عادل غرفاوي 

الـ 04 من نونبر 2024 سيبقى تاريخا بارزا في سجل تنمية طانطان. ففي هذا اليوم، شهدت المدينة فتح آفاق جديدة أمام تغيير شكل عيش سكانها نحو الأفضل بإطلاق، بمناسبة تخليد الذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء المظفرة، مشاريع تنموية كبرى، ينتظر أن تشكل نقطة تحول مهمة في حياتهم.

مشاريع استقبل إعلان ميلادها وتدشينها في أجواء من الفرح والبهجة تزينت فيها شوارع طانطان بالأعلام الوطنية، وتجمعت على ضوئها الأسر والشباب للاحتفال بفرصة جديدة ستساهم في تغيير وجه الإقليم، نظرا لما تحمله في طياتها من وعود بزيادة فرص الشغل ومستقبل أكثر إشراقا.

ووسط هذه الأجواء الاحتفالية، كانت أول خطوة في هذه الرحلة التنموية إشراف والي كلميم - وادنون، محمد الناجم أبهاي، رفقة وفد ضم، على الخصوص، رئيسة مجلس الجهة، مباركة بوعيدة، وعامل إقليم طانطان، عبدالله شاطر، ومنتخبين وسلطات أمنية وترابية، ورؤساء المصالح الخارجية، على إعطاء، أول أمس الاثنين، انطلاقة أشغال تأهيل ميناء طانطان، في إطار اتفاقية الشراكة بين الوكالة الوطنية للموانئ والجهة.

ويتضمن المشروع، الذي رصد له مبلغ مالي حدد في 128 مليون درهم والممول مناصفة بين مجلس الجهة والوكالة الوطنية للموانئ، تهيئة شبكة الصرف الصحي (21.9 مليون درهم)، وتأهيل شبكة الكهرباء ذات التوتر المنخفض والمتوسط (5 ملايين درهم)، وترميم الطرقات بالميناء -شطر أول- (8 ملايين درهم).

 كما يهم مشروع إنجاز محطة تحلية الماء الأجاج (47.7 مليون درهم) برسم سنة 2025، ومشروع تأهيل الأراضي المسطحة وأرصفة تفريغ الأسماك (24.5 مليون درهم) برسم 2025، ومشروع إنجاز محطة لإنتاج الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات محطة التحلية (11.5 مليون درهم) برسم 2026، ومشروع ترميم الطرقات بالميناء -شطر ثان - (24 مليون درهم) برسم 2025. 

مشاريع بنفس اجتماعي

لم تقتصر التدشينات على المشاريع المينائية فحسب. بل جرى، أيضا، الإعلان عن عدة مشاريع ذات طابع اجتماعي ستسهم في رفع جودة الحياة بالمدينة، ومنها المتعلقة بمنشآت مائية وتأهيل شبكة الماء الصالح للشرب والشبكة الكهربائية، وكذا السدود، والتأهيل الحضري، والنهوض بقطاع الصحة والرياضة. 

وهكذا، اطلع والي الجهة والوفد المرافق على معطيات تقديم ثلاثة مشاريع. ويتعلق الأمر بالتأهيل الحضري بالوطية (120 مليون درهم)، الذي يندرج في إطار البرنامج الاستعجالي للتأهيل الحضري بالوطية 2024-2027. 

ويتضمن هذا المشروع خمسة مشاريع موزعة على ثلاثة محاور تهم التأهيل الحضري (طرق، وإنارة عمومية، ومناطق خضراء، وساحات عمومية، ومعابر واد بن خليل، وإتمام تهيئة كورنيش الوطية)، وبناء وتقوية البنية التحتية (توسيع وإعادة تأهيل شبكة الماء الصالح للشرب وشبكة التطهير السائل)، وبناء وتأهيل مرافق عمومية (بناء وتهيئة متعددة القاعات). 

كما يتعلق الأمر بمشروعين لتأهيل البنية التحتية الطرقية (42 مليون درهم) في إطار اتفاقية شراكة لتنفيذ المشاريع الطرقية لتأهيل البنية التحتية بالجهة، المشروع الأول يهم تأهيل الطريق الجهوية رقم 118 الرابطة بين الوطية وفم درعة على طول 15 كلم، والثاني يهم تأهيل الطريق الوطنية رقم 01 من النقطة الكيلومترية 140+1231 (مدارة الوطية) إلى النقطة الكيلومترية 840+1236 (المدخل الجنوبي) على طول 5.7 كلم. 

وفي طانطان، أيضا، أعطيت انطلاقة أشغال مجموعة من المشاريع التنموية. وهمت مشروع تحسين واجهة أهم الشوارع الرئيسية بالمدينة، الذي يندرج في إطار عقد برنامج بين الدولة وجهة كلميم وادنون من أجل تنفيذ المشاريع ذات الأولوية 2021-2023 ببرنامج التنمية الجهوية. 

وتتضمن أشغال المشروع (29.85 مليون درهم)، والذي تتولى إنجازه شركة العمران الجنوب بصفتها حامل المشروع المنتدب، تهيئة وصباغة أهم واجهات الشوارع الرئيسية بالمدينة ومنها 20 غشت، شارع الرباط، وبئرإينزران، والسلام، وابن سينا، والشباب، والنصر. 

كما تشمل هذه المشاريع أشغال تهيئة خمسة ملاعب للقرب من صنف (E) بجماعتي طانطان وبن خليل، والتي ستخصص لرياضات كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وكرة الطائرة. 

ويهدف المشروع (6.7 ملايين درهم) الذي يندرج في إطار اتفاقية شراكة من أجل إحداث ملاعب للقرب بالوسطين الحضري والقروي بالجهة، إلى النهوض بقطاع الرياضة، والمساهمة في تطوير الرياضة وتشجيع ممارستها خصوصا من طرف الشباب. كما جرى إعطاء انطلاقة أشغال إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بمحطات معالجة المياه بالجهة، وذلك من خلال وضع قناة ضخ المياه العادمة المعالجة بطانطان.

ويندرج هذا المشروع (12.1 مليون درهم)، في إطار اتفاقية الشراكة لإنجاز وتمويل مشاريع اعادة استعمال المياه العادمة المعالجة على مستوى الجهة.

"مشاريع الماء".. حضور دائم

كما سبق الإشارة إلى ذلك، حضرت "مشاريع الماء" في برنامج تنمية الإقليم، وهي التي دائما ما حظيت بالأولوية في مخططات النهوض بالجهة. واستنادا إلى ذلك، وفي إطار برنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027، دشن سد "خنك مسعود" (واحد مليون درهم بتمويل من مجلس الجهة)، والذي تبلغ حقينته 1 مليون متر مكعب، وكذا إعطاء انطلاقة أشغال بناء سد "وين مذكور" (16 مليون درهم) بحقينة تبلغ 700 ألف متر مكعب. 

ويهدف هذان المشروعان إلى الحماية من الفيضانات، والتغذية الجوفية، وتعبئة الفرشة المائية وتوريد الماشية. 

كما جرى إعطاء انطلاقة أشغال إعادة بناء منشآت مائية على مستوى النقط الكيلومترية 788+57، و531+60، و951+67، و960+65، و370+68، و236+77، و190+80 بالطريق الوطنية رقم 14 بالإقليم. ويهدف هذا المشروع، الذي رصد له مبلغ مالي حدد في 25 مليون درهم، والذي يندرج في إطار برنامج وزارة التجهيز والماء، ويهدف إلى حذف نقط الانقطاع أثناء موسم الفيضانات، والرفع من استيعابية التدفق بالمنشآت، والرفع من خدمة الشبكة الطرقية وعصرنتها، وتعزيز شروط السلامة الطرقية. 

وبالمناسبة، أعطيت انطلاقة أشغال بناء الطريق الرابطة بين المسيد وأبطيح على طول 75 كلم (56 مليون درهم)، وبناء تقوية الطريق الرابطة بين بن خليل ومدينة طانطان (7.2 مليون درهم)، وبناء الطريق الرابطة بين تيلمزون وعوينة إغمان على طول 17 كلم (15 مليون درهم). 

وفي إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالجهة، أعطيت انطلاقة أشغال شبكة الكهرباء لمركز جماعتي تيلمزون والمسيد (3.8 ملايين درهم)، وتأهيل محول كهربائي وشبكة الضغط المنخفض بمركز جماعة أبطيح (0.83 مليون درهم)، وتأهيل شبكة توزيع الماء الشروب لمركز جماعتي تيلمزون والشبيكة (3 ملايين درهم)، وإعادة تأهيل وتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب بمركز أبطيح (0.76 مليون درهم)، واقتناء وتسليم سيارة إسعاف لفائدة جماعة أبطيح (0.44 مليون درهم). 

ورافق ذلك، تقديم شروحات ومعطيات حول مشروع التأهيل الحضري لمدينة طانطان (279.29 مليون درهم) الذي يندرج في إطار اتفاقية تمويل وإنجاز مشاريع البرنامج الاستعجالي لإعادة التأهيل الحضري بمدينة طانطان خلال الفترة 2024-2027.

وتشمل المشاريع المبرمجة 10 مشاريع موزعة على محور التأهيل الحضري (طرق، إنارة عمومية، مناطق خضراء، ساحات عمومية، معابر واد بن خليل، إعادة تهيئة شوارع رئيسية)، ومحور بناء وتقوية البنية التحتية (ربط الوعاء العقاري لبناء المجزرة بالتجهيزات الأساسية الخارجية، وتوسيع وإعادة تأهيل شبكة الماء الصالح للشرب وشبكة التطهير السائل)، ثم محور بناء وتأهيل مرافق عمومية (بناء منشأة فنية على واد بن خليل، بناء المحطة الطرقية). وأعطيت أيضا انطلاقة أشغال بناء محطة لرصد جودة الهواء (1.2 مليون درهم) في إطار الاتفاقية الخاصة بتعزيز شبكة رصد جودة الهواء. كما اطلع والي الجهة على معطيات تقديم مشروع إعادة تأهيل وتجهيز قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بطانطان (20 مليون درهم)، وكذا تفقد ورش أشغال توسيع وتأهيل مركز تصفية الدم بطانطان (5 ملايين درهم).

بوعيدة: يوم مهم للتدشينات

وفي حديثها عن هذه المشاريع، أكدت مباركة بوعيدة، رئيس مجلس جهة كلميم – ودانون، أن هذا اليوم مهم جدا للتدشينات بإقليم طانطان والوطية. وقالت إن جميع هذه المشاريع الكبرى تصب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.

وذكرت بوعيدة، في تصريح لوسائل الإعلام، أن الغلاف المالي المرصود لهذه المشاريع يصل إلى 840 مليون درهم، مبرزة أنها تهم تأهيل سد في جماعة تيمزورن، وبناء سد جديد بطانطان بمبلغ حدد في 16 مليون درهم، والذي سيمكن من حماية الفرشة المائية بالمنطقة وأيضا خلق نوع من السقي في مداره. 

كما تهم هذه المشاريع، تضيف مباركة بوعيدة، معالجة المياه العادمة، وأخرى متعلقة بتنزيل البرنامج الاستعجالي وبرنامج التأهيل الحضري، وذلك إلى جانب مشروع مهم لتأهيل مستعجلات داخل مستشفى طانطان. 

وأوضحت أن مشروع تأهيل مركز معالجة القصور الكلوي لديه أهم خاصة داخل الإقليم، متمنية أن يسد الخصاص الذي يعانيه الإقليم، وأن يرفع من طاقة استقبال المرضى من 68 سريرا إلى أكثر من 120 سريرا.

طانطان.. وجهة اقتصادية

في تصريح مماثل، قال الناهي أبو سيف، النائب الثالث لرئيسة مجلس جهة كلميم- واد نون، إن المشاريع التي أعطيت انطلاقتها بادرة خير للمدينة التي ستكون الوجهة الاقتصادية لكلميم – وادنون، مؤكدا أنها ستشجع الاستثمار من خلال جذب مجموعة من المصانع التي ستستقر في طانطان.

كما ذكر أن هذه المشاريع ستأتي بعدها أخرى مهيكلة ستخلق فرص شغل، مبرزا أن ذلك سينعكس إيجابا على المدينة التي هي في طور التقدم والازدهار.

وخلال حديثه، تطرق الناهي إلى تهيئة ميناء طانطان حتى تكون له جاذبية اقتصادية، موضحا أنه يندرج ضمن المشاريع التي تدخل في العقد الإطار بين الدولة ومجلس الجهة. كما استحضر، في هذا الصدد، الدور الاستراتيجي الذي يلعبه هذا الميناء، من أجل فرص الاستثمار وخلق فرص الشغل.