يعاني المرضى بمستشفى الحي الحسني بالدار البيضاء من نقص حاد في الخدمات الطبية الأساسية، مما دفع العديد منهم إلى التعبير عن استيائهم الشديد من تدهور مستوى الرعاية الصحية داخل المنطقة المذكورة.

ويشكو المواطنون من الإهمال الواضح في المرافق الطبية، وغياب التجهيزات الضرورية، ما يجعل تجربة العلاج في هذا المستشفى محفوفة بالمعاناة والمخاطر، خصوصًا في الحالات المستعجلة التي تستدعي تدخلاً سريعًا.

ورغم تكرر شكاوى المرضى ومطالبهم العديدة، لا يزال المستشفى يعاني من غياب جهاز التصوير المقطعي (السكانير)، إلى جانب نقص حاد في الأطباء المتخصصين، الذين يقتصر عملهم على الفترة الممتدة من الساعة الثامنة صباحًا إلى الرابعة مساءً فقط، من الإثنين إلى الجمعة، ما يعني أن أي حالة طارئة بعد هذا التوقيت أو خلال عطلات نهاية الأسبوع تضطر إلى البحث عن مستشفى آخر، وهو ما يزيد من معاناة المرضى، خاصة في الحالات التي يكون فيها الوقت عاملًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح.

هذا الوضع دفع النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إدريس الشرايبي، إلى التدخل رسميًا، حيث وجه سؤالًا كتابيًا إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، متسائلًا عن التدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها لمعالجة الاختلالات الخطيرة التي يشهدها المستشفى.

وشدد الشرايبي في سؤاله على ضرورة توفير الأطباء المتخصصين خلال الفترات المسائية وعطلات نهاية الأسبوع، إلى جانب الإسراع في صيانة وتشغيل جهاز التصوير المقطعي، لضمان تقديم الخدمات الصحية بشكل مستمر دون انقطاع.

مطالب المرضى لم تقتصر على تشغيل جهاز "السكانير" وتوفير الأطباء فحسب، بل امتدت لتشمل تحسين خدمة الإرشاد والاستقبال، وتوفير الأدوية الأساسية، وتعزيز الطاقم الطبي بالكفاءات اللازمة لمواكبة العدد الكبير من المرضى الذين يقصدون المستشفى يوميًا.

فالمعاناة اليومية التي يواجهها المواطنون باتت تتطلب حلولًا جذرية وليس مجرد وعود أو إجراءات مؤقتة.

وفي ظل هذه الأزمة، تتزايد الضغوط على وزارة الصحة للاستجابة السريعة للمطالب المطروحة، خصوصًا مع تزايد عدد الحالات التي تحتاج إلى رعاية صحية فورية.