شكل موضوع تعزيز البنيات التحتية للطب عالي الضغط بالمغرب، محور لقاء عقد، أمس الجمعة بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وذلك بحضور ثلة من الخبراء والمتخصصين في المجال من المغرب وخارجه.

وشكل هذا اللقاء المنظم من قبل مركز العلاج بالأكسيجين عالي الضغط التابع للمستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة تحت شعار "العلاج بالأكسيجين عالي الضغط : آفاق علاجية واعدة"، مناسبة لاستكشاف العديد من الجوانب المتعلقة بالعلاج بالأكسجين عالي الضغط ، ودوره في علاج العديد من الأمراض.

وبهذه المناسبة، استعرض المشاركون حصيلة نشاط مركز العلاج بالأكسجين عالي الضغط، مبرزين الإيجابيات والمؤشرات العلاجية لهذه التقنية المتقدمة.

وفي هذا السياق، قال المدير الطبي للمستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة، التابع لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، مصطفى نصير، إن هذا اللقاء شكل مناسبة لتسليط الضوء على التقدم المحرز في مجال الطب عالي الضغط.

وأوضح  نصير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز الجديد، الذي ينضاف إلى المستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس بالرباط، يساهم في توسيع عرض العلاج بالأكسجين عالي الضغط بجهة الدار البيضاء -سطات، مشيرا إلى أن سعة غرفة الطب عالي الضغط ، التي تعمل من مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، تبلغ 12 سريرا .

كما أشار إلى جودة الموارد البشرية والتجهيزات التي تضمن سير العمل بكفاءة وفعالية في تقديم خدمات هذا المركز، الذي تم إطلاقه قبل سنة من قبل المؤسسة.

من جانبه، أوضح مدير مركز الأكسجين عالي الضغط، عبد الحق رجيلا، في تصريح مماثل، أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط يعتمد توفير الأكسجين النقي بنسبة مائة في المائة، أو من خلال استخدام غرفة الضغط العالي الذي يحتوي على خليط من الغازات الغنية بالأكسجين تسمى غرفة الضغط العالي ، موضحا أن المركز يقدم أيضا خدمات صحية في مجال العلاج الطبي وحالات الطوارئ.

وتابع أن الأكسجين عالي الضغط يستخدم بشكل خاص في حالات علاج الجروح الصعبة ، وإصابات الأنسجة ما بعد العلاج الإشعاعي، والتهابات العظام، وحوادث الغوص، والتسمم بأول أكسيد الكربون، موضحا أن العلاج يعزز الأنسجة المتضررة ويقلل من انتشار بعض البكتيريا، مما يعطي تأثيرا مضادا للعدوى.

وناقش المشاركون عدة مواضيع من قبيل مبادئ العلاج بالأكسجين عالي الضغط، وطب الطوارىء والطب عالي الضغط، وإصابات الغوص، والشفاء، والتطور المحتمل لمضاعفات قدم السكري، وكيفية التعامل مع مضاعفات ما بعد العلاج الإشعاعي بفضل الأكسجين العالي الضغط.

وتميز هذا الحدث بمشاركة نخبة من الخبراء في مختلف التخصصات الطبية بما في ذلك الطب الضغط العالي، والطب الباطني ، وأمراض الأنف والأذن والحنجرة، والتخدير والإنعاش، وعلم الأعصاب، والعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى الجراحة التجميلية والترميمية.

وتعتمد تقنية العلاج بالأكسجين عالي الضغط على زيادة كمية الأكسجين المذاب في الدم والأنسجة، بشكل مستقل عن الهيموغلوبين، مما يحسن تغذية الأنسجة بالأكسجين، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف تدفق الدم، بالإضافة إلى دوره في تقليل تكاثر بعض البكتيريا اللاهوائية، وهو ما ي دع م نشاطها في مكافحة العدوى.

في ما يخص غرفة الضغط العالي فهي عبارة عن أسطوانة معدنية تضم ممرا وقاعة علاجية قابلة للتعديل، تتسع لعشرة أشخاص، ويمكن تجهيزها بمقاعد أو أسر ة حسب الحاجة. ويتم العلاج بداخلها عن طريق زيادة الضغط تدريجيا، مع تزويد المرضى بالأكسجين النقي، أو خليط غني بالأكسجين، عبر قناع للوجه أو غطاء شفاف.