من الجديدة.. تي بي مازيمبي يتوج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات |
«بسيكولوغ» لحاتم عمور يحصد أزيد من 2.2 مليون مشاهدة في أسبوع فقط |
مدرب الرجاء البيضاوي يتخذ هذا القرار بعد «الديربي البيضاوي» |
بالصور.. تفاقم ظاهرة احتلال الأرصفة بمنطقة «الرحمة» ضواحي الدار البيضاء |
الدار البيضاء.. السلطات المحلية تفكك تجمعا عشوائيا بإقليم مديونة |
الأجهزة الذكية في العطلة المدرسية.. «وجبات رقمية» يتعين استهلاكها باعتدال | ||
| ||
سهام توفيقي/ و م ع ينتظر الأطفال العطلة الصيفية بفارغ الصبر، لكونها الفترة التي تتيح لهم الاستمتاع لأطول وقت ممكن بممارسة أنشطتهم المفضلة وقضاء لحظات من المرح والترفيه، غير أن البعض منهم يقبلون بشراهة على "الوجبات الرقمية" الجاهزة في محاولة لكسر الملل، ما قد يلقي بهم في براثن الإدمان عبر نافذة التسلية وفضول الاستكشاف. فبمجرد انتهاء السنة الدراسية يفتتح الأطفال من مختلف الأعمار يومهم بولوج عالم رقمي لا قيود ولا حدود له تكمن قوته في الجاذبية الخطيرة لفيديوهات وألعاب إلكترونية تظهر بمجرد الضغط على شاشات أجهزة ذكية يؤدي سوء استخدامها وعدم ضبطها إلى الإضرار بنموهم المعرفي، كما يمكنها أن تحد من قدراتهم على الإبداع والتفكير في مواجهة وحل المشكلات بشكل سليم ومنطقي. وتقول أسماء، وهي أم لطفل في العاشرة من عمره، إن الساعات التي يقضيها ابنها منغمسا في العالم الرقمي تتضاعف خلال العطلة الصيفية، إلى درجة أنه لم يعد يشعر بالوقت، أو حتى يتفاعل مع الآخرين من حوله، كما لم يعد يستهويه القيام بأنشطة أو بمهام أخرى قد تكون ضرورية ولا تقل أهمية عن سواها، وهو أمر بات يثير غضبها وأحيانا قلقها. وتقر أسماء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها غالبا ما تقع في حيرة من أمرها بين ت رك طفلها يستمتع بلوحه الإلكتروني، أو منعه منها حماية له من تأثيراتها السلبية على صحته وسلوكياته، مؤكدة أن ضبط استخدام طفلها للأجهزة الإلكترونية أصبح أمرا معقدا بالنسبة لهما معا نتيجة تعلقه الشديد بالعالم الافتراضي. هذا التعقيد يعزوه أستاذ علم النفس الاجتماعي، مصطفى الشكدالي، إلى سياق الرقمنة التي ولد فيها أطفال اليوم، فهم محاطون بأجهزة إلكترونية متعددة الأصناف متاحة داخل البيت وخارجه، وبالتالي لم يعد ممكنا لا بالنسبة للكبار ولا الصغار "التخلص بصفة قطعية من هذه الأجهزة لأنها أصبحت أسلوب حياة"، معتبرا أن حرمان الأطفال بصفة نهائية من تناول "وجبات رقمية هو بمثابة منعهم من الحياة". وبحسب شكدالي، فإن الأطفال هم رقميا أكبر من آبائهم، الذين يلجون في سن متأخرة للعالم الرقمي، بينما يسبر أغواره الأطفال في الخامسة من عمرهم، وهو ما يجعلهم في الكثير من الحالات يساعدون آبائهم على استخدام الفضاء الإلكتروني لقاء بعض المهام. لذلك يجب على الآباء، يضيف أستاذ علم نفس الاجتماعي، في تصريح مماثل، أن يدركوا بأن لهذه الوسائط وظيفة تنشيئية وأن يتمكنوا من خلق أفق ولو كان بسيط فكريا، حتى يمكن لأطفالهم أن يتعاملوا مع المواقع الإلكترونية وفي الوقت نفسه مع الواقع، مشددا على أنه لابد أن يكون هذا التفاعل خلاقا ما بين الواقع والمواقع. وبخصوص طرق استثمار العطلة بشكل مفيد، أكد السيد الشكدالي أنه يتعين على الآباء توجيه وحث أبنائهم على ممارسة أنشطة بدنية من قبيل كرة القدم حتى يكون للجسد حضور، وبالتالي يغيب ولو لحظيا الاتصال المباشرة بالعالم الرقمي. كما دعا إلى تشجيع الأطفال على ممارسة هوايات مفيدة وعلى كتابة قصص قصيرة، واكتساب خبرات جديدة، وقضاء بعض الوقت في تعلم لغة جديدة، وتخصيص الوقت لتبادل أطراف الحديث معهم، وأيضا تكليفهم ببعض المهام البسيطة. وما من شك أن أخذ هذه "الوجبات الرقمية" أمر لا مفر منه بالنسبة للأطفال لامتلاك القدرة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، لكن يبقى على عاتق الآباء بناء أسس الفكر النقدي لأبنائهم لتفكيك ما يشاهدونه وما يقرؤونه في العالم الافتراضي حتى يستفيدوا إيجابيا من الوسائط الرقمية والمنصات ويحسنوا استعمالها بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع. | ||