الدار البيضاء.. صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني |
الأرصاد الجوية: نزول قطرات مطرية مرتقبة الجمعة في عدد من أقاليم المملكة |
اتفاق ثلاثي بإجراء إياب «الديربي البيضاوي» بدون جمهور في حال إقامته خارج خارج «دونور» |
أمن سيدي البرنوصي يوقف شخصا متورطا في قضية تتعلق بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة |
السلطات المحلية تفكك تجمعا عشوائيا بمنطقة الهراويين ضواحي الدار البيضاء |
حدث المسيرة الخضراء المظفرة: نموذج للتلاحم بين الملك والشعب | ||
| ||
أمين انقيرة يعد حدث المسيرة الخضراء المظفرة من الأحداث المشهودة في تاريخ المغرب، التي أبدعها جلالة المغفور له مولانا الحسن الثاني طيب الله ثراه، وجعل روحه في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين. وإسهاما منا في تحقيق واجب الانخراط في الاحتفاء والاحتفال بالذكريات الدينية والوطنية، فقد ارتأيت المشاركة في هذا اليوم العظيم بهذه الكلمة التي أرجو من خلالها أن تكون حلقة من حلقات ربط الصلة بين الحاضر والماضي، وذلك بدافع خدمة هذا الوطن العزيز، الذي يبرهن في جل مجالاته عن الترابط والتلاحم القوي بين الملك وشعبه. ويمكن أن أبرز أهمية هذه الذكرى من خلال السياقات والعناصر الآتية: أولا: أنها تجسد الترابط القوي بين الملك وشعبه: وذلك من خلال الاستجابة للنداء المولوي بالمسيرة الخضراء المظفرة؛ مما يدل على عمق ارتباط المغاربة بالعرش المجيد، ولعل هذا الحدث من أهم الأحداث التي تبرز هذا التعلق بما يحقق أمن وأمان كل مكونات هذا البلد الآمن والأمين، وعلى وجه الخصوص في صحرائه المغربية التي لها تاريخ قوي في المجال الحضاري والإنساني؛ بما في ذلك بيعات السلاطين والملوك، والعناية بالتراث الروحي والصوفي، إلى جانب ما تزخر به هذه المنطقة من وثائق ونسخ مخطوطة تبرز نبوغ أعلام الصحراء المغربية في مختلف الفنون والعلوم؛ وعلى رأسها الدرس العقدي والفقهي والصوفي، إلى جانب إمارة المومنين الحامية للملة والدين، والتي هي رأس الثوابت وركنها الأساس. وهذا المبدأ هو الذي جعلنا نفكر في إبراز هذه العناية الأصيلة، وذلك من خلال عملين جليلين: أحدهما: كتاب إمارة المومنين بالمغرب: التأصيل والخصوصية والأثر: فقد أشرفت على تنسيقه وجمع مادته، وكنت وأنا أفكر في موضوعاته أحاول أن أبرز كثيرا من الجوانب المهمة، ومن بينها بيعات علماء الصحراء لسلاطين الدولة العلوية، وعززنا مادته بوثائق ومخطوطات نفيسة. وثانيهما: الندوة الوطنية التي كنت ضمن منسقيها بمعية الدكتور عمر أغبالو وباحثين آخرين، وبإشراف الدكتور محمد كرماط، وهي في موضوع: الثوابت الدينية بالصحراء المغربية: التأصيل والتاريخ والأثر، وقد أقيمت بمدينة العيون بشراكة مع المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة محمد الأول، ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وبالتنسيق مع ماستر العقيدة الأشعرية في الغرب الإسلامي والامتداد الإفريقي بالكلية متعددة التخصصات بالسمارة، والمجلس العلمي الجهوي بالعيون. وقد رأيت أن الانخراط في هذا العمل له سياقه وراهنيته، وغايتنا ومقصدنا الأساس أن نكون ممن يسعون في الترسيخ لهذه الثوابت، والحفاظ على الأمن والأمان بهذه المملكة المغربية الشريفة في ظل مولانا أمير المومنين وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره. وإن المتأمل في المنظمين لهذه الندوة والمسهمين فيها يلمس أن في هذا الجمع الذي هو بتوفيق من الله دلالة على التماسك القوي والأصيل بين شمال المغرب وجنوبه، ويدل أيضا على التلاحم المتين بين الملك وشعبه، حيث إن تجشم الأساتذة والباحثين والمنظمين حضور هذه الندوة لهو خير دليل على محبة هذا الوطن، ومحبة ملكنا أمير المومنين أدام الله عزه، وحفظه بما حفظ به السبع المثاني والقرآن العظيم. ثانيا: أن حدث المسيرة الخضراء يجسد قيم التضامن والوفاء لهذا الوطن العزيز: فهذه الذكرى قد استفدنا منها كثيرا من الدروس والعبر، ومن أهمها: التضامن والوفاء في التضحية من أجل إعزاز أواصر القرابة والمحبة المتجذرة في وجدان وقلوب المغاربة في شمال المغرب وجنوبه. وإن هذا الحدث بكل ما يحمله من دلالات عميقة يجسد محبة المغاربة ملوكا وشعوبا لبلدهم ووطنهم الذي له تاريخ مجيد وعتيق. ومن الدروس التي نستفيدها من هذا الحدث وغيره التضحية والصبر من أجل الوطن، وهذا ما يدفع كل مغربي إلى أن يكون حلقة من حلقات البناء والعطاء في مختلف التخصصات والمجالات، فأجدادنا وآباؤنا قد أبلوا البلاء الحسن كما بذلوا الغالي والنفيس من أجل راحة الأجيال اللاحقة، فما علينا إلا أن ندعو الله العلي القدير أن يجزي كل السابقين من ملوكنا أمراء المومنين، وعلى رأسهم جلالة المغفور له الحسن الثاني نور الله ضريحه مبدع المسيرة الخضراء الملك الباني الهمام على كفاحه وجهاده الكبير من أجل إسعاد المواطنين وتحقيق الأمن والأمان في كل ربوع المملكة المغربية، بما في ذلك الصحراء المغربية حرسها الله. ثالثا: التعلق الروحي والوجداني والثقافي بالصحراء المغربية: فالمتأمل فيما كتب حول حدث المسيرة الخضراء المظفرة يلحظ هذا الاهتمام بقضية الصحراء المغربية، وفيما يلي تذكير ببعض هذه الإسهامات: 1-خطابات جلالة الملك أمير المومنين محمد السادس أعزه الله: ومن نماذجه: ما صدر عن المطبعة الملكية، ومنها: الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة . 2-الندوات والأيام الدراسية التي نظمتها المجالس العلمية المحلية والجهوية: وأذكر من بينها: المسيرة الخضراء: وترسيخ القيم الدينية والوطنية : [أعمال الندوة العلمية الثالثة] / منشورات المجلس العلمي المحلي لطرفاية ؛ تنسيق المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، سنة 2015. المسيرة الخضراء والوحدة: أعمال الندوة العلمية الوطنية الرابعة / نظمها المجلس العلمي المحلي لطرفاية. المسيرة الخضراء والتنمية الفاعلة في الأقاليم الجنوبية ، نظمها المجلس العلمي المحلي لطرفاية. سنة . 2017 3-المؤلفات والأعمال الفكرية: ومنها: المسيرة الخضراء: محكمة شعب يوحد بلاده بقيادة ملكه / منشورات وزارة الشؤون الثقافية، المملكة المغربية. سنة ,1984. الذكرى الأولى للمسيرة الخضراء: وثائق قديمة وحديثة / منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية. وقيل الحمد لله: المسيرة الخضراء : ملحمة ملك وشعب لمحمد جلال، نشر سنة 1976. 4-الدواوين الشعرية: ومنها: -ديوان محمد بن محمد العلمي: أشعار المسيرة الخضراء المظفرة ؛ إعداد الطيب علمي موذني. حفظ الله مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس وأدام عزه ونصره، وأدامه لهذا الوطن منارا عاليا وسراجا هاديا، وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، وشد عضده بصنوه السعيد مولاي رشيد، وفي كافة أسرته الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب. ورحم الله الملكين الجليلين المجاهدين؛ مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، وطيب ثراهما، وجعل روحيهما في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين. | ||