير مزدوجة.

ويُطالب المهندسون المعماريون بأفعال ملموسة، خاصة من جانب جماعة الدار البيضاء، التي يجب أن تتحمل مسؤولياتها في مواجهة استعجالية الوضع القائم، بهدف وضع حد لنظام تسوده الفوضى ومنفصل عن الواقع.